الكيان في أزمة… العرب مترددون!..بقلم: أحمد ضوا

يعاني كيان الاحتلال الصهيوني من أزمتين، الأولى داخلية تتعلق بالصراع السياسي المتواصل منذ أشهر، حيث شكل هذا الكيان خطراً كبيراً منذ إنشائه من الدول الاستعمارية في المنطقة، بنظر العديد من السياسيين والمحللين الصهاينة والدوليين.

والأزمة الثانية خارجية مرتبطة بالواقع الإقليمي الجديد الذي يتشكل في المنطقة، ويعاكس كل ما اشتغل عليه هذا الكيان بدعم الولايات المتحدة خلال العقد المنصرم.

يخطئ من يرى أن الصراع السياسي في هذا الكيان هو مجرد منافسة على السلطة أو تنافس حزبي في إطار مزاعم الديمقراطية التي يتحدث عنها ويروج لها بعض المسؤولين الإسرائيليين، فالحقيقة أعمق وأوسع وتضرب عميقاً في الركائز الزائفة التي بني على أساسها هذا الكيان على حساب وحقوق الشعب الفلسطيني.

وباعتراف العديد من الباحثين الإسرائيليين فإن هذه الأزمة تعود لعوامل بنيوية واجتماعية وسياسية، وتعكس بشكل واضح التناقض وعدم التجانس في ما يسمى “المجتمع الإسرائيلي” الذي لا تجمعه سوى الكراهية والتطرف الديني والطبيعة العدوانية.

إن الدخول إلى عمق المشاكل التي تتفاعل في هذا الكيان يكشف ذهاب فئاته باتجاه التطرف المؤدي إلى الصدام، وهذا يعني بالتحليل، تراجعاً بالقناعات لدى المستوطنين التي درجت السلطات الإسرائيلية على الترويج لها وتغذيتهم بها منذ سبعة عقود، ومن هنا يفهم مقصد الاتهامات التي يوجهها المسؤولون الصهاينة لبعضهم بعضاً حول محاذير أن يؤدي استمرار هذه الأزمة الداخلية إلى حرب أهلية تطيح بـ”إسرائيل”.

تهدف المبالغة في التحذير من الحرب الأهلية من التيار العنصري المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطار محاولة التأثير على المتظاهرين وبث الرعب والذعر في نفوسهم، ولكن هذا يعزز من جهة أخرى إمكانية الوصول إلى هذه الحالة في المستقبل القريب، فالمبالغة تؤكد أن عوامل ومقومات هذه الحرب موجودة بالفعل.

على المستوى الخارجي، يختصر فشل الحرب الإرهابية على سورية والدور الذي لعبه هذا الكيان إلى جانب رعاة الإرهاب الدوليين في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، ومشهد مباحثات وزراء خارجية السعودية وإيران في الرياض، إضافة إلى تعاظم قوة المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفشل التطبيع الرسمي في تغيير قناعات العرب الراسخة بحقيقة هذا الكيان العدوان الإرهابي مدى الأفق المسدود الذي يضيق على حكام هذا الكيان ويكشف نياتهم ومخططاتهم الإجرامية في المنطقة.

إن السؤال المطروح هنا على خلفية ما تعانيه “إسرائيل” هو: كيف يمكن للدول العربية أن توظف نقاط الضعف هذه في تحجيم هذا الكيان ودفعه باتجاه الحرب الأهلية، بما يمهد في نهاية المطاف إلى استعادة الحقوق العربية والأراضي العربية المحتلة في المدى المنظور؟!

لا شك في أن الجواب عن هذا السؤال الكبير هو بيد الحكومات العربية التي تبدو وكأن محاولاتها لإملاء الفراغ وإصلاح ذات البين فيما بين دولها تترنح على خيط مشدود حتى الآن، ما يفقدها تحقيق شروط هذا التوظيف، ولكن هذا لا يعني أنها عاجزة عن فعل ذلك متى توافرت الإرادة والقراءة الصحيحة للأحداث والتطورات الإقليمية والعالمية، وما يجري في هذه المرحلة للتقريب بين الدول العربية ونبذ الخلافات القائمة يمهد الطريق في وقت لاحق لمرحلة تعاون عربي، يوفر إمكانية اتخاذ القرار الذاتي واستخدام كل المقومات التي تملكها الدول العربية وهي كبيرة، ولكنها مشتتة، وتوظيف نقاط ضعف العدو لتحقيق مصالح الدول العربية وإنهاء حالة التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني