ذوو شهداء سورية.. بدمائهم كتبوا لنا مستقبلاً أكثر إشراقاً

اللاذقية-سانا

بتضحياتهم الجسام كانوا مشاعل تضيء درب الأجيال القادمة، إنهم شهداء سورية الذين استبسلوا في الدفاع عن أرض الوطن وعزته وكرامته، وسطروا بدمائهم الطاهرة أروع ملاحم البطولة ليكتبوا التاريخ بأحرف من نور، ومهدوا الطريق لبناء مستقبل أكثر إشراقاً.

تمتزج مشاعر الحزن والاشتياق والفخر والاعتزاز في صوت السيدة نجيبة رضوان رومية، والدة الشهيد حسام رفيق دواي وهي تتحدّث عن نجلها الذي ارتقى أثناء أداء واجبه الوطني بإدلب: “حقق ما أراد ونال شرف الشهادة كما تمناها وبصدق، اختار قدره بنفسه، وسار بخطى واثقة في طريق نهايته نصر أو شهادة، فنال الشهادة وانتصر الوطن”.

أكثر من سبعة أعوام قضاها حسام جنباً إلى جنب مع رفاق السلاح في صفوف الجيش العربي السوري، خاض خلالها أشرس المعارك ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة، ولم تثنه إصاباته المتعددة عن العودة إلى ميادين القتال، والمشاركة في تحرير قرى وبلدات في الغوطة الشرقية بريف دمشق، لينتقل بعدها مع فرقته إلى إدلب، وارتقى هناك في الثامن والعشرين من شباط 2020.

وبصوت خافت يكاد يغيب بين طيات الحزن والوجع ومحاولات يائسة لضبط النفس، قالت أم حسام: “ثلاثة أعوام مضت على استشهاده وكأنه رحل بالأمس، هو أول فرحة في حياتي، لكنها لم تدم طويلاً وتحولت إلى غصة العمر، لم يكن للخوف أو الهزيمة أو الاستسلام مكان في قاموسه، كانت إرادته قوية لا تقهر وعزيمته لا تلين، محبوباً من الجميع، عائلته وأصدقائه ورفاق السلاح ورؤسائه، حنوناً، طيب القلب، دمث الأخلاق”.

عندما يغلبها الحنين تقلب أم حسام صفحات دفتر مذكرات ابنها الشهيد الخاص، تقرؤها سطراً سطراً، تسافر في عالمه تعيش أحلامه وأفراحه، تبكي حزنه وآلامه لترفع رأسها بالدعاء لله أن يمدها بالقوة والصبر لتحمل وجع الغياب.

واختتمت رومية بالقول: إن حالها حال الكثير من الأمهات السوريات اللواتي جسدن أروع الأمثلة في الصبر والانتماء والوطنية، وهن اللواتي زرعن في قلوب أبنائهن قيم الشجاعة والتضحية والعطاء وحب الوطن، وعلموهن أن كل شيء يهون ويرخص في سبيل عزته واستقلاله، ولم يبخلن بتقديم فلذات أكبادهن فداء للوطن عندما ناداهم الواجب.

المعلمة عفراء مخلوف زوجة الشهيد المقدم شرف موسى يوسف، وهي تحتضن نجليها خضر وحمزة بقوة تستذكر بطولات زوجها الذي اغتاله رصاص الغدر قبل نحو 11 عاماً، ونال شرف الشهادة في محافظة حماة 2012: “كنت أخبره دائماً بخوفي وقلقي عليه وأننا نفتقد الشعور بالأمان في غيابه، ليقول لي بأنه يرى الشعور ذاته في نظرات الأمهات وهن يحملن أطفالهن يحاولن الهرب بحثاً عن مكان آمن يبعد أطفالهن عن خطر القذائف وجرائم الإرهابيين، ويطمئنني بأنه لن يطيل الغياب وأن الحرب ستنتهي بالنصر القريب لا محالة، وسيعود الأمن والأمان إلى ربوع بلدنا الحبيب عندئذ سنعيش بسلام”.

وأشارت مخلوف إلى أن استشهاد زوجها دفاعاً عن الوطن هو وسام تفتخر به، وأنها ستصون الأمانة التي تركها وتحرص على تنفيذ وصيته برعاية ولديهما، وغرس القيم الإنسانية والوطنية التي لطالما تحلى بها والدهما بداخلهما حتى يكبرا، ويتمكنا من مواصلة مسيرة الدفاع عن الوطن بالعلم والمعرفة.

بدوره يواصل الشاب العشريني خضر ابن الشهيد موسى يوسف بذل قصارى جهده والكثير من الجد والمثابرة والاجتهاد لتحقيق أمنية والده بأن يكون طبيباً ناجحاً بعد أن حجز لنفسه مقعداً بين طلاب السنة التحضيرية للكليات الطبية بجامعة تشرين قائلاً: “أريد أن يكون والدي فخوراً بي،

وتفوقي هذا، ما هو إلا عربون تقدير وعرفان لروحه ومحبته التي كانت حافزاً لي لتحقيق النجاح”.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

بمناسبة عيد الشهداء… تكريم أسرة 300 شهيد في حمص

حمص-سانا كرمت محافظة حمص اليوم بالتعاون مع مديرية شؤون الشهداء والجرحى والمفقودين