أبطال حرب تشرين التحريرية من اللاذقية يستذكرون صوراً حية عن بطولات ومعارك العزة والكرامة

اللاذقية-سانا

جسدت حرب تشرين التحريرية بنتائجها ومدلولاتها حدثاً مهماً ومفصلياً في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، معيدة ثقة المقاتل العربي بنفسه وبجيشه وأسست لمعادلة جديدة قوامها الإرادة وامتلاك المبادرة والثقة بالنفس وبالقدرة على تحقيق النصر.

الرجال الأبطال من أبناء الجيش العربي السوري الذين كان لهم شرف المشاركة في هذه الملحمة البطولية الوطنية قبل 49 عاماً يتحدثون عن مشاعر الفخر والاعتزاز المتوقدة في نفوسهم، والتي انغرست عميقاً في وجدانهم، وهي ترافقهم حتى يومنا هذا، وهي مشاعر لم تستطع السنوات أن تمحيها أو تخفف من بريق ذكراها.

معركة تحرير مرصد جبل الشيخ ومشاهد سقوط وتحطم طائرات العدو الصهيوني في سماء الوطن يتحدث عنها اللواء المتقاعد رضا شريقي رئيس رابطة المحاربين القدماء في اللاذقية ويقول لمراسل سانا: “كان لي شرف المشاركة بالغارات الجوية المشتركة السورية المصرية التي دكت الحصون الإسرائيلية ودمرتها”، ويضيف: “شكلت حرب تشرين مفصلا لتاريخ سورية والأمة العربية، وأعادت للمقاتل العربي مكانته بامتلاكه زمام المبادرة، وأسست لزمن الانتصارات اللاحقة ضد الكيان الصهيوني”.

ويرى شريقي أن معارك الدفاع عن الوطن وترابه المقدس ما تزال مستمرة، ولم تتوقف منذ حرب تشرين، فقد خاضت سورية طوال سنوات حروباً للدفاع عن ترابها واستقلالها الوطني وعن سيادة واستقلال لبنان الشقيق وصولاً إلى الحرب التي تخوضها اليوم ضد الإرهاب، والتي ستكلل بالنصر لأننا أصحاب حق.

ويعود العميد المتقاعد يحيى زكريا بالذاكرة إلى تلك الأيام المفعمة بالقوة والإرادة فيقول: “كنت نقيبا آنذاك ورئيساً لأركان كتيبة المشاة برأس شمرا ومهامنا التصدي لعمليات الإنزال البحرية، لا يمكن نسيان تفاصيل تلك الحرب، وخصوصا عندما بدأت الحرب الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السادس من تشرين الأول بقرار عربي لتقوم عشرات الطائرات ومئات المدافع بتوقيت واحد بدك حصون العدو التي أقامها في الأراضي المحتلة ونجحنا باليوم الأول من التقدم في الجولان السوري المحتل ما أحدث زلزالاً داخل الكيان الصهيوني”.

ويشير زكريا إلى أن حرب تشرين “حطمت أسطورة جيش العدو الذي كان يصف نفسه بأنه لا يقهر، وحررت الإرادة العربية وتغيرت معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وحررنا القنيطرة ورفع القائد المؤسس حافظ الأسد علم الوطن فوق ترابها الطاهر”.

العميد المتقاعد صالح قاهر يقول عن ذكريات تشرين التحرير: “كنت ضابطاً في سلاح المدرعات ضمن صفوف القوات الخاصة، ونفذنا العديد من المهام القتالية، أصبت ثلاث مرات، وفي إحداها عمد سائق الدبابة إلى تمزيق قميصه الداخلي وجعله رباطاً كي يوقف نزيف الدم من ذراعي”، ويضيف: “نفذنا عمليات كثيرة ودمرنا الكثير من دبابات العدو وما تزال تلك المشاهدة والصورة راسخة في ذاكرتي ووجداني”.

وتابع قاهر بكلمات يملؤها الكبرياء والشجن على رفاق استشهدوا خلال المعارك: “كنا نقاتل العدو وشعارنا الشهادة أو النصر، لم ترتجف قلوبنا لحظة في مواجهة العدو الصهيوني ، ومن اللحظات التي لا تغيب عن ذاكرتي استشهاد النقيب وهيب حمود مع عدد من زملائه بعد إصابة دبابته بصاروخ إسرائيلي، بعد أن سطروا أروع ملاحم البطولة والتضحية دفاعاً عن الوطن”.

بدوره لفت العميد الركن المتقاعد حافظ بركات إلى أن حرب تشرين التحريرية هي “الحرب العربية الأولى التي حققت نجاحات باهرة، ما مكنها من تحطيم خط آلون في الجولان وخط بارليف الحصين في سيناء ،وعبور قناة السويس واستخدمت الإنزالات الجوية بكثافة على جبل الشيخ وتل أبو الندى وتل الفرس، كما نفذت كمائن الدبابات ومضادات الطائرات، وتم تحرير إرادة المقاتل العربي آنذاك”.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc

انظر ايضاً

(من حرب تشرين التحريرية إلى طوفان الأقصى) .. ندوة في اتحاد الكتاب العرب

دمشق-سانا بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب تشرين التحريرية ومعركة طوفان الأقصى أقام اتحاد الكتاب العرب ورابطة …