المهندس وسيم الحسن يطرح مبادرة لإعمار البادية السورية وإحياء خط طريق الحرير

حمص -سانا

يسعى الشاب المهندس وسيم الحسن من خلال مبادرته المدينة الخطية المستدامة في البادية السورية القائمة على تقديم رؤية جديدة حول الإعمار في مناطق بعيدة عن مناطق السكن التقليدية إلى خلق بيئات جديدة تستثمر فيها جميع موارد البيئة المتاحة مستخدما بذلك أحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال.

ويوضح الحسن أن “فكرة المبادرة تولدت لديه عند إجرائه تقييما للمنعكسات السلبية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية للحرب على سورية وكان من أهم نتائج التقييم ضرورة تنمية الطريق الواصل من طرطوس مرورا بحمص إلى العراق لافتا إلى أنه في أيلول العام الماضي تقدم بمبادرته بشكل خطي إلى محافظة حمص من خلال النافذة الواحدة وتم قبول الفكرة وتبنيها من قبل المحافظة عبر عقد ورشة عمل وأنه يتم التحضير حاليا لعقد مؤتمر علمي في جامعة البعث بخصوصها”.

وقال لنشرة سانا سياحة ومجتمع إن “المبادرة تهدف من حيث وقت تقديمها إلى تعزيز التشاركية بين الجهات العامة والمؤسسات العلمية والبحثية ومنظمات المجتمع الأهلي والقطاع الخاص وتعتمد على ترسيخ الأمن والاستقرار وتنمية القدرات البشرية وزراعة الشجر وإعمار الحجر عبر إحداث مجتمعات عمرانية جديدة في البادية السورية تحافظ على الأراضي الزراعية والمراعي المتضررة نتيجة النمو العمراني العشوائي الحالي والمتوقع مستقبلا”.

وذكر الحسن أن التخطيط للمستقبل لا يتعارض مع معالجة منعكسات الأزمة الحالية الاقتصادية والاجتماعية حيث يمكن العمل على التوازي وفق ترتيب الأولويات واتباع أسس البحث العلمي الموضوعي والتقييم المستمر لكل مراحل الدراسات النظرية للمبادرة والأبحاث المرتبطة بها.

ولفت إلى أن “استراتيجيات الإعمار تقسم وفق المبادرة إلى محاور أساسية تتضمن الترميم وخاصة للمباني التاريخية وتأمين السكن المؤقت للمهجرين وإعادة البناء لجزء من المدينة إعادة الإعمار والبناء ضمن توسع المخططات التنظيمية المصدقة واقتراح مناطق توسع جديدة في محيط التجمعات السكانية إضافة إلى إحداث تجمعات سكانية جديدة بعيدة عن مناطق الاستقطاب التقليدية”.

وأشار الحسن إلى أن مبادرته في البادية السورية تعتبر مساهمة لإحياء طريق الحرير مجددا حيث تقع المدينة ضمن محور التنمية طرطوس – حمص – بغداد واعتبر أن احتضان محافظة حمص وجامعة البعث لهذه المبادرة عزز دورها وأثرها في وسط الشباب كتجربة ناجحة على مستوى المحافظة لافتا إلى أنه يتم السعي لإحداث مكتب لإدارة المشروع في جامعة البعث لتعزيز دور الجامعة كحاضنة علمية للمبادرات والأفكار المقدمة من قبل العاملين في الجهات العامة.

ويعتبر الحسن أن المدينة الخطية المستدامة ستشكل مستقبلا قطبا للتنمية ذاتي الدفع في قطاعات عدة أهمها الطاقات المتجددة وطاقة الهيدروجين وصناعة الإعلام متعدد الوسائط وصناعة التكنولوجيا بالإضافة إلى آلاف المشاريع الصغيرة المولدة للدخل لتمكين العائلات في منطقة الإسكان الريفي من إنشاء مراع منزلية ومزارع صغيرة لتربية الدواجن والمواشي والنحل للحصول على دخل مناسب.

ولفت إلى عقد المحافظة ورشة عمل بعنوان “المدن المستدامة في البادية السورية” ضواحي الهيدروجين قدمت فيها أوراق عمل من قبل مهندسي الخدمات الفنية بالتعاون مع هيئة تنمية وإدارة وحماية البادية ومديرية صناعة حمص ومجلس مدينة حمص ونقابة المهندسين وفريق سوا التطوعي ومعهد / إ ف ناين / وتضمنت أوراق العمل رؤية الشباب السوري من العاملين في الجهات العامة والمؤسسات العلمية والبحثية ومنظمات المجتمع المدني للتخطيط الاستراتيجي.

واعتبرت ورشة العمل خطوة أولى حيث سيتابع فريق عمل مشروع المدينة الخطية حسب الحسن التنسيق مع عدة جهات عامة كمديريات الزراعة والبيئة والموارد المائية والشؤون الاجتماعية وهيئة الاستشعار عن بعد كما سيعمل على إعداد ورقة عمل للمشاركة في مؤتمر الرؤى الجديدة في الإسكان المستدام المقرر انعقاده في جامعة البعث خلال شهر أيار القادم .

بدوره أوضح الدكتور فايز سليمان عميد كلية الهندسة المدنية بجامعة البعث أن أسباب تلقف الجامعة للمبادرة ورعايتها تتلخص في اعتماد المبادرة على استثمار تكنولوجيا جديدة وتخطيط تنظيمي جديد للاستفادة من الموارد المحلية في عمليات البناء وأن الفكرة كانت في البداية عبارة عن طرح جملة من العناوين لتكون موضوع دراسات عليا ومشاريع تخرج للطلاب يمكن الاستفادة منها في عملية تخطيط الإسكان في المستقبل ولاسيما في مناطق السكن غير التقليدية ومنها البادية السورية .

وأكد أهمية احتضان مثل هذه المبادرات ورعايتها وتحويلها إلى مبادرات فاعلة تخدم عملية التنمية المجتمعية لافتا إلى أن الجامعة باعتبارها مركزا للفكر والدراسات وتمتلك الكوادر الخبيرة والمنشآت العلمية احتضنت ورعت مبادرة الحسن.

من جانبه ذكر نائب مدير الخدمات الفنية في المحافظة المهندس وسيم لويسة أن فكرة المبادرة جيدة وتحتاج إلى دراسة وتنسيق مع عدد من الجهات المعنية وتحديدا وزارة البيئة لتحديد موقع لتنفيذها ودراسة الجدوى الاقتصادية منها لتخديم مثل هذه التجمعات التي ستقام في البادية من جميع الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه .

وأوضح أن الموضوع يحتاج إلى بحث عميق بحيث تضع كل جهة مختصة دراستها ورؤيتها العلمية حول هذا الموضوع وبالنهاية يتم تقييمها وتحديد جدواها الاقتصادية لاتخاذ قرار بشأنها .

هنادي ديوب

انظر ايضاً

لجنة الانتخابات الرئاسية الإيرانية تعلن انتهاء عملية التصويت وبدء عملية فرز الأصوات

طهران-سانا أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الوطنية الإيرانية محسن إسلامي عن انتهاء عملية التصويت، وإغلاق …