المخرج المسرحي المهند حيدر..موهبة سورية سينمائية شابة تعد بالكثير

دمشق-سانا
يحاول المخرج المسرحي الشاب المهند حيدر أن يقدم عبر أفلامه قضايا المجتمع بأسلوب خاص يحمل بصمته وروحه وكانت آخر إبداعاته فيلم سما الذي عرضته المؤسسة العامة للسينما في مهرجان الأفلام القصيرة وسينما الشباب وهو من بطولة الفنان الكبير عمر حجو ويارا عيد وريام كفارنة والطفلين سامر بطال وسيدرا أسعد.
وقال حيدر في حديث لـ سانا إن فيلم سما يعتمد لغة سينمائية مكثفة لرسم عوالم الشخصيات وحكاياتها الخفية عبر حديثه عن العوالم المكبوتة عند الإنسان ومحاولاته لكسر حالة العزلة التي يمكن أن تسيطر عليه ومدى قدرته على ذلك من خلال شخصية رامي/سامر بطال/ وهو طفل في العاشرة من عمره يعاني من مشاكل في السمع تسبب له حالة من العزلة فتحاول والدته إخراجه منها بعد ان تبذل مجهودا كبيرا في ذلك ولكنها لا تنجح لتأتي الطفلة سما وهي صديقة له من العمر نفسه ساعدته للخروج من عزلته لينخرط في الحياة بكل جوارحه.
وأشار حيدر إلى أن فيلم سما لا يقوم على السرد الروائي كبنية أساسية بل هو مبني بشكل كبير على الصورة والحالة المكثفة فيها بصرياً وحسياً بحيث لا يمكن التعامل معه إلا عبر الإحساس الذي يثيره لدى المتلقي.
وياتي هذا الفيلم بعد فيلم “سياسة” الذي كان التجربة السينمائية الاولى قبل عدة سنوات حيث عرض في سورية وفي عدة مهرجانات وتظاهرات عربية ودولية.
ولم يقتصر نشاط المخرج حيدر على السينما بل كانت له تجارب مسرحية عديدة حيث أخرج عرضا مسرحيا بعنوان ” الفيل يا ملك الزمان” في فرنسا عام 2005 بعد أن قام بترجمته للغة الفرنسية كما نفذ “كدراماتورج” بالعرض المسرحي في “بار بشارع الحمرا” مع المخرج كفاح الخوص ومن إنتاج المسرح القومي.
ويهتم حيدر بقضايا المجتمع فيقدمها باسلوبه الخاص الذي يعتمد فيه على المقاربة الفنية مبتعدا عن طرح القضايا بشكل مباشر فيقول ” إن المجتمع متغير ومتطور وبالتالي لا بد من تغيير أسلوب المقاربة الفنية تبعاً له دوماً”.
وعن التجربة الشبابية الإخراجية في سورية قال ” من الواضح للمتابع أن هناك جيلاً واسعاً يمتلك شغفا بالتأليف والإخراج ليس فقط على مستوى السينما بل على مستوى المسرح أيضاً ويبقى التحدي في مدى الفرص المتاحة لهذه الطاقات كي تتفجر”.
وأضاف ” عند الحديث عن فن سينمائي حقيقي فانني أجد الشباب يخوضون سعياً حثيثاً وشاقاً في هذا المضمار فالسينما فن مكلف ماديا اضافة الى أن فرص عرض نتاجات الشباب على الجمهور قليلة وصعبة التحقيق”.
ويرى حيدر أن الحرص على طاقة الشباب وموهبتهم مسؤولية مهمة فلا بد للمؤسسات المعنية من دعم تجربة جيل يعد بالكثير وتوفير الفرص المناسبة له مؤكدا ان مشروع دعم سينما الشباب في المؤسسة العامة للسينما يعد مثالاً يحتذى من قبل المؤسسات والجهات العاملة في الميادين الثقافية والفنية.
واعتبر حيدر أن تجربة الشباب في ميدان العمل السينمائي غالباً ما تأتي من خلفية غير أكاديمية لعدم توفر الدراسات الاكاديمية في سورية بهذا المجال وهذه لا تغدو مشكلة في حال تمكن الشاب من تطوير نفسه وقد تكون إقامة ورشات العمل والتدريب البديل عن هذه الدراسات المتخصصة لكن يبقى العامل الأساسي هو الشغف فمن يمتلك شغف السينما سيكرس نفسه ووقته لتعلم وتطبيق كل تفاصيلها.
ولفت إلى أن التجربة العملية هي التي تنتقل بالشخص من مستوى لآخر فتطوره ولذلك فإن توسيع المشاريع التي تدعم التجارب الشبابية سواء على مستوى الإنتاج أو العرض هو ما يمكن أن يحقق نقلات نوعية كبيرة في المجال الثقافي.
وعن أعماله المستقبلية قال حيدر: ” إنه يعمل حاليا على تحضير فيلم سينمائي قصير بعنوان “حبر الآن” من تأليفه وإخراجه ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما كما يحضر لعرض مسرحي مع المسرح القومي من إخراجه أيضاً.
يذكر ان المخرج حيدر استاذ محاضر في المعهد العالي للفنون المسرحية يحمل اجازة بالفنون المسرحية وحاصل على درجة الماجستير في الإدارة الثقافية من جامعة بول فيرلين الفرنسية وله نصان مسرحيان وعدة كتب ودراسات في مجالات إدارة المشاريع والمؤسسات الثقافية والتخطيط الثقافي إضافة لتجارب في الإخراج المسرحي والسينمائي.
سكينة محمد