الشريط الإخباري

معهد التربية الموسيقية في اللاذقية.. إثراء للمنظومة الجامعية ودعم للمحتوى الفني الراقي

اللاذقية-سانا

رغم أهميته كمؤسسة تعليمية نوعية إلا أن معهد التربية الموسيقية في اللاذقية يتعدى دوره في إثراء المنظومة الجامعية إلى رفد السوق المحلية بفنانين مؤهلين أكاديميا يشكلون مجتمعين أرضية خصبة لبناء موسيقي راسخ في بنيانه انطلاقا من مكوناته المؤهلة والتي يعول عليها كثيرا لإعادة تصويب الذائقة العامة وخاصة أن أساس هذا البنيان المرتقب هو جيل شاب قادر على تطوير المحتوى الفني وإغنائه بروح حداثية تواكب المزاج العصري وتستقطب جمهورا جديدا يتمتع بدوره بمسؤولية أعلى فيما يتصل بخياراته الفنية.

ويقوم المعهد برعاية المواهب الموسيقية الشابة وتنميتها وتغذية معرفتها الموسيقية إلى جانب صقل مهاراتها الموسيقية لناحية الغناء والعزف على الآلات الإفرادية كالعود والأوكروديون والفلوت بالإضافة إلى آلات أخرى كما يقوم بربط هذه الشريحة الشابة بتاريخها وإرثها الموسيقي الأصيل بعيدا عما يروج له من إيقاعات تجارية هابطة.

وذكر مدير المعهد محمد سلمان أن المعهد يقوم بإعداد كوادر موسيقية شابة من اختصاصات مختلفة يتم تدريسها ضمن أربعة عشر مقررا نظريا وعمليا لكل سنة دراسية بعد تقسيمها على فصلين وهي مواد متخصصة بالموسيقا تتطرق إلى النظريات الموسيقية والتاريخ الموسيقي والتذوق إلى جانب المقررات المختصة بالعزف الإفرادي والأداء الجماعي والصولفيج الغنائي والإيقاعي.

وأشار إلى أن قبول الطلاب في المعهد يتم بموجب مفاضلة تحدد شروطا يتم التركيز فيها على عامل المهارات والمواهب والميول ويتم اختبار الطلاب في العزف الآلي والصولفيج والصوت والغناء والإيقاع موضحا أنه بعد نجاح الطالب في المفاضلة يتم تنفيذ المنهاج وفق الخطة الدرسية الموضوعة من الوزارة والقائمين على العملية التدريسية وهم أساتذة مختصون بالموسيقا يحملون شهادة مدرس مساعد أو مدرس خريج كلية التربية في حمص ومعظم المدرسين في المعهد هم من خريجي المعهد.

ومع بداية العام الدراسي يتم تقسيم الطلاب إلى زمر عملية في مقرر العزف الافرادي والتطبيقات المسلكية حيث ينفذ الطلاب مقرر التطبيقات العملية في بعض مدارس التعليم الأساسي المختارة في المحافظة ويتم التركيز على مقرر التطبيقات المسلكية لإغناء شخصية الطالب وصقلها بشكل جيد على حد تعبير سلمان.

وبين مدير المعهد أن إدارة المعهد تقوم بالتنسيق مع اتحاد الطلبة فرع معاهد اللاذقية لوضع خطط الأنشطة الفنية التي يشارك بها الطلبة خلال العام الدراسي من خلال فرقة المعهد المؤلفة من الطلاب المتميزين عزفا وغناء والمؤلفة من كورال كامل وعازفين مبدعين لإقامة الحفلات الموسيقية والمشاركة في المناسبات المختلفة حيث يخضع أعضاء الفرقة لتدريب دوري خلال العام ليكونوا جاهزين في أي لحظة للمشاركة في النشاطات وخاصة أن إدارة المعهد تعمل بمبدأ الاستعارة الداخلية للآلات الموسيقية الموجودة للطلاب الراغبين بزيادة مهاراتهم بالعزف.

من ناحيته أوضح سامر المصري مدرس مادة العزف الجماعي أن المعهد يضم أصواتا ومواهب متميزة من الشباب الذين يقوم المدرسون وأساتذة المعهد على تأطير مواهبهم بالشكل الصحيح وتوجيهيها بالمسار المطلوب.

أما أدهم اسماعيل أستاذ مادة الغناء الجماعي وآلة الأوكروديون فذكر أنه يقوم بتدريب الطلبة على الغناء الجماعي للموشحات والأغاني الوطنية والقصائد مع تعليمهم أصول الغناء وكيفية تدريب فرق كورال الأطفال عند تدريسهم في مدارس التعليم الأساسي مشيرا إلى أن هذه المادة تعمل على إحياء الأغاني التراثية وتعليم الجيل الجديد كيفية الاستماع الصحيح و تقييم الحركة الفنية بشكل جيد.

وقال اسماعيل إن مادة التذوق السمعي تؤهل الطالب لتجميع ذاكرة موسيقية غنية ليصبح بإمكانه اكتشاف الخطأ في العزف الموسيقي وهي العتبة الأولى لبناء جيل موسيقي حقيقي.

بدورها أكدت نور الراهب وهي مدرسة صولفيج أنه لابد للطالب من امتلاك أذن موسيقية جيدة حتى يميز ما يسمعه وهو ما تواجه فيه أحيانا بعض الصعوبة لأن البعض لا يمتلك أذنا صحيحة إلا أن الجميع يبذل جهدا لتحقيق هذا الأمر.

بشرى سليمان