“الميوزيكل”.. تجربة موسيقية سورية جديدة بلمسة شبابية عصرية

دمشق-سانا

تجربة موسيقية جديدة تضاف إلى التجارب السورية اعتمدت على “الغناء والرقص والتمثيل”،وحملت في طياتها العديد من الرسائل الاجتماعية، ومزجت بين ثقافتي “الشرق والغرب” من الناحية الموسيقية، لتصنع نموذج “الميوزيكل”، وهو ثمرة تعاون بين مجموعة من الشباب يكاد بعضهم يقف للمرة الأولى على خشبة مسرح الأوبرا بدمشق من طلاب وخريجي المعهدين العاليين للموسيقا والفنون المسرحية، قدموا لوحة فنية بعنوان “قصة من الشرق”.

نموذج “الميوزيكل” هو القصة الثالثة التي قدمت على خشبة المسارح السورية، فالقصة الأولى كان عنوانها “سفر النرجس”، والثانية “آخر حكاية” كان عرضهما قبل سنوات الحرب على سورية بتوقيع المايسترو رعد خلف، في حين حملت القصة الثالثة عنوان “قصة من الشرق” لتكون هذه التجارب الثلاث “سورية بامتياز”، من خلال فريق عمل متكامل قدم مسرحاً استعراضياً موسيقياً مصنوعاً من تجانس عناصر فنية، كل من فيها “أبطال المشهد”، وتغدو البطولة فيه “جماعية”.

هذا النوع من العروض المسرحية يقدم صورة فنية جديدة للمسرح السوري يحاكي المسرح الغنائي الراقص عند الرحابنة الذي تميز بالقصص الغنائية والمشاهد التمثيلية بلمسة كوميدية، في حين قدم نموذج “الميوزيكل” السوري عروضاً فنية معاصرة، جوهرها الاندماج الفني الاستعراضي المبهر “بصرياً وسمعياً”، ضمن إطار درامي مبسط جذب الجمهور المتلقي له إلى عالم من الفرح ليصبح فسحة أمل في دهاليز الحياة المظلمة، عبر رسالة العرض المتمثلة بجملة “بأصل الفرح إنسان” وفق تصريح الناقد والإعلامي السوري سعد القاسم لـ سانا.

وأوضح القاسم أن “الميوزيكل” لغوياً تسمية لعرض من عروض مسرح المنوعات، وله طابع درامي واستعراضي، كذلك يندرج تحت تسمية “الكوميديا الموسيقية” في إطار المسرح الغنائي، فهو يجمع في العرض بين الرقص والغناء والحوار المحكي وكل تقنيات الاستعراض مع الجانب المشهدي الموسيقي، لذلك يعرف بالكوميديا الموسيقية، وينسب لاسم المؤلف الموسيقي له.

ولفت القاسم إلى أنه لاحقاً سقطت تسمية الكوميديا منها، وذلك لارتباطها بالمسرح البحت لتصبح التسمية “ميوزيكل” شاملة عن هذا العرض الذي ليس بالضرورة أن يكون فكاهياً ضاحكاً، مشيراً إلى أن الميوزيكل هو أحد الزوايا الدرامية الواسعة فنياً في سلسلة المسرح الغنائي، وأحد أهم التطورات البصرية المشتقة من عالم الأوبرا.

وفيما يتعلق بالجانب الدرامي بين القاسم أن الميوزيكل يعتمد على القصة والحبكة الدرامية المبسطة والسردية، وكل ذلك انطلاقاً من العالم الموسيقي المكون له، كما تلعب بيئة العرض الدور الرئيسي في التكوين الكامل لعالم الميوزيكل من سينوغرافيا الذي يعتمد على الإبهار اللوني في كل زواياه ثم المساحات الثلاثية الأبعاد على صعيد الديكور واستخدام الإضاءة الذكية والإسقاطات الضوئية الواسعة ليحقق الدهشة اللونية والإمتاع الموسيقي بالدرجة الأولى.

وأشار إلى أن خبرة التمثيل في “الميوزيكل” أحد أصعب الاختصاصات الفنية لأنه يتوجب على الممثل احتراف (التمثيل والغناء والرقص) بشكلها المثالي في الأداء، موضحاً أن عالم الميوزيكل يعتمد بالأساس على طبيعة الأصوات البشرية الأقرب له، شريطة أن يكون لهذا الصوت أو ذاك شخصية صوتية معينة يرغب بها المؤلف الموسيقي، بهدف صناعة موسيقاه وأغانيه، حتى إن هذه الأصوات ومن خلال أعمال الميوزيكل يصبح لها شهرة فيما بعد ضمن الساحة الغنائية.

جميع التفاصيل الفنية واللوجستية والإبداعية التي تشكلت منها “الميوزيكل” جاءت عبر تجارب سورية متطورة، مزجت ثقافات غربية وشرقية بروح شبابية، من خلال كوادر سورية تمتلك من الخبرات الأكاديمية والمهنية بجميع تخصصات العرض، من رقص وغناء وتمثيل وتقنيات إضاءة وصوت وديكور وغيرها الكثير صنعت عروضاً بطريقة احترافية وبتوقيع المايسترو خلف، وهو ما وصفه القاسم أنها حالة إبداعية فريدة من نوعها في المشهد الثقافي، ويعود ذلك كما بين القاسم إلى أن المايسترو خلف من عائلة فنية تشبعت بالنغمات الموسيقية، وتهتم أصلاً بالموسيقا الشرقية وبمراجعها، كما أنه خبير بموسيقا الشرق الأوروبي ومتابع للأجيال الفنية الجديدة بشكل دائم.

محاسن العوض

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency