لافروف: تصريحات واشنطن حول التسوية في أوكرانيا كاذبة وهدفها كسب الوقت لضخ مزيد من الأسلحة إليها

موسكو-سانا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التصريحات الأمريكية حول تسوية الأزمة الأوكرانية كاذبة ومتناقضة، وهدفها كسب الوقت لضخ مزيد من الأسلحة إلى النظام الأوكراني بما فيها أسلحة بعيدة المدى، وإنشاء بنى تحتية جديدة.

وقال لافروف خلال مقابلة اليوم مع عدد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية عن الوضع فى أوكرانيا وأبرز القضايا الدولية: “إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بشأن التسوية الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية غريبة، بالنظر إلى ما يقوله المسؤولون الأمريكيون من أن على أوكرانيا أولا أن تنتصر وبعدها نبدأ في المفاوضات”.

وأضاف لافروف: “هنا يكمن التناقض فعلى أي أساس سيقومون بالمفاوضات، حيث صرح المسؤولون في الولايات المتحدة وحلف الناتو بأن مبادئ زيلينسكي للسلام هي أساس المفاوضات، وهذه المبادئ تشمل العودة إلى حدود 1991 ومحاكمة المسؤولين الروس والتعويضات”.

وتابع لافروف: “إن هذا الانفصام في الشخصية لا يصلح أن يكون أساساً لمفاوضات، فهم يسعون لكسب الوقت لضخ مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، وبناء بنى تحتية جديدة، وتوريد أسلحة بعيدة المدى، وهو ما كان واضحاً في وسائل الإعلام الأمريكية أي البدء في مفاوضات سلام كي تحصل أوكرانيا على هدنة لإتاحة الفرصة للحصول على مزيد من الأسلحة”.

وأوضح لافروف أن أحد أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة كان الجانب الإنساني، حيث قال الرئيس الأوكراني في عام 2021 إن على الروس مغادرة أوكرانيا بعدما وصفهم بـ “المخلوقات” وآخرون وصفوهم ب “القطعان”، رغم أنه يتحدث عن الأراضي التي يعيش عليها الروس منذ قرون.

وأشار لافروف إلى أن روسيا تدخلت عندما بدأ تمجيد النازية، وبدأت قوات النظام في كييف التضييق على المدنيين وسط رفض المؤسسات الإنسانية الدولية مواكبة الأحداث بصدق وموضوعية والاعتراف بما يجري، مبيناً أن النازيين الجدد في أوكرانيا لا يخفون جرائمهم، بل يصورونها وينشرونها على شبكة الانترنت.

وشدد لافروف على أن الجيش الروسي لا يستهدف أبداً البنية التحتية المدنية والمنشآت المدنية، ولا يطلق النار عشوائياً، بل يستهدف فقط البنى التحتية العسكرية الأوكرانية والغربية فيها.

ونوه لافروف إلى أحداث العام 2014 في العاصمة كييف وفي مدينة أوديسا، حيث وثقت كاميرات التلفزيون كيف فتح المتطرفون الأوكرانيون النار على من يحاولون الفرار من مبنى النقابات في أوديسا، ومع ذلك لم يصل التحقيق الأوروبي في هذه الجريمة إلى أي نتيجة.

ولفت لافروف إلى أن روسيا عرضت على الأمم المتحدة التحقيق في أنشطة الولايات المتحدة الكيميائية على الأراضي الأوكرانية، ولا زالت وزارة الدفاع الروسية تقدم المواد والوثائق إلى المجتمع الدولي، والتي تثير أسئلة خطيرة حول نتائج عمل البنتاغون في أوكرانيا، وخاصة إنشاء أسلحة بيولوجية، ما يعد انتهاكا للقوانين الدولية.

وقال لافروف: إن الأمريكيين نشروا المختبرات البيولوجية في عدد من الدول المجاورة لروسيا والصين، ويمنعون المبادرات التي تسعى لخلق آلية للتحقيق في تلك الأنشطة، ومزاعمهم أنها ليست مضرة وليس لها أبعاد عسكرية، متسائلاً: إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يسمحون بإجراء التحقيقات.

وأعلن وزير الخارجية الروسي أنه لا توجد أسباب تدفع روسيا للموافقة على تمديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود الذي تقوم في إطاره أوكرانيا بتصدير حبوبها.

وقال لافروف: “إن الجزء الثاني من الاتفاق يقضي بأن ترفع الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها التي تمنع تصدير الأسمدة والحبوب الروسية، وإبقاء عمل بنك “روس سيلخوز”، مع نظام “سويفت” المالي وهو ما لم يتحقق بالشكل المطلوب”.

وبين لافروف أن الحبوب الأوكرانية تذهب للدول الغنية وليس للفقيرة، حيث حصلت الأخيرة على 2.5 بالمئة فقط من كمية هذه الحبوب المصدرة، لافتاً إلى أن المزارعين في الدول الأوروبية يحتجون على نقل الحبوب الأوكرانية إلى أوروبا لقلقهم على مصالحهم، وبالتالي إذا كان الاتحاد الأوروبي قلق بشأن الأمن الغذائي حول العالم فلينقل الحبوب الإضافية إلى الدول الفقيرة والمحتاجة.

وأشار لافروف إلى أن الاستعدادات للقمة الروسية الإفريقية في سان بطرسبورغ بمراحلها الأخيرة، حيث سيشارك أكثر من نصف الدول الإفريقية في القمة، علماً أن دول إفريقيا تتعرض لضغوط غربية بهدف عدم المشاركة في القمة، مبيناً أن الغرب يتعامل مع الدول الإفريقية بوقاحة، حيث يسمح لنفسه بكل شيء ولا يسمح للآخرين بما يحقق مصالحهم وتطلعاتهم.

وأكد لافروف أن واشنطن تستغل المنظمات الدولية لمصالحها ومصالح الدول الغربية، مشيراً إلى أن روسيا ستحاول توسيع مشاركة الدول في مجلس الأمن عبر إدخال دول من إفريقيا وأمريكا اللاتينية إليه.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

سياسي تشيكي: واشنطن تنافي الحقيقة بزعمها الحفاظ على قواعد القانون الدولي

براغ-سانا أكد نائب وزير الخارجية التشيكي السابق البروفيسور بيتر درولاك زيف المزاعم الأمريكية