خسوف كلي للقمر السبت لا يمكن مشاهدته في سورية

دمشق- سانا

يشهد العالم بعد غد السبت أقصر خسوف كلي للقمرتام في القرن الحالي إذ يستمر هذا الخسوف أقل من خمس دقائق وهو لن يشاهد إلا من منطقة المحيط الهادئ والأجزاء المحيطة به من اليابسة.

وقال رئيس الجمعية الفلكية السورية الدكتور محمد العصيري إن سورية والدول العربية لن تشاهد أي مرحلة من مراحل هذا الخسوف بسبب حدوثه نهارا.

وأضاف أن القمر البدر يومها سيكون في كوكبة العذراء موضحا أن ظاهرة خسوف القمر ظاهرة فلكية تحدث عندما يمر القمر بجانب الأرض فيحجب أشعة الشمس من الوصول إليها وهي ظاهرة تحدث فقط عندما توجد الشمس والأرض والقمر على خط واحد أو في أقرب نقطة على نفس الخط وتكون الأرض في المنتصف ومن ثم يكون القمر بدرا في ليلة الخسوف القمري.

ويستغرق الخسوف في جميع مراحله منذ بدايته كخسوف شبه ظلي وحتى نهايته كخسوف شبه ظلي مرة أخرى خمس ساعات و55 دقيقة وتبدأ ظاهرة الخسوف بدخول القمر منطقة شبه ظل الأرض المنطقة التي تحجب فيها الشمس كاملة بسبب الارض فيبدأ ضوء القمر بالخفوت دون أن يخسف ثم يبدأ القمر دخول منطقة ظل الأرض فيبدأ الخسوف الجزئي ومن ثم يخسف كامل قرص القمر عند اكتمال دخوله منطقة ظل الأرض ثم يبدأ بالخروج من تلك منطقة وسيبدو لون القمر في أثناء الخسوف للناظرين أحمر قانيا كلون الدم ويطلق على هذه لظاهرة اسم القمر الدموي لأن ضوء الشمس يترشح من خلال الغلاف الجوي للارض قبل أن يسقط على سطح القمر وعادة فإن ضوء الشمس الأبيض يتجه مباشرة نحو القمر ما يؤدي لاصطباغه باللون الأبيض لكن عندما يمر هذا الضوء بالأرض أولا خلال ظاهرة الخسوف فإن غلاف الجو الأرضي يعمل على تشتيت الضوء لكن بنسب متفاوتة.

واللون المحدد للقمر يعتمد على كمية الرماد البركاني السابح في الفضاء وحين يمنع ضوء الشمس من الوصول للقمر تدريجيا يبدأ حدوث اختلاف في الألوان بسبب زوايا سقوط الأشعة الأمر الذي يغير لون القمر الرمادي الفضي إلى الأحمر.

ويعتبر لون القمر وقت الخسوف الكلي مؤشرا على مدى نقاء الغلاف الجوي للأرض فكلما ازداد التلوث في الغلاف الجوي قلت الأشعة المنكسرة عن طريقه وبالتالي تقل إضاءة القمر وقت الخسوف ويميل لونه إلى الأحمر الداكن أو البني وفي أحيان نادرة قد يختفي القمر تماما مثلما حدث في خسوف عام 1992 بسبب انفجار بركان بيناتوبو في الفلبين قبل ذلك بأكثر من عام.

والخسوف المقبل يصنف ضمن ما يسمى بالخسوفات الرباعية وهي سلسلة من أربعة خسوفات كلية للقمر متعاقبة تحدث في فترة زمنية يفصل بين الواحد والأخر فترة ستة أشهر تقريبا فالخسوف الكلي في 15نيسان من العام الماضي تبعه خسوف كلي للقمر في 8 تشرين الأول من العام نفسه والخسوف الحالي هو الثالث ويليه خسوف كلي في 28 أيلول من العام الجاري وخلال القرن الحالي توجد تسعة خسوفات رباعية بدأت في العام 2003 ولكن هذا الأمر لا يحدث دوما فعلى سبيل المثال خلال 300 عام في الفترة من 1600إلى1900 ميلادي لم تحدث خسوفات قمرية رباعية سنحتاج للانتظار إلى العام 2032 لتحدث هذه الظاهرة مرة أخرى ولا يحدث الخسوف كل شهر لأن القمر إما يعبر شمال أو جنوب ظل الأرض وذلك بسبب أن مستوى مدار القمر مائل بمقدار خمس درجات عن مدار الأرض حول الشمس.

من جانب آخر من المنتظر أن نشاهد ظاهرة القمر العملاق ست مرات العام الحالي وهي ظاهرة فلكية تنشأ من تزامن اكتمال القمر أي عندما يصبح بدرا ساطعا، مع وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض تسمى الحضيض في أثناء مداره البيضاوي حول الارض، وفي هذه الحالة يمكن مشاهدة القمر وكأنه أكبر من المعتاد.

وأول ظهور للقمر العملاق كان في20 كانون الثاني و الثاني في 18 شباط والثالث في 20 آذار، والرابع في 29 آب، والخامس في 28 أيلول، والسادس في 27 تشرين الأول.
مع العلم أنه في شهر أيلول سيقترب القمر جدا من الأرض 356896 كلم، حيث أن المسافة بين الأرض والقمر تتراوح بين 360 -410 آلاف كلم في الأوقات الاعتيادية.

ويذكر أن تسمية القمر العملاق اطلقها الفلكي ريتشارد نول قبل أكثر من 30 سنة.

عماد الدغلي