كفيف من درعا ينال المرتبة الأولى في قسم اللغة العربية

درعا-سانا

بالعزيمة والإصرار وانطلاقاً من شغفه باللغة العربية نال الكفيف الشاب عبد المؤمن وائل الصلخدي المرتبة الاولى في قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة دمشق بمعدل قدره 85.68 بالمئة.

والشاب الصلخدي من مواليد درعا عام 2001 روى خلال حديثه لساناً الشبابية كيف فقد بصره تدريجيا في الصف الثامن بعد إجراء عدة عمليات جراحية، مبينا انه تلقى تعليمه في مدارس المبصرين ببلدته انخل في الريف الشمالي لدرعا.

وقال: “إن دراسته في الشهادتين التعليم الأساسي والثانوية كانت تتم بمساعدة الأم والاخت وبشكل سماعي الى ان حصل على برنامج الناطق (قارئ الشاشة) في المرحلة الجامعية والذي اسهم بشكل كبير في تعزيز قدراته وزيادة معارفه وصولاً الى التفوق”.

وبين الشاب الصلخدي ان اختياره للغة العربية جاء نتيجة شغفه وحبه لها ونظراً للإيجابيات المتوفرة في هذا الاختصاص من حيث الإفضاء الى علوم أخرى كالشريعة والتاريخ وغيرها.

وقال: “اذا ملكت اللغة ملكت كل الاختصاصات فمن خلال دراسة اللغة العربية يمكن التعرف على التاريخ والعصور الادبية وما يميز العصر العباسي عن الاموي على سبيل المثال، كما يمكن التعرف على الدين وأصول الشريعة”.

وأكد ان حضوره في المرحلة الجامعية كان اساسياً من باب التمتع بلذة العلم وتعلم المنهجية ليستطيع في المستقبل الاسهام في التأسيس لجيل متمكن ذي فهم عميق للغة الأم، مبيناً انه في السنة الدراسية الاولى لم يحقق ترتيباً على مستوى القسم بسبب اعتماده على السماعي، لكن في السنة الثانية نال الترتيب الثاني بعد استخدامه لبرنامج الناطق (قارئ الشاشة) وحصل على جائزة الباسل للتفوق وواصل تفوقه حتى السنة الرابعة وحصل على الترتيب الأول بمعدل 85.68 بالمئة.

وعن طموحه أكد الشاب الصلخدي أنه تقدم لامتحان القيد والامتحان المعياري في جامعة دمشق وبانتظار المفاضلة للتقدم إلى الماجستير وبعدها للدكتوراه، مبيناً أنه سيختار اختصاص اللغويات أو النقد والبلاغة.

ودعا الصلخدي إلى رعاية المكفوفين في مدارس درعا بشكل أفضل وخاصة الذين يفقدون بصرهم أثناء دراستهم مع العمل لتأسيس مركز تقاني للمكفوفين يساعدهم على استكمال دراستهم وتحصيلهم العلمي.

والد الشاب عبد المؤمن المهندس وائل الصلخدي بين أن ابنه درس في مدارس انخل حتى الصف الثاني الثانوي ثم البكالوريا في مدرسة التفوق بمدينة جاسم، وكان منذ صغره محبا للعلم ومن الأوائل في صفه من المبصرين رغم دراسته بشكل سماعي وبمساعدة والدته وأخته.

وأوضح أن فقدان ابنه البصر منذ عام 2015 لم يمنعه من متابعة تحصيله العلمي، مؤكداً أن لديه عزيمة وإصرارا وأن الإعاقة كانت سبباً قوياً لتذليل كل الصعوبات التي واجهته، حيث حاول أن يترك بصمة أمل للجميع ويثبت من خلالها أن الإعاقة طاقة ويمكن أن تكون سبباً كافياً للتفوق والحصول على أعلى المراتب العلمية.

قاسم المقداد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc