أيام التراث السوري.. ندوة حول حماية التراث اللامادي

دمشق-سانا

ناقشت الندوة الثقافية التي أقامتها مديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة بالمركز الثقافي العربي بابو رمانة اليوم ضمن فعاليات ايام التراث السوري دور التوعية في صون التراث الثقافي غير المادي والتحديات الراهنة التي تواجهها الثقافة العربية وعرف الدكتور نضال غنام حسن باللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة وأهميتها بوصفها نافذة سورية على العالم الخارجي من خلال الوكالات والمنظمات العربية والاسلامية المتخصصة في التربية والثقافة والعلوم والاتصال ودورها في التنسيق مع اللجان الوطنية العربية والعالمية وتزويد مؤسساتنا الوطنية المعنية بكل ما هو جديد وتعريف العالم بحضارة سورية ومنجزاتها وثقافتها.

وتطرق حسن إلى دور منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو التي تشجع على حماية وصون التراث الثقافي والطبيعي في كل أنحاء العالم والذي يتسم بقيمة استثنائية بالنسبة للبشرية موءكدا ان مواقع التراث العالمي ملك لجميع الشعوب وتجسد ذلك في الاتفاقية الخاصة بحماية التراث العالمي والثقافي والطبيعي التي اعتمدتها المنظمة في مؤتمرها عام 1972 وصدقت عليها 186 دولة حتى الان.

2أما الدكتور فرح سليمان المطلق فاختار ان يتحدث عن المناهج التربوية ودورها في التوعية باهمية المصادر الثقافية التراثية المادية وغير المادية مشيرا الى مجموعة من المحددات التي يجب ان يتضمنها المنهج التربوي وهي ان يكون مرنا قابلا للتعديل واستيعاب التغيرات التي قد تحدث اضافة الى نقل الإرث الثقافي إلى الأجيال القادمة للارتقاء بها.

وبين ان الاتفاقات الدولية أكدت اهمية احترام التنوع الثقافي والقدرات الابداعية والتراث الانساني والحرص على ما لدى الاخرين لافتا الى اهتمام وزارة التربية في مناهجها بالتركيز على التراث المادي واللامادي وابراز اهمية الاثار في حياة المجتمع.

وتحت عنوان التراث الثقافي بين الهوية الوطنية والعولمة قدم الدكتور علي القيم محاضرة بين فيها ان المشكلة الاساسية التي تواجه الثقافة العربية في وقتنا الراهن هي مدى امكانية التصدي للتحديات الثقافية الناشئة عن الاوضاع الداخلية وتلك التي تثيرها المتغيرات الثقافية المتسارعة في الخارج والافادة منها في تشكيل وعي ثقافي متطور يدرس ويتابع ويفهم ويقبل وينقد التيارت والاتجاهات الفكرية الحديثة لنشر الثقافة العربية وتطويعها واستخدامها والارتقاء بها وفتح مجالات جديدة امام قوى الابداع والتعريف بها عالميا مع الحفاظ على مقوماتها الاساسية والاعتزاز بتاريخها وتراثها.

ولفت القيم الى ان التراث الثقافي غير المادي يشكل عاملا مهما في الحفاظ على التنوع الثقافي في مواجهة العولمة والحوار بين الثقافات كما أنه في تغير وتطور مستمرين ويزداد ثراء مع كل جيل جديد والكثير من اشكاله بات مهددا ومعرضا للخطر جراء العولمة.

وختم القيم بالتاكيد على ان صون التراث غير المادي يعني السهر على بقاء هذا التراث جزءا فعالا في حياة اجيال اليوم ونقله الى الاجيال المقبلة عن طريق اتخاذ تدابير صونية وتوثيقية واجراء الابحاث بشان المحافظة عليه والترويج له ونقله ولاسيما عن طريق التعليم واحياء مختلف جوانبه معتبرا أن صون هذا التراث مصدر مهم من مصادر التنمية الاقتصادية والسياحية.

وبدات الجلسة الثانية بمحاضرة للدكتور جهاد بكفلوني مدير الهيئة العامة السورية للكتاب عن دور الهيئة في حفظ وتوثيق التراث الثقافي غير المادي اشار فيها الى أهمية الكتاب الورقي في حفظ المعارف الانسانية وتوثيقها كونه يشكل حديقة غناء تجمع الافكار الانسانية مؤكدا أنه رغم التطورات التكنولوجية فان لهذا الكتاب جمهوره الذي لا يمكن ان يستغني عنه.

وبين بكفلوني ان وزارة الثقافة قدمت دعما غير محدود للهيئة السورية للكتاب لنشر كتب تتعلق بحفظ وصون التراث والمحافظة عليه وتخصيص سلسلة تعنى بالكتب التراثية ومتابعة إصدار دوريات تعنى بالتراث العربي.

بينما تحدث الدكتور مأمون عبد الكريم مدير المديرية العامة للاثار والمتاحف تحت عنوان اهمية الحفاظ على التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي عن اهمية حماية وتوثيق التراث بالتركيز على انواع الضرر التي لحقت بالتراث الثقافي السوري وكيفية التعاطي مع هذه الانواع ومجابهتها لتخفيف حجم الاضرار.

وتطرق الى الاجراءات التي اتخذتها المديرية العامة للآثار والمتاحف خلال الازمة وصولا إلى صناعة تجربة سورية خاصة بحماية الاثار مشيرا الى ان المديرية استفادت من وجود شبكة هائلة من الموظفين لديها بالتنسيق مع المجتمع المحلي الذين قاموا بدور كبير لانقاذ الاف المواقع الاثرية.

وعرض عبد الكريم لإجراءات مديرية الآثار والمتاحف للحفاظ على التراث شملت نقل القطع الاثرية الى اماكن امنة وتحصين المتاحف والتوثيق الالكتروني للقطع الاثرية والارشفة والتواصل مع المنظمات الدولية ذات العلاقة بالتراث والتواصل مع المجتمع المحلي لحماية القطع الاثرية وحشد جهود الموظفين لحماية التراث.

وفي محاضرة حملت عنوان التراث الثقافي غير المادي ومنهجية صونه ليكون قابلا للاستدامة اعتبر الدكتور طلال معلا ان الاضرار التي تلحق بالتراث الثقافي غير المادي السوري جراء الإرهاب لا تقل عما لحق بالتراث المادي لأن غياب حامل العنصر اللامادي يؤدي الى غيابه كليا في ظل عدم وجود مؤسسة قادرة على القيام بواجباتها تجاه هذا الامر.

واعتبر أن مفهوم التراث مازال محل اجتهاد واضافة وتعديل وكل الدول التي وقعت على الاتفاقية استفادت منها بما يخدم مصالحها وحددت تدابير الصون المعتمدة والتي تشمل اعتماد سياسات الصون وابراز التراث الشعبي اللامادي ورفع الوعي باهمية التراث الشعبي اللامادي وتطوير البنية المؤسساتية ووجود صندوق تمويل لدعم التراث اللامادي.

يذكر ان الندوة تستمر حتى يوم غد في المركز الثقافي العربي بابو رمانة متضمنة مجموعة من المحاضرات حول حماية التراث وصونه.

 

انظر ايضاً

مناقشة آلية تنفيذ المخيمات الصيفية بالتشاركية بين وزارة التربية ومنظمة اتحاد شبيبة الثورة

دمشق- سانا آلية تنفيذ المخيمات الصيفية السنوية التي تنظمها التربية والشبيبة وفق برامج تتضمن أنشطة …