الخديعة الكبرى- بقلم: أحمد حمادة

يحاول ساسة البيت الأبيض هذه الآونة استغلال الحرب الأوكرانية لتغيير قواعد ألاعيبهم ومخططاتهم الاستعمارية في غير منطقة من العالم، ومنها سورية و”الشرق الأوسط” برمته، من دون أن يدركوا أن مخططاتهم ستفشل كما فشلت مئات المرات منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية وحتى اليوم.

فقد تجاهلوا أنهم حاولوا العبث بالجغرافيا السورية ومحاولة تفتيتها وفشلوا، وحاولوا أن يجعلوا من الانفصاليين والإرهابيين أوراق مساومة وأخفقوا، وحاولوا أن يشرعنوا وجود هؤلاء على طاولة سياسية غير مرة وخابوا أيضاً، وحاولوا أن يفصّلوا دستوراً للسوريين على مقاسهم الاستعماري، وذهبت أحلامهم وأوهامهم في مهب الريح.

واليوم لا يمكن وصف ما يسربه أقطاب البيت الأبيض عن خططهم لاستثناء مناطق محتلة في سورية من العقوبات إلا بالجهل بحقائق التاريخ والجغرافيا، وبـ “الخديعة الرخيصة”، لأنهم ليسوا مهتمين بالمساعدات الإنسانية للسوريين في أي منطقة سورية كانت، تحت الاحتلال الأميركي والتركي وسيطرة الإرهابيين أم تحت سيطرة الدولة السورية، بل هدفهم الأول والأخير تنفيذ أجنداتهم الاستعمارية وتحقيق أمن كيانهم الإسرائيلي.

فبلدهم أميركا مختصة بالخداع والتضليل والنفاق الرخيص، وكلنا يتذكر “خديعة واشنطن الكبرى” كما وصفها كبار المنظّرين في العالم، حين نسفت برجي نيويورك عام 2001 لتكون ذريعتها لغزو العالم، وكلنا عاصر خديعتها الكبرى المعاصرة بالحرب المزعومة على الإرهاب، وإذ بها حرب على الدول والشعوب، من خلال تجنيد التنظيمات الإرهابية المتطرفة وحمايتها.

اليوم تنافق إدارة البيت الأبيض، وتدعي أنها سوف تستثني بعض المناطق المحتلة في شمال شرق سورية وشمال غربها من عقوباتها الجائرة بحق السوريين، متجاهلة أن ما سمته “قانون قيصر” أضر بالسوريين جميعاً، ومتجاهلة أن “قسد” الانفصالية و”النصرة” الإرهابية، اللتين ستحاول واشنطن رفع العقوبات عن مناطق سيطرتهما، هما المستفيدان الوحيدان من تلك المخططات، وعليه فإن خديعة واشنطن للعالم بأنها سترفع العقوبات عن تلك المناطق هي مكشوفة للقاصي والداني، بل يدرك العالم أنها خطوة لمزيد من دعم الإرهابيين والانفصاليين والمتطرفين.

خلاصة القول: خطوات واشنطن العدوانية، من حصار وإرهاب وعدوان عسكري مباشر وعبر الوكلاء، لم تتوقف يوماً واحداً ضد السوريين، وخططها اليوم تأتي في هذا السياق، فهي دعم للإرهابيين والانفصاليين تحت عباءات إنسانية مزيفة، تماماً كما قتلت الأطفال والنساء والشيوخ بذريعة مطاردة “داعش”، وكما دمرت الرقة بذريعة قصف “القاعدة”، وكما نقلت متزعمي هذه التنظيمات المتطرفة من مكان إلى آخر بذريعة اعتقالهم ومحاكمتهم، وتبيّن أنها لاستثمارهم في أوكرانيا وليبيا وناغورني كارباخ وغيرها الكثير.

انظر ايضاً

من إحياء أبرشية حلب الذكرى 109 لمجازر الإبادة السريانية

تصوير: فراس اليوسف