العالم يتحرر… بقلم: ديب حسن

تبدو غطرسة الولايات المتحدة العسكرية والاقتصادية إلى زوال حتمي، لا يمكن تحديد فترة زمنية لهذا الأمر، لكن المؤكد أن الخروج من عباءة السيطرة هذه قد بدأ بعد أن تعرّت كل أوراق واشنطن ،من إشعالها نار الحرائق في العالم والمسارعة إلى العمل كرجل إطفاء يحصل على أعلى أجر يريده .. وليس هذا فقط، بل تمدّ الحريق على الجهتين بما تستطيع من زيت يزيد اتقاده ليكون الثمن أعلى.

هذه الذراع العسكرية التي تمثل بلطجة تساندها ذراع اقتصاد الوهم من خلال فرض الدولار كعملة تجارية عالمية، ولا شيء يقوم به الأميركي سوى طباعة الدولارات وبيعها للعالم هذه الذراع أيضاً بدأت تضعف وتتلاشى مع التكتلات الاقتصادية العالمية التي بدأت تنسج علاقات التبادل الفعلي غير الوهمي، وتعقد الصفقات بالعملات المحلية كما فعلت روسيا والصين ،وكما تعتزم دول البريكس على العمل في المستقبل القريب وكان انعقاد المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبورغ فوراً خطوة مهمة في هذا الاتجاه، فقد شهد مشاركة واسعة لوفود أكثر من 100 دولة، سجّل فيها العرب ثقلاً كبيراً وحضوراً مميزاً.

وأشارت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو إلى أن حجم المشاركة العالمية في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي دليل على فشل المحاولات الغربية لعزل روسيا.

واشنطن التي لا تقرأ التاريخ ولا تعرف معنى القوة الكامنة عند الشعوب ستبقى تصارع من أجل الحفاظ على هيمنتها العسكرية والاقتصادية، ولكن التحولات العميقة التي تتسارع خطواتها وبثقل نوعي تدق مسامير النهاية في نعش هذا الغرور.

انظر ايضاً

عربدة واشنطن … بقلم: ديب حسن

لم يكن مخطئاً ذلك الذي قال ذات يوم : أميركا الوسواس الخناس، فكل ما تقوم …