الشريط الإخباري

أيام الأقصى- بقلم: منهل إبراهيم

فكأن هذا الاسم قد اتسع ليسكن كل القواميس والأيام، وتنتهي إليه كل الدروب.. وإذا نطق التاريخ بالحروف، فإنها تدل على تسميتها المباركة، من القدس تبتدي، وتنتهي الحروف بها، وإليها الطريق سيفضي مهما طال المسير، وفي يومها وخارج أيامها تستمر الانتهاكات ويتواصل الإجرام وسفك الدم الفلسطيني، لذلك يجب حماية مقدساتها وأهلها وساحاتها من الضياع، فالاحتلال يبعد المقدسيين عن باب العمود، وعن كل أبواب وساحات القدس، إصابات بالاختناق وطائرات مسيرة وأيد آثمة تلقي قنابل الغاز على المصلين في الأقصى على وقع هدير قطعان المستوطنين التي تقتحم الساحات المباركة للمسجد بشكل شبه يومي، حتى أصبحت جميع أيام الأقصى عصيبة على أهله.

ومع كل ذلك يركن المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام المزعومة تور وينيسلاند للرواية الإسرائيلية للأحداث الدامية التي وقعت في المسجد الأقصى، ويتجاهل ما قامت به سلطات الاحتلال من اقتحامات واعتداءات وحشية على المصلين، ونندهش ونستغرب من ادعاءات وينيسلاند أمام مجلس الأمن أن (إسرائيل) تحترم الوضع القائم في المسجد الأقصى، وأن ما يحصل من إجرام موصوف من قبل الصهاينة مجرد أكاذيب، ومن المؤسف أن تصدر هكذا تصريحات عن مسؤول أممي من المفترض أن يقر بالوقائع والأحداث كما هي، دون أن يغمض عينيه ويتبنى الموقف الإسرائيلي وهو يعرف الحقيقة الجاثمة على أرض الواقع.

الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك شاهد على اعتداءات إسرائيلية وحشية، والهجمة الشرسة واضحة على القدس بشكل خاص، وعلى مسجدها الأقصى، لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للمدينة ومسجدها، وما حصل ويحصل يكشف أن جميع التفاهمات مع الاحتلال ورعاته مجرد تضييع للوقت، والدليل على ذلك تفاهمات وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري في العام 2014 التي تم الاتفاق عليها في عمان بحضور رئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، والتي تؤكد على أن المسجد الأقصى هو مكان لصلاة المسلمين فقط.

الوضع في القدس يغلي، وهو جد خطير، وعلى الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية التحلي بالمسؤولية ورؤية الأحداث بعيداً عن التضليل، وعدم الانحياز للجلاد على حساب الضحية، والابتعاد عن الرضوخ للضغوط الإسرائيلية، وهو أمر تبتعد عنه المنظمات الأممية ومسؤوليها في كثير من المواقف والأحداث، والتصريحات الأخيرة لـ ( ينيسلاند ) تؤكد ذلك.

الولايات المتحدة الأمريكية تدعم العربدة الإسرائيلية في القدس، ومتورطة بالفعل والقول في كل الأحداث الدامية والفوضى في المنطقة، ولاشك ستصبح أكثر نشاطاً وعربدة إذا تصاعدت التوترات واستمرت الفوضى في القدس وباقي المنطقة، لذلك من الضروري التضامن الحقيقي والفعال مع الشعب الفلسطيني في رد العدوان عن الأقصى والمدينة المقدسة في كل الأيام، فكل الطرق والدروب تؤدي إلى القدس، ولن تسترجع الحقوق العربية المغتصبة، والقدس في دائرة النار الصهيونية.

ضبط جميع الساعات على ساعة القدس واجب قومي وديني، ومن الضرورة بالقول والفعل نصرتها في وجه اعتداءات الاحتلال الصهيوني المدعوم بشكل غير محدود من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي ترعى الإرهاب الصهيوني في القدس وغيرها من عواصم عربية محتلة وغير محتلة بغية استدامة الفوضى التي تخدم مصالحها ومصالح الأعداء في المنطقة.