شابة من بانياس تدخل ميدان العمل والإنتاج بمشروع متناهي الصغر لبيع المشروبات الساخنة

طرطوس-سانا

على طاولة خشبية صغيرة وسط مدينة بانياس بطرطوس تضع الشابة أريج مستلزماتها وأدواتها البسيطة المخصصة لصنع المشروبات الساخنة منذ ساعات الصباح الباكر، لتبدأ يومها بإعداد القهوة برائحة فواحة تجذب إليها عشاق البن.

أريج علوان 27 عاما، وهي طالبة في السنة الثانية اختصاص ترجمة بينت لنشرة سانا الشبابية أنها تمارس عملها في بيع القهوة والمشروبات الساخنة لتأمين مستلزمات دراستها الجامعية، مؤكدة أن حبها للعمل ليس وليد اللحظة فهي تعتمد على نفسها في مصروفها الشخصي منذ خمس سنوات، حيث عملت في مجالات مختلفة منها المطاعم والمطابخ ومحلات بيع الألبسة، وذلك بهدف تطوير ذاتها بطريقة مهنية، الأمر الذي أكسبها نفسا طويلا وخبرة في التعامل مع شرائح مختلفة من المجتمع.

وأوضحت أن عملها وسط الناس بشكل مباشر كان صعبا في البداية، وذلك لاقتصار هذا النوع من العمل على الرجال إلى جانب تلقيها معارضة شديدة من أصدقائها، لكنها رغم ذلك قررت الانطلاق بمشروعها متناهي الصغر بدعم مادي من والديها لتأمين مستلزمات عملها مثل (القهوة والشاي والزهورات والأكواب البلاستيكية وغيرها)، ورغم الانتقادات السلبية أصرت على الدخول في هذا المجال لتثبت لمثيلاتها أنها قادرة على التميز والنجاح في ميدان العمل إلى جانب النجاح في دراستها الجامعية.

ولفتت أريج إلى أنها تقوم بإعداد القهوة بمذاقها اللذيذ وغيرها من المشروبات الساخنة، وتسعى إلى التميز عن غيرها بهذا العمل رغم بساطة المردود المادي تجاه غلاء الأسعار، فمحبة الناس حسب قولها وشراؤهم القهوة منها والاستمتاع بمذاقها يكسبها إصرارا وعزيمة على مواصلة عملها، مستعرضة أبرز الصعوبات التي تواجهها ومنها غلاء الأسعار والوقوف لساعات طويلة مهما كانت الظروف الجوية.

هدف أريج في تحقيق ذاتها بميدان العمل والإنتاج لم يؤثر سلبا على دراستها الجامعية فهي توزع وقتها بين الدراسة والعمل، مختتمة حديثها بالقول دائما وأبدا علينا الانطلاق من ذاتنا المبدعة الهادفة عبر استغلال الوقت بشكل مميز والقيام بعمل منتج.

بدوره علي محمد علوان والد أريج، أكد دعمه لعمل ابنته بقوله: على كل إنسان أن يعمل ليقف في وجه ضغوطات الحياة، ويبقى الاحترام والتقدير للمرأة التي تعمل في أي مجال من مجالات الحياة المشرفة لتأمين احتياجاتها، سواء على صعيد العائلة أو على صعيد الدراسة الجامعية.

من جانبها بينت أناغيم من زبائن أريج وتشتري القهوة باستمرار منها أن أريج تحدت جميع الصعوبات، وكسرت النمطية المعمول بها بالمجتمع ونشرت مذاق قهوتها الفريد من نوعه في السوق.

وأوضح جوزيف دير عطاني من الزبائن أيضا أن أريج ومن خلال عملها أكدت فكرة أنها موجودة وقادرة، فالشلل هو شلل الفكر والعقل وأنها مثال لكل إنسان قوي الإرادة والعزيمة.

ذوالفقار ابوغبرا

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency