الإرهاب السياسي الأميركي.. بقلم: أحمد ضوا

تستخدم الولايات المتحدة شتى أنواع الأسلحة والضغوط لإخضاع أدواتها والدول ذات المواقف الحيادية وأصدقائها والمنظمات الدولية قبل خصومها عندما يتعلق بمصالحها على المستوى الدولي وأمنها القومي وفق استراتيجيتها التي لا تأخذ في الحسبان أي من مصالح الدول والمنظمات السالفة الذكر ويصل ذلك إلى درجة الإرهاب السياسي.

تحاول واشنطن في مواجهتها مع موسكو تكريس كل عناصر قوتها لكسر وهزيمة روسيا الاتحادية في معركة الساحة الأوكرانية وتمارس ضغوطا سياسية واقتصادية على الدول بشكل مباشر وفي أروقة الأمم المتحدة واستطاعت أن تصدر قراراً عن الجمعية العامة ضد روسيا وأن تجمد عضويتها في مجلس حقوق الإنسان بعد ضغوط تهديدية لكل الدول وصلت إلى حد إسقاط الحكومات وإيقاف المساعدات المالية وإشعال الفوضى في الدول التي ترفض إملاءاتها.

ذكرت إحدى الصحف الأميركية أن رئيس دولة في الشرق الأوسط اتصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليضعه بحقيقة الضغوط الأميركية على بلاده وتهديد الخارجية الأميركية بقطع المساعدات الأميركية عنها، ما دفع الرئيس الروسي إلى تأكيد بلاده بعدم تدخلها في شؤون الدول الأخرى وعدم بناء سياستها على أساس التبعية بل على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

أولى ضحايا الضغوط الأميركية كان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي رفض الخضوع لضغوط واشنطن وقام بزيارة روسيا وإجراء مباحثات مع الرئيس الروسي، ما دفع واشنطن إلى تحريك أدواتها في الحياة السياسية والحزبية وانتهى الأمر بحجب الثقة عن خان وتسلم المعارضة رئاسة الوزراء بأغلبية ضئيلة.

الضغوط الأميركية لا توفر أحداً حتى الدول الكبيرة مثل الهند والصين وهو ما عبر عنه وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ إن الولايات المتحدة تدرك أن الهند وروسيا (حليفان طبيعيان) وتحافظان على علاقات مستقرة في رد مبطن على مطالبة واشنطن لبلاده بالتوقف عن شراء الأسلحة من روسيا الاتحادية.

كذلك الأمر امتدت الضغوط السياسية الأميركية إلى الصين، حيث بدأت واشنطن بإثارة موضوع استقلال تايوان وزيارة الوفود الأميركية إلى تايبيه الأمر الذي ردت عليه بكين بحزم وأجرت مناورات واسعة في محيط تايوان تزامناً مع زيارة وفد أميركي إلى تايوان.

الضغوط الأميركية لم توفر الحلفاء الأساسيين في القارة العجوز حيث أدت إلى اتخاذ بعض الحكومات مواقف وقرارات تضر بشعوبها وترفع تكلفة فاتورة حياتهم اليومية والانخراط في مد الحكومة الأوكرانية التي تخضع للسيطرة الأميركية ويتحكم بها المتطرفون والنازيون بهدف إطالة أمد الحرب في هذه البلاد أملا بهزيمة روسيا، دون الأخذ بمخاطر ذلك على الأمن والسلام في أوروبا والعالم.

وفي ذات السياق هناك بعض الدول الخاضعة للإرادة الأميركية وهي تتلقى التوجيهات والأوامر من وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين وتنفذ دون نقاش، والتصويت في الأمم المتحدة يعكس حقيقة ارتهان حكومات هذه الدول للقرار الأميركي.

في الأيام الأخيرة انتقلت الضغوط السياسية والاقتصادية الأميركية إلى دول أميركا اللاتينية التي ترفض حتى اليوم الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا ولديها رؤيتها الخاصة للأزمة الأوكرانية، وتهديدهم بفرض عقوبات سياسية واقتصادية عليهم، وهو ما عبر عنه نائب وزير الخارجية الأميركي بريان نيكولز بطريقة ديبلوماسية تنطوي على تهديد مبطن بأن الولايات المتحدة تتوقع من جيرانها الامتثال للعقوبات المفروضة على روسيا ومؤسساتها المالية.

إن نتائج العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والمواقف الدولية حولها هي من سيضعف قدرة أميركا لاحقاً على فرض إرادتها على العالم ورسالة الرئيس الروسي الأخيرة حول سعي بلاده لتغيير النظام الدولي واضحة، ولذلك لن تتراجع روسيا عن تحقيق أهدافها في أوكرانيا بغض النظر عن إطالة أمد الحرب أم تقصيرها.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني