الشريط الإخباري

أداة للناتو.. بقلم: منهل إبراهيم

كمن يريد أن يركب مطية دون أن يدخلها لحظيرته، هكذا يفعل الغرب بتركيا، يريد استخدامها وتسخيرها في خدمة آلته الحربية وحروبه، كما يحصل اليوم في حرب الغرب ضد روسيا على الأرض الأوكرانية، فطائرات (بيرقدار التركية) حاضرة في المعركة وفي خدمة الناتو والنازية الأوكرانية التي أصبحت السكين الحادة التي يزعج بها الغرب موسكو.

الغرب يستخدم النظام التركي في خدمة حروبه وأحلافه دون أن يدخلها في حظيرته الأوروبية، وربما جعل منها كبش فداء مقابل إدخال أعضاء جدد لحلف الغرب الأطلسي كما هي الحال مع فنلندا والسويد، فمشاكل نظام أردوغان أكثر من أن تعد وتحصى على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهو يطمح أن يحلها مساوماً الناتو على مسائل انضمام بعض الدول لبوتقته.

يستغل أردوغان الحرب في أوكرانيا ويسوق نفسه بشخصية صانع سلام في المنطقة، حتى وهو يضاعف جهوده في انتهاك المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان على المستوى التركي.

الحرب في أوكرانيا منحت أردوغان الفرصة لوضع المزيد من معارضيه خلف القضبان، إلى جانب بيعه لطائرات بدون طيار للنظام الأوكراني، وهذا يؤكد أنه شريك للغرب لا غنى عنه في حروبه، ومع ذلك يكذب على نفسه والآخرين في تقديم نفسه وسيطا في الصراع، متجاهلاً أنه طرف إلى جانب الغرب في الحرب الدائرة في أوكرانيا.

ومنحت الحرب أردوغان أيضاً مساومة استعراضية للناتو على ضم أعضاء جدد على خلفية الطلب المشترك من فنلندا والسويد للعضوية، واتضح موقف تركيا المعارض بشكل قاطع دخول البلدين في الحلف، لكن أنقرة أوضحت أن إمكانية التوصل إلى حل وسط لاتزال قائمة، وفي الوقت نفسه، استؤنفت التكهنات حول مستقبل تركيا نفسها في الناتو.

الغرب وحسب الوقائع وخدمة نظام أردوغان لحلفهم لن يضغط على تركيا لتترك الحلف، وسيترك لها الباب مفتوحاً للمساومة البهلوانية، ولكنه لن يعطيها أكثر مما هو يريد في الأصل، وسيقنع أردوغان بما يمليه عليه الغرب.

مساومة أردوغان ليست سوى مسرحية تركية سيئة الإخراج ، سيتفق في نهايتها مع أسياده في الناتو على بعض المكاسب التي لن تضر (الأطلسي) ودوله على أرض الواقع، وسيمضي الناتو في خططه، وسيكون على موسكو بذل جهود إضافية لكبح جماحه في سعيه لمزيد من العسكرة والتوسع وضم أعضاء جدد لحلف بغيه ضد موسكو ودول كثيرة في العالم.

وفي النهاية ما يفعله أردوغان ليس سوى حركات بهلوانية استعراضية تخدم تحركاته ضمن الوضع التركي الداخلي، فأمامه في العام المقبل انتخابات رئاسية صعبة للغاية، على صفيح المشاكل الاقتصادية الساخن، ولن يطمح أردوغان لأكثر من دعم مالي ونفسي من الغرب لإكمال الإطباق على منافسيه وخصومه في الداخل التركي، ولن يكون الغرب مضطرا إلى تقديم تنازلات كبيرة للنظام التركي كما يتوقع البعض، فالتابع لا يقدر على لي ذراع أسياده مهما امتلك من أوراق، لأنها مقروءة من جانب محركيه وبتفصيل يجعل منها حبراً رخيصاً على ورق مجرد من أي قيمة.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أمريكا مصدر الفوضى والحروب.. بقلم: منهل إبراهيم

تدخّل أمريكا السافر في هذا العالم أصبح مصدراً لعدم الاستقرار والفوضى بكل أشكالها، وأينما حلت …