المختبرات البيولوجية في أوكرانيا تعري ادعاءات أمريكا الحرص على السلم والأمن الدوليين

دمشق-سانا

“تهديد السلم والأمن الدوليين” مصطلح طالما تلطت وراءه الولايات المتحدة على مدى عقود مضت فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية لانتقاد دول بعينها واتخاذه ذريعة لفرض عقوبات والتدخل العسكري في حين لا تجرؤ على النظر بمرآة ممارساتها ولا سيما أنها لم تصدق على اتفاقية حظر استحداث الأسلحة البكتريولوجية والتكوسينية وإنتاجها وتكديسها ولا على تدمير تلك الأسلحة.

فما بات يطفو على السطح خلال السنوات القليلة الماضية والذي كان آخره تحويل الولايات المتحدة أوكرانيا إلى “قنبلة بيولوجية” تهدد الدول المجاورة لها وفق وصف عالم الفيروسات العسكري الروسي إيغور نيكولين ما دفع الاتحاد الروسي للقيام بعملية عسكرية لحماية أمنه القومي ما هو إلا انعكاس حقيقي لسياسة تنتهجها واشنطن الرافضة للتوقيع على الاتفاقيات ذات الصلة والقائمة على إبعاد هذه المختبرات الخطرة عن أراضيها من خلال استحداثها في دول مختلفة.

وكالة الأنباء الأوكرانية من جهتها أكدت ما ذهب إليه نيكولين ونقلت عن وزارة الصحة الأوكرانية قولها إن أمريكا أقامت بالفعل ثمانية مختبرات لحفظ جراثيم بالغة الخطورة وقدمت مساعدات مالية وأرسلت باحثين مختصين إلى هذه المختبرات.

نيكولين أكد أن المختبرات البيولوجية الأمريكية لا تقتصر على أوكرانيا وإنما في دول أخرى محيطة بروسيا حيث يختبر علماء الفيروسات العسكريون فيها أحدث ما ينتجونه على مجموعات جينية محددة على البشر والحيوانات والنباتات وتتعدى شبكة هذه المختبرات تلك المنطقة وصولاً إلى أفريقيا وجنوب آسيا وفق ما كشفته صحيفة “أرغومنتي إي فاكتي” الروسية.

أهداف المشاريع الكارثية المزمع القيام بها داخل تلك المختبرات كشفتها وثائق أعلنتها وزارة الدفاع الروسية حول وجود 30 مشروعاً بيولوجياً عسكرياً بتمويل يتجاوز 200 مليون دولار للقيام باختبارات بيولوجية خطيرة تعمل على تعزيز مسببات الأمراض الخبيثة المعدية ونشرها عبر الطيور المهاجرة واستخدام الخفافيش كأداة نشر وكل ذلك بهدف زعزعة استقرار الوضع الوبائي وتهديد دول العالم بتلك الأوبئة وفقا لوكالة سبوتنيك.

مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد أن الوثائق التي حصلت عليها روسيا تثبت تنفيذ البنتاغون لمشاريع بيولوجية عسكرية في أوكرانيا تشمل جمع عينات سلالات شديدة العدوى لإنفلونزا الطيور وهي قادرة على تخطي الحواجز القائمة بين الأنواع من شأن أن تمتد عواقبها إلى خارج حدود هذه الدولة وحتى المنطقة وفقا لموقع روسيا اليوم.

وفي دليل واضح على ارتباط واشنطن بالنشاط البيولوجي في أوكرانيا عمدت قواتها برفقة عملائها القوميين إلى تدمير عينات “الطاعون والجمرة الخبيثة والتولاريميا والكوليرا” والأمراض الفتاكة الأخرى ونقلت أكثر من 140 حاوية تحتوي على “براغيث وقراد” إلى الخارج من المختبر البيولوجي في خاركوف وذلك من أجل المضي قدماً في البرنامج العسكري البيولوجي قبيل اقتراب القوات الروسية من المنطقة وبهدف منع حدوث تحقيق دولي حولها.

وعقب كشف روسيا خطط البحث الأمريكية في المختبرات الأوكرانية طالبت الصين أميركا بفتح تحقيق مستقل بشأن تلك المختبرات ودراسة إمكانية انتشار الفيروسات التي تحملها الطيور المهاجرة والتي يمكن أن تنتقل إلى البشر ولاسيما أن وزارة الدفاع الأمريكية تسيطر على 336 معملاً بيولوجيا في 30 دولة حول العالم بحسب وكالة شينخوا الصينية.

اكتشاف الأنشطة البيولوجية الجرثومية للولايات المتحدة برفقة النازيين الجدد يعيد للأذهان تصريحات ليجان زاهو نائب رئيس إدارة المعلومات بوزارة الخارجية الصينية والتي لفت فيها إلى احتمالية أن يكون الجيش الأميركي هو من جاء بفيروس كورونا الجديد كوفيد 19 إلى منطقة ووهان التي اكتشف فيها الفيروس المميت لأول مرة.

فهمي الشعراوي

انظر ايضاً

مجلس الاتحاد الروسي يوافق على تقرير اللجنة البرلمانية حول أنشطة المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا

موسكو-سانا وافق مجلس الاتحاد الروسي في جلسته اليوم بالإجماع على تقرير اللجنة البرلمانية للتحقيق في …