الشاب أكرم حاج عيسى.. نموذج مشرق لتحدي الإعاقة والتمسك بإرادة الحياة

حمص-سانا

بين ليلة وضحاها فقد الشاب أكرم حاج عيسى قدرته على الحركة إثر إصابته قبل عامين برصاصة طائشة أصابته بالشلل التام ورمته طريح الفراش، لكن إرادته القوية وحبه للحياة كانا طوق النجاة من هذه المحنة الصعبة ليواصل مشواره الدراسي فينجح في امتحانات الثانوية العامة، معتمداً على صوته فقط ويستعد لدخول الجامعة.

دعم كبير من الأهل والأصدقاء أعاد أكرم 18 عاماً إلى صفوف أقرانه وأبناء جيله من الشباب ليواصل مشوار الحياة بل لتكون قصته نموذجاً يحتذى به، حيث ذكر في حديثه لنشرة سانا الشبابية أنه وبينما كان نائماً في مكان مكشوف بجانب داره في بلدة تلبيسة بريف حمص الشمالي وإذ برصاصة غادرة أطلقها أحد المحتفلين بزفاف في نفس المنطقة تخترق نخاعه الشوكي فتصيبه بشلل كامل، الأمر الذي دمر نفسيته لثلاثة أشهر اعتزل الناس خلالها إلا أنه سرعان ما استجمع قواه وتسلح بالإيمان والعزيمة مصمماً على مواصلة دراسته.

خضع أكرم لامتحان السير ونجح فيه قبل أن يتقدم لشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي هذا العام وينجح فيها كذلك، مؤكدا أنه ينوي متابعة دراسته الجامعية في كلية الآداب قسم اللغة العربية تلبية لشغفه لتلبي بالكتابة الأدبية كونه يعشق قراءة القصص والروايات بكل أنواعها، حيث شارك عبر مواقع التواصل الإجتماعي بعدة مجموعات أدبية تبادل عبرها الرؤى والأفكار مع محاورين ومهتمين بالشأن نفسه.

وقال:”لا بد من تقديس الحياة التي وهبنا إياها الله واستثمار أوقاتنا بما ينفع وهو أمر متاح للجميع طالما أننا نمتلك العقل والإرادة فالإعاقة ليست بالجسد وإنما بالعقل، والسلاح الأمضى في مواجهتها هو التفاؤل، والصبر والإيمان بالنفس مسبب لتجاوز الصعاب”.

وثمن أكرم في ختام حديثه موقف جميع المحيطين به من أهل وأصدقاء وأساتذة ما مكنه حسب تأكيده وبفضل مساندتهم ودعمهم له أن يكمل مشوار حياته بحب وشغف، متجاوزاً إعاقته وعدم قدرته على الحركة فيبحر قريباً في علوم اللغة وآدابها ويطلع من نوافذ روحه على العالم.

تمام الحسن

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency