دورات تدريبية مجانية بلغة الإشارة تجمع الصم مع أقرانهم السامعين

دمشق-سانا

في خطوة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية مع مجتمعهم أطلق فريق Creadeaf “الصم المبدعون” سلسلة دورات مجانية بلغة الإشارة تستهدف الصم وأقرانهم السليمين وذلك بالشراكة مع مؤسسة سند الشباب التنموية وبدعم وتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية.

افتتاحية سلسلة الدورات كانت بداية هذا الشهر واستمرت أسبوعين، وهدفت لتعريف السامعين بمجتمع الصم وبلغتهم، وذلك بمشاركة 30 شاباً وشابة بينهم طلاب ثانوية وجامعيون من مختلف الاختصاصات الجامعية مع المدربة رشا خازم عضو في (واي ال بي) برنامج القيادات الشابة، وهي من الصم ومسؤولة القسم العملي، وفرح التل الخبيرة والمترجمة المحلفة بلغة الإشارة ومسؤولة القسم النظري.

وتمحورت الدورة حول تعليم السامعين أساسيات لغة الإشارة وفق القاموس الإشاري وضرورة الوعي بأهمية نشرها وتعزيزها بين ابناء المجتمع المحلي، وتعليم الأحرف لتنتهي بتركيب الجمل وتشكيل حوار كامل وقصص بلغة الإشارة مع المدربة رشا.

أما الدورة الثانية التي كانت بداية الأسبوع الجاري فهي دورة إسعافات أولية موجهة للصم أساساً مع إمكانية حضور السليمين من الدورة الأولى، وبمشاركة 20 شاباً وشابة، حيث ركزوا على تعلم عدة أمور إسعافية منها: تقييم أولي للمصاب، فقدان الوعي والنوبات، المشاكل التنفسية، التنفس الاصطناعي، الإنعاش القلبي والرئوي، إصابات العظام والعضلات والمفاصل.

وقد قامت بالتعليم خلال هذه الدورة الدكتورة لمى العضل وهي طبيبة مقيمة  بمشفى المجتهد اختصاص جراحة العظام ومدربة إسعاف أولي وإنعاش قلبي رئوي، وهي من طلاب الدورة الأولى وتطوعت لتعليم الإسعافات الأولية خلال الدورة الثانية، بينما قامت فرح بترجمتها للصم.

فرح أوضحت لنشرة سانا الشبابية أن المتدربين خضعوا خلال الدورة الأولى لورشات عملية تفاعلية مع المدربة رشا إضافة للمعلومات النظرية التي قدمتها وذلك بهدف دمج الصم مع السامعين وتعزيز تفاعلهم مع بعضهم ما يسهم في تحقيق بيئة تعليمية شاملة ومتكاملة.

ونوهت فرح بأهمية هذه الدورات لتحقيق اندماج كبير بين العالمين (عالم الصم وعالم السامعين) وكسر الحواجز والصورة النمطية بينهم، والتعرف على آلية وطريقة الترجمة وحركاتها، وخاصة أن السليمين بحاجة لأكبر وقت ممكن لتعلم لغة الإشارة وكل ما يتعلق بها.

وبينت فرح أنه يتم وضع خطط الدورات القادمة آنياً وهي على شقين: الاهتمام بتعليم لغة الإشارة للأشخاص السليمين، وتدريب وتمكين الأشخاص الصم وسط جو من المحبة والتفاعل الإيجابي البناء فيما بينهم.

من جانبها أكدت رشا ضرورة التفاعل بين العالمين ما يساعد في تعزيز مشاركة الصم في مجتمعهم والتغلب على الصعوبات التي تواجههم والمشاركة في بناء الوطن وتطوره، مشيرة إلى دور مؤسسة سند في دعم الشباب بمختلف مستوياتهم.

من جهتها أكدت الدكتورة لمى أهمية تعلم لغة الإشارة لفئة معينة من المجتمع كالأطباء وخاصة أنها تعرضت لموقف كان فيه المريض من فئة الصم والبكم ما شكل لها حافزاً قوياً لتعلم لغتهم للتواصل معهم، ومن ثم تعليمهم الإسعافات الأولية الضرورية لكل إنسان لتدارك أو التقليل من احتمالية حدوث مشكلة صحية مهددة للحياة.

بدورها رأت الشابة سيدرا عاهد قديري طالبة الثانوية العامة والمشاركة بالدورات أن التدريب على لغة الإشارة من أهم وأمتع التدريبات لأنه يقوم على فكرة دمج مجتمع الصم بمجتمع السامعين وهو خطوة ناجحة وقوية حتى نستطيع توفير فرص عمل أكثر للصم والتواصل معهم بطريقة سهلة وممتعة، مشيرة إلى أن لغة الإشارة سهلة جداً لكنها تحتاج لممارسة دائماً والاقتراب من الصم بطريقة مباشرة كما يمكن تعليمها لكل الفئات العمرية.

بينما اعتبرت الشابة طالبة الأدب العربي آلاء موفق عرفة أن تعزيز تعلم لغة الإشارة أمر حضاري وإنساني يساعد على التآلف بين مختلف شرائح أبناء المجتمع كما يمكن الصم من إثبات أنفسهم وتقبلهم كأشخاص قادرين وناجحين والقضاء على ظاهرة التنمر.

ناصر القاضي مسؤول المشاريع في مؤسسة سند أكد أن الدمج المجتمعي بين ذوي الإعاقة والسليمين أحد أهداف “سند” لتسليط الضوء عليهم ودعمهم عبر مهارات يحتاجون إليها بحياتهم اليومية للتعامل مع الأزمات واستثمار طاقاتهم الكامنة وتوجيهها بشكل سليم في إطار دعم سائر الشباب الفعال والقادر على خلق التغيير الإيجابي مهما كان وضعه الصحي ثم تأهيله وتشبيكه لدخول سوق العمل في جو من الراحة والأمان.

دارين عرفة

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency