“غوبلز” واشنطن! بقلم: أحمد حمادة

بلى إنه “سعي محموم” لواشنطن وحلفائها، كما قال سفيرنا بالأمم المتحدة، كي يعقد مجلس الأمن الدولي مراراً وتكراراً جلسات حول “ملف الكيميائي” في سورية، بل إصرار لعواصم العدوان على نبش السرديات والاتهامات ذاتها للدولة السورية، من دون أي بيِّنة، ولا حتى أدلة علمية، ولا حتى مناسبة تستدعي تلك الاجتماعات.

وانطلاقاً من هذه البديهية، فإن هدف واشنطن وأدواتها، بإعادة تكرارهم للاتهامات والأضاليل نفسها بحق سورية، أن يجعلوا العالم يصدّقهم، على مبدأ وزير الدعاية النازي “غوبلز” اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون.

ولعل المثير للسخرية أن العالم لا يلمس غيرة مجلس الأمن، ولا واشنطن وأتباعها، على قضايا ذات أهمية كبرى في العالم، وتستدعي استنفارهم، ودعواتهم لعقد الجلسات حولها، وإصدار البيانات والقرارات عنها، كما هو الحال في فلسطين المحتلة، حيث يقوم الكيان الإسرائيلي بإرهاب الفلسطينيين وقتل أطفالهم ومصادرة أراضيهم وانتهاك حقوقهم، والعدوان المتكرر على سورية، وكما هو الحال بالسلاح النووي والجرثومي والكيميائي الذي يلوّح به هذا الكيان، ويهدد المنطقة به جهاراً ونهاراً.

وعليه فإن أقطاب العدوان يريدون عقد تلك الاجتماعات، بتوقيتها ومضامينها الفارغة، لأنها تتعلق بسورية، التي ترفض إملاءاتهم وشروطهم وخططهم ومخططاتهم الاستعمارية، ولا يسعون إلا لاستنفار مجلس الأمن وحثِّه على إصدار القرارات ضد البلدان التي لا تروق سياساتها لهم.

فلا يهم واشنطن، ولا باريس، ولا لندن، ولا سواها من عواصم الغرب، أن يقوم مجلس الأمن الدولي بواجباته أم لم يقم، ولا يهم أصحاب حق النقض “الفيتو” إن التزم المجلس بميثاقه أم لم يلتزم، ولا يعنيهم إن حافظت الأمم المتحدة على السلم والأمن الدوليين أم لم تحافظ، بل ما يعنيهم مصالحهم الاستعمارية، ومصالح الكيان الإسرائيلي معهم، ولا شيء سواها.

في كل مرة يعود مجلس الأمن، بطلب من واشنطن وأدواتها، لمناقشة “ملف الكيميائي” في سورية، وكأن لا شغل لديه إلا هذا الأمر، مع أنه لا توجد أي تطورات تستدعي ذلك، بل مجرد سوق الاتهامات للدولة السورية، وهي اتهامات ليس لها أي أساس قانوني أو مهني، ولا تندرج إلا في إطار الحملات السياسية العدائية التي تشنّها منظومة العدوان ضد سورية منذ أكثر من عقد من الزمن لإضعافها وإخراجها من معادلة الصراع في المنطقة، لأنها الفاعلة فيه، وبسبب دورها المحوري فيه، وفي نتائجه على المدى الإستراتيجي.

وعلى هذه القاعدة بات التسييس عنوان المجلس، ومعه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فلا حياد في قاموسهما، واختراع الأكاذيب بات قصتهما الدائمة، التي تستند إلى تقارير “سي آي إيه” وإملاءاتها، وأخيراً تأتي الاجتماعات المتكررة في أروقتهما لنقاش ما يسمى “الملف الكيميائي” في سورية ليعزز شبهة التسييس، ولا شيء سواها.

انظر ايضاً

أكبر مجزرة “صحفية”.. وعالم يكتفي بالإدانة!.. بقلم: أحمد حمادة

هنا في غزة، لا حماية دولية للصحفيين، لأن “المدلل غربياً” هو الجلاد الصهيوني، هنا قواعد …