تخوض سورية حروبها بكل أخلاقية وضمير-الوطن العمانية

أكثر تأثيرا في شتى الحروب هي الحرب الإعلامية بمضامينها الكاذبة خصوصا، مما يترك تأثيرا كبيرا على مجراها. ولقد دأبت القوة الداعمة للحرب على سورية، أن تلعب هذا الدور بالكذب الدائم على المجتمع الدولي باتهام سورية بما لم ترتكبه من تجاوزات لاأخلاقية في ردها على الإرهاب.

فاليوم مثلا هنالك اتهام للطيران السوري بقصفه حلب، وقبل أيام بقصف المدينة أيضا، في الوقت الذي ثبت أن قوى الإرهاب هي من قام بالعملية. وليست هذه الحادثة وماقبلها اتهام جديد ضد الدولة السورية، بل هنالك على مر سنوات الأزمة التي دخلت في عامها الخامس، ماصار معروفا أنه عندما يراد سوءا دوليا بسورية يتفتق العقل الإرهابي عن صنع حادثة يقوم بتنفيذها لكنه يحملها للجيش العربي السوري.

لعلنا لاننسى على سبيل المثال الأسلحة البيولوجية التي قيل إن سورية استعملتها ضد مدنيين وثبت أن قوى الإرهاب من قام بها، وأثبت الروس ذلك بالأرقام والتفاصيل، وعندما طولبت سورية بهذا النوع من السلاح وضعته فورا برسم المجتمع الدولي الذي قام بتدميره على مراحل، مما يثبت أن الدولة السورية أمينة أخلاقيا في خوض معاركها العسكرية، وهي بالتالي لايمكنها ارتكاب موبقات ثبت من خلال الصور المتكررة أن جبهة النصرة وجبهات أخرى مماثلة تمكنت من الحصول على الغاز القاتل وقامت بتمثيل مشاهد قتله على الأرانب وأمام المجتمع الدولي.

لعل الاتهامات الجديدة لسورية تخبيء وراءها ماتخبيء، وكالعادة يقوم الإرهابيون بتنفيذ العمليات الخارجة عن كل قيمة إنسانية، ومن خلال دعم البعض لهم، بل من خلال الفوضى الدولية التي مازالت تستبيح الأرض السورية، يتم توظيف الاتهام ضد الدولة السورية. وإذا كان الملفت غياب تام لممثل الأمم المتحدة في سورية ستيفان دي ميستورا عن واجهة الأحداث والذي من شأن متابعته لهكذا حدث أن يقدم الحقيقة الساطعة لكل العالم وخاصة للقوى المؤثرة.

إن سورية التي قدمت خلال السنوات الأربع جل خبراتها العسكرية، قدمت بالمقابل مفهوما أخلاقيا في كل استعمالاتها العسكرية والميدانية، بل خاضت دائما مايسمى بالحرب النظيفة، وهاهي بعد أن قدمت للمجتمع الدولي جل ماعندها من أسلحة بيولوجية، فهي تقدم بالتالي نقلة نظيفة أخرى في مفهوم معاركها ضد الإرهاب.

لاشك أن الإعلام أبرز صور الحرب وأكثرها تأثيرا وخصوصا في هذه الأوقات التي تسجل أعلى مكاسب للجيش العربي السوري. ومن المؤسف أن المجتمع الدولي لم ينتبه حتى الآن إلى مايقوم الإرهاب بتنفيذه في مخيم اليرموك من بشاعة في القتل ومن تطوير لآلته الفتاكة فيه، فيما من تبقى في هذا المخيم إما مات جوعا وإما مرضا دون أي حراك من هذا المجتمع ومن مفاهيمه الإنسانية، ويعلم المجتمع الدولي وكل الناعقين بالحرص على الإنسان أن الجيش العربي السوري بإمكانه أن يحسم معركة اليرموك ربما في ساعات وليس أياما لولا الحرص على حياة ساكنيه الفلسطينيين والسوريين على حد سواء.

ولا شك أيضا أنه فات الوقت الذي سوف يصدق فيه العالم فئة من الإرهاب وهي تلصق أعمالها بالدولة السورية وتحاول بخبث وباعتماد على داعمين، أن تعيد العجلة إلى الوراء وأن تنأى ببربريتها عن المساءلة الدولية لها، لكن من يسائل ومن يسأل، بل لقد كمت أفواه كثيرين رغم الكلام الذي لم ينضب عن مقاتلة الإرهاب وتحميله مسؤولية مايحدث في هذا العالم.

رأي الوطن

انظر ايضاً

يبيعون بضائع فاسدة وكاسدة-الوطن العمانية

بينما يواصل كيان الاحتلال الإسرائيلي عربدته في الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس والضفة الغربية وقطاع …