جوزيه مورينيو… رجل المهمات الصعبة

روما – سانا

مع انشغال جماهير كرة القدم مؤخراً بالحدث الأهم على الساحة العالمية بشكل عام، والأوروبية بشكل خاص، ألا وهو نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وتأهل كل من إنتر ميلان الإيطالي ومانشستر سيتي الإنكليزي إلى نهائي المسابقة الذي سيقام في إسطنبول التركية، كان هنالك من يستمر في كتابة اسمه وتاريخه بأحرف من ذهب.

حيث تمكن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الملقب بال ” سبيشل ون”  من قيادة فريقه الحالي روما إلى النهائي الأوروبي الثاني على التوالي ، بعد أن تمكن من الوصول بالفريق في الموسم الماضي إلى نهائي دوري المؤتمر الأوروبي أمام فينورد الهولندي وإحراز اللقب ، وفي هذا الموسم سيواجه روما بعد أن وصل لنهائي الدوري الأوروبي “يوروباليغ” بقيادة مورينيو فريق إشبيلية الإسباني يوم ال31 من أيار الجاري على ملعب بوشكاش أرينا في بودابست المجرية.

اقرأ أيضاً : إنتر ميلان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا

ماهي أبرز إنجازات مورينيو أوروبياً ؟

بدأت مسيرة التألق الأوروبية للبرتغالي مورينيو من بوابه مواطنه بورتو عندما قاده إلى الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حالياً) موسم 2002-2003 على حساب نادي سلتيك الإسكتلندي.

وفي الموسم التالي نجح في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا برفقة بورتو، عندما فاز في النهائي على موناكو الفرنسي 3-صفر.

وفي موسم 2009-2010 قاد مورينيو فريق إنتر ميلان الإيطالي للظفر بلقب دوري أبطال أوروبا عندما فاز في النهائي على بايرن ميونخ الألماني 2-صفر.

وفي موسم 2017 نجح المدرب البرتغالي في قيادة فريق مانشستر يونايتد الإنكليزي لإحراز لقب الدوري الأوروبي على حساب نادي أياكس الهولندي 2-صفر.

وآخر إنجازاته الأوروبية كانت الموسم الماضي حين قاد فريق روما الإيطالي للفوز بلقب دوري المؤتمر الأوروبي حين فاز في النهائي على فينورد الهولندي 1-صفر.

ليخوض السبيشل ون النهائي السادس له أوروبياً بعد عدة أيام عندما يواجه روما فريق إشبيلية الإسباني في مهمة لن تكون سهلة أبداً للذئاب أمام فريق متمرس في هذه البطولة وأحرز لقبها 6 مرات.

اقرأ أيضاً :مانشستر سيتي يتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا

ما الذي يجعل مورينيو متميزاً عن بقية المدربين؟

حين يتم الحديث عن إنجازات مدرب كرة قدم، قد يتبادر للأذهان في بداية الأمر عدد ألقابه محلياً وخارجياً وعدد مرات الفوز بالمباريات وأرقامه القياسية في الدوري المحلي ، لكن عندما نبحث في السيرة الذاتية لجوزيه مورينيو نجد أنه جمع بين الأرقام والتحديات على حد سواء.

فلو بدأنا من حيث انتهينا في الحديث عن إنجازاته الأوروبية نجد أنه نجح في التحدي الأخير مع ذئاب روما بإمكانيات محدودة وبلاعبين معظمهم من الشباب، ليسطر التاريخ مع نادي العاصمة الإيطالي بحصوله على أول لقب أوروبي في تاريخه الموسم الماضي، والوصول لأول نهائي أوروبي منذ العام 1991 عندما خسر نهائي كأس الاتحاد أمام مواطنه إنتر ميلان.

وتتجلى شخصية مورينيو في تصميمه وإصراره على كتابة حقبته بأحرف من ذهب أياً كانت المهمة الموكلة إليه وأياً كان النادي الذي يتولى تدريبه، وليس نادي روما وحده المثال على ذلك، فقد كان تتويج مورينيو مع بورتو البرتغالي بلقبين أوروبيين متتاليين ذا نكهة تاريخية أيضاً، حيث كان آخر لقب للفريق عام 1987 حين توج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى.

كما قاد الإنتر للتتويج بدوري الأبطال بعد غياب 45 عاماً عن آخر تتويج للفريق الإيطالي باللقب.

وأعاد مورينيو فريق مانشستر يونايتد إلى منصة التتويج بالبطولات القارية بعد غياب دام 9 أعوام حين قاده إلى الفوز بلقب الدوري الأوروبي.

وبالمحصلة أصبح مورينيو أَول مدرب في التاريخ ينجح في الفوز بجميع المسابقات الأوروبية ، كما أنه الوحيد الذي نجح بالتتويج أوروبياً مع 4 أندية مختلفة.

ولا يمكن الاكتفاء بالحديث عن إنجازات السبيشل ون التاريخية أوروبياً ، بل لا بد أيضاً من تسليط الضوء على التحديات الناجحة التي مر بها على المستوى المحلي ، فمن منا ينسى تتويج نادي تشيلسي ” البلوز” بلقب الدوري الإنكليزي عام 2012 بعد 50 عاماً من الغياب عنه، و كذلك تتويج ريال مدريد الإسباني تحت قيادة مورينيو بلقب كأس ملك إسبانيا عام 2011 بعد قرابة 22 عاماً على آخر تتويج آنذاك، إضافة للعديد من الأرقام والإحصائيات في الدوريات التي درب فيها السبيشل ون والتي أغنت سجله التدريبي ليصبح ودون أدنى شك أحد أكبر الأسماء تاريخياً في عالم التدريب في كرة القدم.

فهل سيستمر ” المو” في كتابة التاريخ والفوز في النهائي السادس له أوروبياً بعد أن نجح في الفوز في جميع النهائيات الخمسة التي خاضها؟ أم ستكون لإشبيلية كلمة أخرى هذه المرة لكونه لم يخسر نهائي هذه البطولة من قبل؟

دعونا نشاهد ونستمتع بهذا النهائي المرتقب.

محمد نتيفة

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency