سورية سترفض…-صحيفة الثورة

معظم المبادرات الدولية وغير الدولية لإيجاد حل سلمي للأزمة في سورية كانت أشبه بوعد مقطوع لطرف على حساب طرف آخر هو الحكومة السورية.
وعد بمحاولة تغيير موقف الحكومة إلى درجة إخراجها والوعد من منطق الحلول القابلة للتطبيق. ولذلك جاءت خرساء. فباستثناء المبادرات الروسية التي حاولت ترتيب طرفين للحوار من السوريين يدخلان إلى أساس المشكلة دون شروط مستحيلة في ظل العوامل المختلفة المحيطة بالقضية. المبادرات الأخرى دارت حول فكرة «الانقلاب السلمي»! يعني تمشي هذه القيادة «النظام» وتترك البلد تماماً لمجهول..!! فالبديل المعارض غير متوفر بالتأكيد.‏

هذه المبادرات، ولا مرة، استطاعت أن تقول حقيقة ما تواجهه محاولات إيجاد الحل السلمي للمسألة. كانت دائماً كالساكت على الحق. والذي حاول النطق أخرسوه «تقرير الفريق الدابي». حتى اختيار هذا الرجل، المعروف بعلاقته بشيوخ آل ثاني نتيجة كونه شغل منصب سفير السودان في الدوحة، جاء وقتها في إطار الوعد بالانقلاب! فلما ظهر أنه سيقول في تقريره الحقيقة التي كان يمكن أن تقرب التصور لتحديد الأطراف السورية الحقيقية للحوار والتفاهم وإقامة الحل السياسي، رفض تقريره ونيمت الحقيقة.‏

حتى اليوم لم تعترف مزاعم السعي للحل السلمي بالسبب الرئيسي لعجز المبادرات، إلا لماماً وعلى استحياء، وهو غياب طرف آخر للحوار يجلس مقابل الحكومة السورية.‏

أنا لا أنفي أبداً وجود معارضة سياسية حقيقية للنظام السوري، لكنني أنفي تماماً أن تكون هذه المعارضة قد ظهرت لمرة واحدة بمقدرة التصدي للحوار وتملك المقدرة لترجمة النتائج إلى حقيقة!!. ذلك ما حاولت أن تتلافاه روسيا في اجتماعات موسكو… حاولت أن تجسد وجوداً فعلياً يمثل المعارضات على طاولة الحوار، ويتجاوز مهزلة الائتلاف في مباحثات جنيف 2. فهل نجحت؟ المعارضة قبل الموالاة تقول: لا لم تنجح.‏

هذه العقدة التي يتجاهلونها نظرياً، والتي تدفع الولايات المتحدة لاختراع معارضة «معتدلة» تختار هي أفرادها اليوم!!! لتشكل منهم بمساعدة غرف الجريمة في تركيا والأردن وقطر، جيشاً من 15 ألف مقاتل ينتهي اعدادهم بعد ثلاث سنوات!!؟؟ لعلها – هذه العقدة – هي أيضاً التي دفعت بدي مستورا إلى ابتكار حلول جزئية محددة جغرافياً وإجرائياً ولا ترقى أبداً لحل سياسي. وهو ما يعلنه بوضوح السيد دي مستورا نفسه. فماذا كانت النتيجة؟‏

النتيجة نفسها، حتى الآن على الأقل.؟‏

بقلم: أسعد عبود