الآثار السلبية للعقوبات الغربية على روسيا تزداد على الاقتصاد العالمي

دمشق-سانا

تزداد يوما بعد يوم الاثار والتداعيات الاقتصادية السلبية للازمة الأوكرانية وخاصة بعد قيام الدول الاوروبية بفرض عقوبات على روسيا متجاهلة المخاطر السلبية الكبيرة لذلك على التوازنات الاقتصادية العالمية.

التقارير الصحفية افادت في هذا الاطار بان حزم العقوبات الاقتصادية التي فرضت على روسيا من امريكا والاتحاد الاوروبي أدت إلى ارتفاع حاد وقياسي في اسعار النفط والغاز والمعادن والحبوب والسلع الغذائية حول العالم حيث تجاوز سعر خام برنت خلال تعاملات امس 118 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى تبلغه عقود الخام منذ عام 2008 بينما صعدت اسعار الغاز في أوروبا فوق 2100 دولار لكل ألف متر مكعب في حين قفز الذهب الى نحو 2000 دولار للأوقية كما شهدت المعادن النفسية الأخرى كالفضة والالمنيوم والنيكل والبلاديوم ارتفاعات حادة مماثلة.

أما الحبوب وعلى رأسها القمح فقد ارتفع سعره لعقود أيار المقبل إلى مستوى قياسي بلغ 34ر11 دولارا للبوشل للمرة الاولى منذ عام 2008 وذلك بسبب مخاوف تعطل الامدادات ونقص المحاصيل بينما بلغ سعر القمح في أوروبا 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة “يورونكست” التي تدير عددا من البورصات الأوروبية.

إلى ذلك تحدث خبراء في الاقتصاد أمس عن خسائر فادحة سيتعرض لها الاقتصاد العالمي جراء الوضع الحالي حيث توقعوا خسائر بما لا يقل عن 400 مليار دولار.

وفي تحليل أجرته وحدة المعلومات الاقتصادية (ايه اي يو) أكدت أنه من المتوقع أن يتعرض نمو الاقتصاد العالمي لضربة كبيرة لافتة إلى أن الدول الأوروبية ستكون الأكثر تعرضا للتأثر الاقتصادي.

وقالت الوحدة إن ارتفاع أسعار السلع بما في ذلك النفط يعد أخطر تهديد للاقتصاد العالمي وإن العقوبات على روسيا من شأنها تعطيل طرق التجارة كما ستتعرض دول أوروبا الشرقية الأكثر اعتماداً على التجارة الروسية مثل ليتوانيا ولاتفيا إلى ضربات شديدة.

وأمام هذا الوضع خفضت الوحدة توقعاتها للنمو لأوروبا في عام 2022 إلى 2 بالمئة من 9ر3 بالمئة.

المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية في بريطانيا حذر من جانبه في تقرير له من أن الاقتصاد العالمي قد يخسر ما يصل إلى تريليون دولار هذا العام جراء الأحداث في أوكرانيا.

كما حذر التقرير من ارتفاع معدلات التضخم بنسبة 3 بالمئة في العام الحالي.

وبالعودة إلى أسعار النفط وهو الأسرع تأثرا بالوضع الدولي الحالي حذر الكرملين الروسي  من تداعيات فرض قيود على شراء النفط الروسي مؤكدا أن فرض حظر كهذا ستكون له عواقب وخيمة تقلب أسواق الطاقة العالمية.

بينما شدد رئيس تحرير موقع “جيو إنيرغيتيكا” المتخصص في شؤون الطاقة بوريس مارتسينكيفيتش على استحالة الاستعاضة عن الغاز الطبيعي والنفط الروسيين في الأسواق العالمية مشيرا إلى وجود تغير في خارطة الطاقة في العالم.

مارتسينكيفيتش قدم عرضا لسوق الطاقة العالمية وخاصة بعد أن تم فرض عقوبات غربية على روسيا موضحا أن النفط الروسي من ماركة “يورالس” هو نفط ثقيل فيما النفط المنتج في الولايات المتحدة يعد نفطا خفيفا.

ولفت في منشور فيديو إلى ان مصانع تكرير النفط في الولايات المتحدة تعتمد على النفط الثقيل وخاصة من روسيا مبينا ان أهمية النفط الروسي برزت بعد أن قامت واشنطن بفرض عقوبات على فنزويلا وإيران مشبها الخطوة الأمريكية بالشخص الذي يطلق النار بنفسه على قدمه.

كما دعا رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك إلى زيادة فورية في إنتاج النفط والغاز مشدداً على أن الطاقة الخضراء لا يمكنها أن تحل محل الصادرات الهيدروكربونية الروسية بشكل فوري.

محمد جاسم

انظر ايضاً

بوغدانوف: قطاع الأعمال الروسي زاد اهتمامه في التعاون مع سورية

موسكو-سانا أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اليوم أن قطاع الأعمال الروسي زاد اهتمامه …