الشاب (نور الدين نبهان) يحجز مقعداً له في مؤتمر الاتحاد الفلكي الدولي الإقليمي

اللاذقية-سانا

رغم صغر سنه نجح الشاب (نور الدين نبهان) طالب هندسة الميكاترونيكس من جامعة المنارة في حجز مقعد له بمؤتمر الاتحاد الفلكي الدولي الإقليمي السادس لدول الشرق الأوسط وأفريقيا المزمع عقده في جمهورية مصر العربية، فوجد لنفسه موطئ قدم بين نخبة من علماء وشباب مهتمين بعلوم الفضاء والفلك.

الشغف بالعلوم الأساسية من فيزياء ورياضيات إلى جانب اهتمامه بالفلسفة دفع الشاب العشريني إلى المزيد من المثابرة والعمل والاستعانة بالمراجع العلمية الإنجليزية، وتصفح آخر المستجدات العلمية على المواقع الإلكترونية التي تعنى بالفيزياء الكونية والمواضيع الجدلية بحثاً عن أجوبة لتساؤلاته الوجودية.. أجوبة من شأنها أن تثري مداركه العلمية وتشبع تعطشه للمعرفة، حيث أوضح نبهان في حديثه لنشرة سانا الشبابية أن دعم والديه كان له أثر إيجابي في تنمية مهارات التفكير المنطقي لديه، وتبني أسلوب منهجي لدراسة الظواهر التي نصادفها في الحياة اليومية.

ويستذكر نبهان أول حدث علمي شارك به بصفته متحدثاً عندما كان في سن السادسة عشرة، حين ألقى محاضرة في المركز الوطني للمتميزين وفي العام التالي تم قبول مناقشه ورقته البحثية التي تحمل عنوان”التحقيق عن الآثار الكوزمولوجية المترتبة على وصف التناسب العكسي بين أنتروبية الكون وحجم الكون المتزايدين، وبين كثافة المادة البريونية وكثافة طاقة الإشعاع المتناقصتين بمعادلة واحدة”، التي كتبها باللغة الإنجليزية ليكون أصغر مشارك في مؤتمر الاتحاد الفلكي الدولي الإقليمي الخامس لدول الشرق الأوسط وأفريقيا، الذي عقد عن بعد عبر منصة زووم بسبب جائحة كورونا، إضافة إلى المشاركة بخطاب على منصة “تيد” العالمية في 2021 تحت عنوان”الصورة الكونية”، تحدث فيه عن تطور تفكير الحضارات عن الكون والأثر الذي يمكن أن تحدثه دراسة الكوزمولوجيا في تغيير منظور الإنسان عن مكانته الوجودية بالكون.

ويستعد نبهان حالياً للمشاركة في النسخة السادسة من مؤتمر الاتحاد الفلكي الدولي الإقليمي لدول الشرق الأوسط وأفريقيا ببحث يناقش احتمالات ظهور حضارات وتطورها ومراحل نشوء الحياة من أحاديات خلية، وصولاً إلى حضارات متعددة الكواكب أو المجرات باعتماد النمذجة الرياضية، مبيناً أن المؤتمر يستمد أهميته من كونه يشكل منصة عالمية لمشاركة الأفكار الملهمة وتبادل الآراء والخبرات، وطرح أبحاث جديدة من شأنها الإسهام بتطور علوم الفضاء والفلك في المستقبل، موضحا أنه يتم اختيار المشاركين استناداً إلى المادة العلمية المقدمة حصراً مع مراعاة عدة شروط منها حداثة الفكرة وأهميتها.

ولفت”نبهان” إلى الاهتمام الذي حظي به خلال دراسته الأكاديمية وبالأخص من قبل الدكتور علاء الدين حسام الدين والدكتور محمد معلا والتعاون سوية لنشر أبحاث حول التطور الكوني والطاقة المظلمة في إطار جهودهما المبذولة لتحفيز الطلاب على ملاحقة شغفهم ومساعدتهم لإدراك أهمية العلوم النظرية في تطوير العلوم التطبيقية ومنها الهندسة، مبيناً أنه أول طالب ينشر في مجلة جامعة المنارة للأبحاث ويطمح لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في الفيزياء الكونية بعد الحصول على شهادة البكالوريوس في الهندسة.

وأوضح أن تجربته في عالم التدريس والتي تكللت مؤخراً بإعطاء جلسات تعليمية لطلاب مركز الفيزياء والعلوم التطبيقية مع بداية عام 2021 شكلت حافزاً لاستلهام واستنباط أفكار جديدة يحتفظ بها في ذهنه ليتعمق في البحث عنها ودراستها لاحقاً، حيث تتم مناقشة محاور ومواضيع مختلفة ذات صلة بعلم الفلك والكونيات، ومنها مراحل تطور الرياضيات ومواكبة الفيزياء الكونية وأساسيات عامة وخاصة بالنسبية ووصف مراقبات الكون ورصدها كرياضيات، وكيفية تطور المفاهيم من الفيزياء الكلاسيكية إلى الفيزياء المعاصرة بالاعتماد على مراجع علمية حديثة وبإشراف القائمين على المركز، حرصاً على تقديم معلومات وأفكار صحيحة أسلوب سليم.

اهتماماته العلمية وشغفه الكبير للفيزياء لم يمنعا نبهان من التمسك بحبه للرسم، ولا سيما الرسم التركيبي والتكعيبي متأثراً بالفنانين الذين تربعوا على عرشه، حيث أشار إلى أنه يولي اهتماماً للرسم، كما هو حال العلم ويحرص على المشاركة في مختلف المعارض الفنية، ومنها “كاندلابرا” الذي كان يقام في مقهى “آبي رود”، كذلك المعارض في دار الأسد للثقافة ومؤخراً في جامعة المنارة متحدثاً عن تجربته التي وصفها بالناجحة في مجال كتابة قصص الخيال العلمي بالإنجليزية، والتي أمل تتويجها بطرح مجموعته القصصية الخاصة.

واختتم نبهان حديثه بالقول: “إن سورية غنية بالعقول الشابة والطاقات العلمية وكل ما تحتاجه هو الرعاية والاهتمام”، داعياً العلماء الشباب إلى التحلي بالثقة بالنفس لإضفاء طابع شخصي على أعمالهم، سواء أكانت نتاجا فنياً أو علمياً.

رشا رسلان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency