العسكري البطل علاء حمدان يتغلب على الإعاقة بافتتاح محل تجاري ينقله لحياة جديدة

حمص-سانا

لأنه كان سخيا إلى أبعد الحدود في تضحيته وعطائه أثناء أدائه واجبه المقدس في الدفاع عن حمى الوطن في منطقة البياضة في حمص فقد التف المجتمع حول الجندي البطل علاء رامي حمدان عندما أصيب جراء انفجار عبوة ناسفة أدت إلى بتر يده وفقدان بصره لتتدهور حالته النفسية توازيا مع وضعه المادي الصعب قبل أن تهرع جمعية كريم الخيرية لإنقاذ العسكري المغوار من براثن اليأس والإحباط فتدعمه لينهض بمشروعه الاقتصادي الصغير ويتجاوز المحنة التي ألمت به.

كنت بحاجة إلى المال والدواء والعلاج والدعم النفسي.. هكذا بدأ الجندي الشاب حمدان حديثه إلى نشرة سانا الشبابية مؤكدا أنه كان يعاني أوجاعا لا تطاق وإحساسا كاملا بالعجز قبل أن تتلقفه الحاضنة المجتمعية من حوله فتغدق عليه الاهتمام والرعاية والدعم متعدد الأشكال ليعود فيلتقط أنفاس الأمل بالغد مرة جديدة.

وأضاف حمدان ..”لم أدرك حجم المحبة والاحترام التي يكنها السوريون لأبناء جيشهم العربي السوري حتى رأيت الجميع يبذل أقصى ما بوسعه ليخفف عني هذه المعاناة البدنية والنفسية حيث جسدت جمعية كريم مثلا براقا للعطاء الأهلي عندما سارع القائمون عليها إلى تقديم العلاج والأدوية اللازمة لي والتي تلاها توفير طرف صناعي خفف من العجز الذي أعانيه جراء الإصابة وخاصة أن الشباب المتطوع في الجمعية داوم على زيارتي في المنزل بشكل دوري لتقصي احتياجاتي المختلفة”.

لم يتوقف عطاء الجمعية هنا كما أشار الجندي البطل إنما تعداه إلى دعم أكبر من خلال تمويله لافتتاح محل تجاري صغير لبيع المواد الاستهلاكية في قريته “الصايد” في ريف حمص وهو ما شكل نقلة نوعية بالنسبة له وخاصة أنه ينتظر مولوده الأول في وقت قريب.

على وقع المشروع الجديد بدأ حمدان يخرج من عزلته تدريجيا ليعاود اندماجه في المجتمع متكيفا مع حالته الصحية الجديدة بمعونة الأسرة و الأصدقاء وما إن باشر العمل في البقالية الصغيرة وبدأ بتحصيل قوت يومه حتى انفرجت أساريره مستعيدا إيمانه بنفسه وبقدرته على رعاية عائلته الصغيرة إذ بات قادرا على النهوض بمتطلباتها الحياتية إلى حد مقبول.

وأكد الشاب حمدان أن الدور والفضل الأكبر في هذه النقلة يعود أولا للجهود البناءة التي بذلتها الجمعية في دعمه وإلى والدته وأسرته التي وقفت إلى جانبه وتسانده باستمرار بما في ذلك مساعدته في عمليات البيع داخل المحل بالإضافة إلى جهود عديدة لكثير من حوله أتت من باب الامتنان لتضحياته في الحفاظ على أمن الوطن.

يطمح حمدان اليوم إلى تطوير عمله في مرحلة لاحقة ومضاعفة رأسماله الذي بدأ بمبلغ 200 ألف ليرة سورية فهذا المشروع هو بوابته نحو حياة جديدة يسعى فيها للاكتفاء المادي ليتمكن من تربية ابنه على المثل نفسها التي نشأ عليها والتي كانت وراء بذله الغالي والنفيس لأجل تراب سورية الطاهر.

يشار إلى أن جمعية كريم الخيرية أشهرت رسميا عام 2012 وتعنى بتقديم مختلف أنواع المساعدات لأسر الشهداء ولجرحى الجيش العربي السوري والمتضررين من جراء الأحداث الراهنة بالاعتماد على طاقم بشري يؤلفه أكثر من 300 متطوع.

فاتن خلوف