سيدات سوريات يحترفن صناعة الحرير

دمشق-سانا

مشغولات الحرير اليدوية طابع وهوية لتراث السوريين الأصيل وصلت سمعتها إلى جهات العالم الأربع فهي تمتلك علامة فارقة من حيث أناقة حياكتها وجودة خيطها إذ ما زالت أيدي السيدات السوريات تحافظ على هذه الحرفة من ألفها إلى يائها.

قالت يسرا عيد إحدى السيدات اللواتي احترفن تربية دودة القز وحياكة الحرير لنشرة سانا المنوعة إن تربية دودة القز تتطلب رعاية وانتباها بالغين لأن الديدان تحتاج لمناخ معين وشروط خاصة من أجل تربيتها وحدوث أي خلل في شروط التربية يؤدي إلى خسارة الشرانق جميعها لذلك تعتبر تربيتها مغامرة.

وأضافت عيد أن تربيتها تبدأ من بذور الشرانق الصغيرة التي تتغذى على ورق التوت لمدة أسبوع حيث توضع الشرانق في غرفة نظيفة معقمة مطلية إضافة إلى المحافظة على درجة حرارة الغرفة التي لا تزيد عن 28 درجة ونسبة رطوبة لا تقل عن 65 وإن حدوث خلل في هذه النسب يؤدي إلى خسارة الشرانق وأما غذاؤها ففي الأسبوع الأول يقدم ورق التوت مفروما بشكل ناعم ليتسنى للشرانق تناوله وفي الأسابيع التالية نزيد حجم فرم الورق لأن الدودة تكبر تدريجيا ويصبح بإمكانها تناوله بحجم وبكميات أكبر وتبدأ فترة تربية الشرانق بداية من العاشر من شهر نيسان وتحتاج من أربعين إلى خمسين يوما لتصبح دودة كبيرة جاهزة للإنتاج وتحمل هذه الشرانق تسميات مختلفة خلال مراحل حياتها مثل الخضرة /المقشة /الحمرا.

وتابعت ثم تبدأ مرحلة حل الشرانق التي تعتبر مهنة أخرى منفصلة بذاتها عن مهنة التربية وهنالك حرفيون مختصون بها حيث تحل الشرانق ويستخرج منها خيط الحرير وهنا تأتي مرحلة لف خيط الحرير الذي أيضا يعمل فيه حرفيون مختصون بلف خيوط الحرير وهي أيضا حرفة منفصلة عن حل الشرانق فهي تحتاج لحرفية في لف خيوط الحرير المستخرجة من حل الشرانق حيث تلف على مواسير صغيرة.

وأشارت عيد إلى أنه بعد عودة مواسير الحرير إليها تبدأ بغزل خيوطه لتنسج منها أجمل القطع الحريرية من شالات وكنزات ومفارش أسرة وجزادين وغيرها من روائع فن صناعة الحرير التي تلائم جميع الأذواق التي أهمها المنديل التراثي وهو تراث ريف محافظة حماة واللاذقية ودريكيش.

وأوضحت عيد أنها عشقت مهنتها تربية دودة القز وغزل وحياكة الحرير التي أعطتها من نتاج خبرتها لتواكب بها العصر ومتطلباته فهي تسعى دائما لحياكة الجديد من خيوط الحرير مثل شالات وربطات الرقبة الناعمة التي تناسب ذوق الشابات إضافة للحلي والتنانير والفساتين فهي تحافظ على مهنتها من الاندثار خاصة بعد أن أصبح محترفوها بعدد أصابع اليد فهي تراث سوري عريق له بصمته المميزة.

وختمت السيدة عيد أنها شاركت بمنتجاتها في عدة معارض ونالت منسوجاتها الحريرية إعجاب الزائرين خاصة السيدات الباحثات عن اقتناء قطعة من الحرير الطبيعي الخالص فهن يثقن بصناعة الحرير السوري الذي مازال شاهدا على عظمة حضارة وتراث الشعب السوري.

روهلات شيخو

انظر ايضاً

جدة ثمانينية من دير ماما امتهنت صناعة الحرير طوال ستين عاماً

حماة-سانا ثمانينية لم تثنها سنوات العمر الطوال، ولا مصاعب الحياة ومشقاتها عن إتقان