استطلاع جديد يظهر تأييد معظم الأمريكيين البيض لممارسات الشرطة الأمريكية ضد الأمريكيين من أصول افريقية ولاتينية

واشنطن-سانا

أظهر استطلاع جديد للرأي ان 70 بالمئة من الأمريكيين البيض يؤيدون بطريقة أو بأخرى الطريقة التي يتعامل بها رجال الشرطة مع المتحدرين من أصول افريقية أو لاتينية رغم ما تشمله هذه الأساليب في كثير من الأحيان من ممارسات عنيفة وخروقات في القانون.

ومع تزايد حوادث العنف والانتهاكات التي يرتكبها رجال الشرطة الأمريكية بحق الأمريكيين المتحدرين من أصول افريقية وعرقية متنوعة تاتي نتائج الاستطلاع لتشكل دليلا واضحا على ان معالم التمييز العنصري مازالت ضاربة الجذور في الولايات المتحدة رغم كل ما تتشدق به الإدارة الأمريكية ومسؤولوها حول “المساواة وحرية التعبير”.

وكشف الاستطلاع الذي أجرته منظمة الأبحاث المستقلة “ان او ار سي” في جامعة شيكاغو الأمريكية ونشرت اسوشيتيد برس مقتطفات منه الاختلاف الكبير في وجهات النظر بين “الأمريكيين البيض والملونين” بخصوص أعمال العنف والانتهاكات التي تمارسها الشرطة الأمريكية بشكل ممنهج ضد المتحدرين من أصول عرقية مختلفة إذ ان نسبة الأمريكيين البيض الذين أعربوا عن تفهمهم وتأييدهم في بعض الحالات لتوجه رجال الشرطة نحو استخدام القوة ضد المعتقلين والمشتبه بهم تصل إلى سبعين بالمئة وهي نسبة تفوق بكثير نسبة الأمريكيين من اصول افريقية ولاتينية الذين ينظرون إلى ممارسات الشرطة بطريقة مختلفة تماما ترقى إلى انتهاكات خطيرة في حقوق الإنسان.

وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي تعاني فيه الولايات المتحدة من مشكلات في الثقة بين أجهزة إنفاذ القانون والأمريكيين من أصول افريقية ولاتينية عززتها سلسلة من الحوادث وأعمال العنف التي ارتكبها رجال في الشرطة الأمريكية ضد أمريكيين من أصول افريقية عزل بما فيها حادثة إطلاق النار على شاب من مدينة فيرغسون في ولاية ميزوري ومقتل شاب آخر من أصل افريقي في ولاية نيويورك ما أثار احتجاجات واسعة شارك فيها آلاف الأشخاص العام الماضي احتجاجا على ممارسات الشرطة وعدم تعرض الضباط المتورطين للمساءلة القانونية.

ويعاني الأمريكيون من أصول افريقية من تمييز عنصري واضح في الولايات المتحدة يتمثل في عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والتهميش في كافة مجالات الحياة وارتفاع معدلات البطالة مقارنة مع مواطنيهم البيض وانخفاض مدخولهم المالي.

ويؤكد خبراء ومراقبون ان حالات استهداف الشرطة الأمريكية للشباب البيض نادرة للغاية أما الشباب السود فإنهم معرضون دائما للمضايقات والاعتقالات ويجري التعامل معهم بوصفهم مصدر تهديد محتمل ودائم.

وكانت لجنة تابعة للأمم المتحدة قامت العام الماضي بمساءلة الولايات المتحدة حول استمرار التمييز العنصري في البلاد ضد الأقليات وسط تزايد التوتر في البلاد بعد حادثة مقتل “براون”.