زينب إبراهيم.. موهبة شابة جمعت بين التفوق العلمي والإبداع الموسيقي

طرطوس-سانا

على خشبة المسرح تعانق زينب عودها الخشبي لتداعب أوتاره بكثير من الشغف والألفة، ضمن مشهد إبداعي يخترق وجدان المتلقي ويحلق بخياله في عوالم سحرية تضج بالنغم الذي يحاكي القلب قبل الأذن.

بين الوتر والنغم موهبة شابة بدأت بعناق زينب إبراهيم من بانياس في طرطوس لعودها الخشبي على المسرح مصدرة أروع النغمات التي يمكن للأذن أن تسمعها والقلب أن يعشقها.

زينب إبراهيم 18 عاماً والتي تنحدر من مدينة بانياس في طرطوس بزغت موهبتها الموسيقية في عمر مبكر من الطفولة لتشعر لاحقاً ببوادر هذه الفطرة الربانية متحدثة لنشرة سانا الشبابية عن شغفها بالموسيقا والذي شعرت به عندما كانت تقضي أوقاتاً مطولة وهي تستمع لعزف أستاذها على العود لتعشق هذه الآلة صوتاً وشكلاً فتطلب منه لاحقاً أن يقوم بتدريبها لتبدأ أولى خطواتها على هذا الطريق وسط تشجيع كبير منه.

وقالت: كانت الموسيقا بالنسبة لي أشبه بالسحر تأخذني إلى عالم الخيال والجمال فأغمض عيني لأتخيل أنني أعزف على آلة العود إحدى المقطوعات الموسيقية وسط تصفيق حار من الجمهور.

زينب التي أرادت أن تسبق الزمن وتتعلم العزف باحترافية على آلة العود آثرت تطوير مهاراتها واكتشاف أسرار الآلات عبر معهد لتعلم الموسيقا، وهنا التقت مع آلة الناي التي جذبتها بصوتها الحنون فتشعر أن عازف الناي ينفخ فيها كأنه ينفخ من روحه ليصل إحساسه العميق مباشرة إلى المستمع.

من يشاهد زينب وهي تعزف على آلاتها بهذا الشغف يدرك حجم ما يجمعها بالموسيقا من عوالم حب لا محدود، موضحة أن صندوق العود برغم صغره إلا أنه مكان بالغ الاتساع بالنسبة لي وهو مساحة رحبة لقلبي، لذلك فإنني أعشق هذه الآلات وأشتاق اليها وأتلمسها بحب، فهي أصبحت جزءاً مني.

وعن تأثير الموسيقا في حياتها أكدت زينب أن النغم واللحن هما علاج عميق للروح، وهي ملجأ دافئ لها حين تشعر بالوحدة أو الحزن، مبينة أن الموسيقا جعلت منها إنسانة مختلفة فقد منحتها الأمل وزادت ثقتها بنفسها، فضلاً عن أنها ساعدتها في التركيز أثناء دراستها، لذا فهي ممتنة لوجود الموسيقا في حياتها.

وما بين العلم والموسيقا خيوط من الأفكار والهواجس تداعب خيال عازفة موهوبة تجمع بين التحصيل العلمي والفن لتبدع بالنتيجة في كليهما، مؤكدة أن الموسيقا لم تكن يوماً عائقاً أمام تفوقها العلمي، فقد حصلت سابقاً على العلامة التامة في شهادة التعليم الأساسي، وعلى ميدالية برونزية في الأولمبياد العلمي السوري على مستوى سورية باختصاص العلوم لتثبت أن الموسيقا بالنسبة لها هي حافز قوي وفاعل، أما العود والناي فهما رفيقا دربها ولا يمكنها الاستغناء عنهما.

مشاركات موسيقية عدة تألقت بها زينب في حفلات للشبيبة، ومع فرقة (وتريات) إضافة إلى مشاركتها بمهرجان “عشتار تبدع” ومهرجان “كبار صغار” إلى جانب مشاركتها في تأليف أغنية حول التغير المناخي بالتعاون مع اليونيسيف وجمعية أنيس سعادة الخيرية، وقد كانت والدتها الداعم الأول لها.

طموحات كثيرة تحملها زينب التي تجذبها موسيقا إياد الريماوي ونصير شمة ويوردال توكان لتأمل بعد حصولها على شهادة التعليم الثانوي بدخول كلية الموسيقا لصقل موهبتها وتطورها حتى تتمكن من تحقيق أمنيتها الأقرب إلى قلبها في نشر الموسيقا في محافظتها وتعريف الناس بتاريخ وأهمية هذا الفن الساحر حسب تعبيرها.

راما ضوا

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency