لافروف: إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هي الحل الأساسي للصراع في الشرق الأوسط

موسكو-سانا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المحور الرئيسي للجهود من أجل حل الصراع في الشرق الأوسط يجب أن يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، مشدداً على أنه دون الحل النهائي للقضية الفلسطينية سيستمر الشعب الفلسطيني بالحياة في ظروف الظلم والاضطهاد.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده في موسكو اليوم لخص فيه نتائج العام المنصرم للدبلوماسية الروسية: إن “فرض خطط على الفلسطينيين في أروقة مكاتب الإدارة الأمريكية لن يكتب له النجاح، كما أن الغربيين أعاقوا ويعيقون كل الحلول لإنهاء الصراع، وبتقديرنا لما يجري من تطورات ليس فقط في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية بشكل عام، ولكن أيضاً حول العراق واليمن لا شك أن الولايات المتحدة وحلفاءها من بريطانيا وغيرها انتهكوا جميع القوانين والمعايير الدولية بما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي”، موضحاً أن بلاده ستشارك الإثنين القادم في جلسة مجلس الأمن، وستطرح مقترحاتها بشأن استئناف العمل الجماعي بعيداً عن أي محاولات لاحتكار جهود تسوية النزاع بشكل منفرد.

ورداً على سؤال لمراسل سانا في موسكو حول تشكيل الولايات المتحدة ما يسمى بالتحالفات الدولية سواء منها السياسية أو العسكرية أو البحرية والتي تشن عدواناً على اليمن وتواصل تقديم الدعم للكيان الإسرائيلي وتشجيعه على إبادة الشعب الفلسطيني والقيام بأعمال عسكرية ضد شعبي سورية ولبنان، قال لافروف: “إن الغرب يسهم بزعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها، حيث يستخدم الآن بنشاط خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية، كما أن مجلس الأمن الدولي لم يفوض أحداً بقصف اليمن، كما لم يفوض بضرب ليبيا سابقاً”، مضيفاً: “قصف الغرب ليبيا وحولها إلى ركام وتوجه عدد هائل من اللاجئين إلى أوروبا، وهذه لم تعد مشكلة الولايات المتحدة، وبالتالي أي تصريحات صادرة عن واشنطن الآن لا أساس لها من الشرعية”.

وتابع لافروف: “قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن منذ أيام في دافوس إن جميع بلدان الشرق الأوسط تريد وجود الولايات المتحدة وأن تلعب واشنطن دوراً في الشرق الأوسط، ولكن العراق مثلاً يطالب الولايات المتحدة بسحب قواتها، إلا أن الأمريكيين لا ينسحبون”.

ولفت إلى أن “الولايات المتحدة تروج لأجندتها في أنحاء العالم، ولكن بالمقابل يجب أن تعلم التطورات جميع شركائنا ودول المنطقة الإصرار على استمرار الحياة في المنطقة استناداً إلى الاستقرار والأمن”.

وحول الوضع في أوكرانيا، قال لافروف: إن “الغرب أدرك أن هدفه بالانتصار الاستراتيجي على روسيا تغير، وأمله بذلك هو مجرد وهم، وكل من درس التاريخ والجغرافيا في الغرب يمكنه أن يعيد التفكير واقعياً في ذلك.

وأوضح لافروف أن مجريات العام الماضي أثبتت أن العالم لا يقبل التصرفات الجيوسياسية للغرب الذي ما زال يحاول العيش على حساب الدول الأخرى وتسخير الدول لمصالحه واستغلالها، مشيراً إلى أننا “نعمل كل ما في وسعنا كي تكون العلاقات الدولية أفضل”.

وأشار لافروف إلى أن الغرب يتحدث عن صدام مباشر بين القوى النووية ما يقلص فرص الردع، وقال “هناك في الغرب يتحدثون بالفعل أكثر فأكثر عن احتمال حدوث صراع مباشر بين القوى النووية، ما يقلص في الغرب تأثير العوامل المقيدة ويجعلها أقل فأقل في هذا المجال”.

وانتقد وزير الخارجية الروسي النهج الذي يتبعه الغرب تجاه روسيا بإعلانها عدواً له، وأردف قائلاً: إن “هدفهم واضح، تحت شعار المعاملة بالمثل حاولوا بطريقة أو بأخرى ضمان السيطرة على ترسانتنا النووية، بتقليل المخاطر النووية لهم”، مشدداً على أن “المخاطر تنشأ بالطبع نتيجة للضغوط على روسيا”.

وحول تأثير العقوبات على الاقتصاد الروسي، قال لافروف: إن روسيا “تضع نصب عينيها عام 2024 مهمة التخلص من الاعتماد على الغرب في الاقتصاد وسلاسل التوريد”.

وبين لافروف “أن قرار انضمام دول جديدة إلى مجموعة بريكس يجسد أهمية الهياكل الإقليمية والدولية الجديدة وهناك 20 أو 30 دولة مهتمة بالتقارب مع بريكس، وبالتالي فإن هذه المجموعة بأعضائها الدوليين سيكون لها دور كبير على الساحة الدولية”.

وبالنسبة للتعاون الاستراتيجي الروسي الصيني، قال لافروف: إن هذا التعاون مفيد للطرفين ويسمح بالتوافق وتنفيذ المشروعات متبادلة المنفعة على نحو أسرع، وكذلك في مجال الفعاليات الإنسانية والتعاون الثقافي.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc

انظر ايضاً

لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي

موسكو-سانا أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوة بلاده إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي،