حالتا وفاة بإنفلونزا الخنازير في السويداء… واختصاصي يوصي بالابتعاد عن المصابين

السويداء- سانا
سجلت محافظة السويداء في آذار الماضي حالتي وفاة بانفلونزا الخنازير وست حالات مشتبه بها أربع منها تماثلت للشفاء.

ويبين رئيس دائرة الأمراض السارية والمزمنة في مديرية صحة السويداء الدكتور سليمان حديفة أن حالة الوفاة الأولى حصلت لمريض من قرية نمرة شهبا حيث كان يعمل في أحد المطاعم في لبنان وأدخل إلى المشفى الوطني بالسويداء مصاباً بمرض ذات الرئة وبعد الاشتباه بإصابته بإنفلونزا الخنازير وتفاقم حالته بسرعة جرى إدخاله إلى قسم العناية المشددة وأخذ مسحة بلعومية وأنفية وإرسالها إلى دمشق وجاءت النتيجة مؤكدة للتشخيص إلا أنه توفي في اليوم نفسه.

أما حالة الوفاة الثانية فيوضح الدكتور حديفة أنها حصلت لمريض من بلدة الكفر وهو مريض يتناول أدوية مثبطة للمناعة ومصاب بسرطان دم لاهوتجكن وبعد الاشتباه بحالته تم أخد مسحة بلعومية وإرسالها أيضاً لدمشق لكنه توفي في العناية المشددة وجاءت نتيجة الاختبار كذلك مؤكدة لإصابته بإنفلونزا الخنازير.

وإنفلونزا الخنازير أحد أمراض الجهاز التنفسي حيث تؤدي فيروساته إلى إصابات ومستويات مرتفعة من المرض وتعرف الأطباء منذ عام 2009 على ستة فيروسات لإنفلونزا الخنازير وهي فيروس الإنفلونزا ج و اتش ون إن ون-  اتش ون ان تو- اتش ثري ان ون- اتش ثري ن تو – اتش تو ان ثري.

ووفق الدكتور حديفة تحدث معظم حالات الانتشار الوبائية للمرض بين الخنازير في أواخر الخريف والشتاء كما هو الحال لدى البشر وتصيب الإنسان بالعدوى التنفسية إما بشكل مباشر من شخص إلى آخر محمولاً على قطيرات السعال أو العطاس التي ينفثها المصاب في الهواء أو بشكل غير مباشر عن طريق الأسطح الملوثة بالقطيرات أو الماء أو الغذاء الملوث حيث يعيش الفيروس ساعات عديدة وحتى في الماء المجمد ومياه الصنبور الملوث بالفيروس.

ويبين الدكتور حديفة أن العدوى ما زالت قائمة من الخنازير إلى الإنسان في المناطق التي توجد أو تربى فيها الخنازير وازدادت مؤخراً نتيجة التحورات الجينية التي حدثت في الفيروس وعادة ما تصيب العدوى الأشخاص العاملين في مجال تربية الخنازير فقط حيث يكون هناك اتصال مستمر مما يزيد من احتمالية انتقال الفيروس الذي يدخل الجسم السليم باستنشاق تلك القطيرات عن طريق جهاز التنفس أو حتى الأغشية المخاطية مثل العين.

وحول أعراض المرض يوضح حديفة أنها كغيرها من الإنفلونزا تتمثل في ظهور حرارة وصداع وسيلان أنف وعطاس وألم بلعوم وسعال ووهن عام وألم عضلات وقد تترافق مع إقياء وإسهال حيث تمتد فترة حضانة المرض من ثلاثة إلى عشرة أيام ووسطياً لمدة أسبوع ويصبح المريض معدياً قبل ظهور الأعراض عليه بيوم و تمتد فترة العدوى لنحو أسبوع.

ويبين أن للمرض لقاحا لكن جدواه غير مؤكدة حتى الآن ويلزمه نحو أسبوعين بعد إعطائه حتى يصبح مجدياً ويعطى في بداية فصلي الربيع والخريف للأشخاص عاليي الخطورة لأنهم في حال أصيبوا بالمرض قد يؤدي إلى وفاتهم.

والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض وفق حديفة هم كبار السن فوق 65 سنة والأطفال بين 3 و 5 سنوات ممن لديهم أمراض تنفسية متكررة والحوامل والمرضى المصابون بأمراض مزمنة كالسكري والقلب والأوعية والربو والايدز وناقصو المناعة ومن يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.

ويبين الدكتور حديفة أن تأكيد التشخيص يتم عبر أخذ مسحتين واحدة من الأنف وواحدة من البلعوم وإجراء الفحص المخبري الخاص في مخبر مرجعي مختص في وزارة الصحة وتلزم النتيجة نحو عشرة أيام للحصول عليها.

وبالنسبة للعلاج يذكر حديفة أنه يتم البدء به مباشرة عند الاشتباه بالإصابة دون انتظار نتيجة المخبر والدواء عبارة عن مضاد فيروسي يعرف تجاريا باسم “تاميفلو” ويعطى في الحالات العادية بمعدل 75 ملغ مرتين يومياً ولمدة خمسة أيام وفي الحالات الشديدة150 ملغ مرتين يومياً لمدة عشرة أيام.

ويلفت حديفة إلى وجود قسم عزل في المشفى الوطني بالسويداء للحالات متوسطة الشدة والمشتبه بهم الذين لايحتاجون لعناية مشددة إضافة الى قسم للعناية المشددة عناية عزل خاص بالمرضى المشتبه بهم مع طاقم تمريضي متدرب وبإشراف أطباء العناية المشددة.

ويوصي للوقاية باستخدام اللقاح للحالات عالية الخطورة خاصة في حالات الجائحات والأوبئة أما للمخالطين للمشتبه أو للمريض بأخذ حبة من الدواء المذكور سابقاً مرة يومياً ولمدة سبعة أيام بينما للمخالطين الذين بدأت عليهم أعراض الإنفلونزا فيعتبرون مرضى مشتبهين ويعطون الدواء مباشرة.

كما ينصح بالابتعاد مسافة متر على الأقل من أي مريض مصاب واستخدام المناديل الورقية في السعال والعطاس ورميها في سلة المهملات مباشرة وغسل الأيدي المتكرر بالماء والصابون وعند عدم توافر المنديل يتم السعال أو العطاس داخل مرفق اليد والابتعاد عن عادات السلام الحميمة بين الناس كتبادل القبلات ومراجعة الطبيب أو أي مركز صحي أو المشفى عند الاشتباه بالإصابة بالمرض.

ويقول حديفة إن الفيروس أصبح منتشراً بين الناس ويصيبهم بنزلات تنفسية يتغلبون عليها في معظم الأحيان نتيجة قوة مناعتهم وتغذيتهم الجيدة دون معرفة أنهم أصيبوا بها، مؤكدا  على الوقاية عبر تبديل العادات السلوكية والغذائية السيئة.

وتعمل دائرة مركز الأمراض السارية والمزمنة في مديرية صحة السويداء منذ أيلول عام 2012 ضمن نظام الإنذار المبكر والاستجابة السريعة من أجل تقصي وترصد أي زيادة في نسب حصول أي مرض معد أو سار بين المواطنين قبل حدوث أي وباء.

سهيل حاطوم