الفيلم الوثائقي “أوغاريت” وأمسية زجلية ضمن فعاليات مهرجان التراث الشعبي بطرطوس

طرطوس-سانا

واصل مهرجان التراث الشعبي في طرطوس فعالياته لليوم الثالث بعرض الفيلم الوثائقي “أوغاريت” في صالة المركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس.

ويسلط الفيلم الذي أعده الباحث في علم الآثار الدكتور علي القيم الضوء على قصة اكتشاف مملكة اوغاريت في محافظة اللاذقية عام 1928 وبدء التنقيب المنظم عنها بعد عام من ذلك التاريخ وصولا الى اكتشاف حقبة حضارية كاملة في تلك البقعة الخصبة من الارض خلال الالف الثاني قبل الميلاد وما تضمنته من جوانب زراعية وصناعية وثقافية كان ابرزها اختراع أول أبجديات العالم وهي مؤلفة من ثلاثين حرفا.

ويوثق الفيلم لعدد من الرقم التي احتوت مراسلات مملكة أوغاريت مع حضارات ذلك الزمان كممالك ايبلا وماري ويحماط وبلاد الرافدين ومصر وحتى الرقم التي احتوت كلمات الأناشيد ونوتات تلحينها الى جانب اساطير الالهة والحكم والمعلومات الطبية.

وبين لؤي محمد علي رئيس قسم التراث بمديرية ثقافة طرطوس ان اختيار الفيلم يعود لكونه مادة تاريخية غاية في الأهمية للتعرف على تراث الساحل السوري المتجذر منذ آلاف السنين والذي يشهد دور شعوب هذه المنطقة في تشكيل الحضارة الانسانية في أبهى صورها.

كما تضمنت فعاليات المهرجان مساء أمس أمسية زجلية شاركت فيها جوقتان بقيادة الشاعرين طلال عمران ومعن محمد في المركز الثقافي العربي بطرطوس .

وغلب على القصائد والمواويل الزجلية فصول التحدي الشعري الطريف وملامح طبيعة الساحل السوري والتغني ببطولات الماضي والحاضر بوجه أعداء الحياة في كل مكان .

وتغنى الشاعر محمد بطرطوس قائلاً..

انكتب على صفحتك قصة حضارة شردت عن حبر تاريخ دامي
وشهيدك بالبطولة وبالجسارة حطم هيكل الفكرالظلامي

بينما وصف الشاعر عمار مقدرته الشعرية بقوله..

انا شاعر لباسي كتير قاسي بالحماسي والفراسي والشراسي
وضروري يلي خيط تياب المجرة على خصري يلف تا ياخذ مقاسي

وعبر الشاعر أيهم داوود من حمص عن ألمه لأوجاع بلده فقال..

أنا جايي وبقلبي جرح موجع ع حمص وع حلب مشغول
وبعيني الشام عمتنزف وتدمع قصيدة معطرة بدم البسالي

وتغنى الشاعر محمد الموعي بطرطوس والساحل عموما فقال..

فينيقيين على طرطوس جينا اشلحي ملح البحر تا تلبسينا
اتركي ارواد بمقاما الموسيقي ومن قماش الحرايق فصلينا

وأكد الشاعر داوود أهمية مشاركته الأولى من نوعها في طرطوس
للتعرف على شريحة عريضة من محبي الزجل ما تجلى في التفاعل الملحوظ من الحضور مبينا ان الزجل فن تفاعلي بامتياز وأكثر تأثيرا في الوجدان لاعتماده اللغة المحكية.

حضر الأمسية أمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي غسان اسعد ونائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة المهندس على حماد ومديرة الثقافة ليندا ابراهيم وفعاليات رسمية وحزبية وثقافية وأهلية.

يشار إلى أن المهرجان الذي تقيمه مديرية التراث الشعبي بوزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية ثقافة طرطوس يختتم مساء اليوم بحفل موسيقي تراثي للفنان مهدي ابراهيم وفرقته.