المال لأميركا.. والزوال للمشيخات..!!- بقلم أحمد ضوا

تعكس المشاهد المسربة للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع شيوخ وأمراء من ممالك وإمارات الخليج علاقة السيد بالأجير, وليس هناك أي توصيف آخر يعبر عن ذلك.

ما صدر إعلامياً عن لقاء كامب ديفيد حول إيران يجعل غير العارفين بالتهديدات الداخلية التي تؤرق دول الخليج يعتقدون أن إيران قاب قوسين أو أدنى من الهجوم على دول الخليج واحتلالها, وأن هذا البلد الذي يدعو إلى علاقات وطيدة مع دول الخليج العربي هو المهدد الوحيد للمنطقة, حيث لم ترد أي إشارة إلى العدو الإسرائيلي.‏

إن تصعيد دول الخليج الحديث عن التهديد الإيراني مع قرب توقيع الاتفاق بين إيران والغرب حول الملف النووي محاولة لإخفاء المخاطر الداخلية الحقيقية التي تهدد عروش ممالك وإمارات الخليج نتيجة دعمهم المتعدد الأشكال للتنظيمات الإرهابية وتوفير البيئات الفكرية والدينية لتفريخ الإرهابيين على مستوى بلدانهم وخارجها.‏

في السادس من شهر نيسان الماضي أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما العنان لبركان الرعب داخل الأسر الحاكمة بقوة الحديد والنار في الخليج العربي بقوله: «إن الخطر الأكبر الذي يتهدد دول الخليج هو السخط الشعبي داخل بلدانهم من الشبان العاطلين عن العمل, وإحساسهم بعدم وجود مخرجٍ سياسي لمظالمهم, وليس احتمال التعرض لهجوم تشنه إيران» الأمر الذي شكل صدمةً وعدم توازنٍ في دول الخليج العاجزة عن إنجاز أي إصلاح سياسي.‏

والمتابع لأداء وسائل الإعلام التابعة لهذه الممالك والإمارات بعد تاريخ هذا التصريح لسيدهم الأميركي يلاحظ ارتفاع نسبة الأخبار والبرامج التي تتحدث عن التهديد الإيراني, والهدف تحويل أنظار شعوبهم عن قضاياهم ومشاكلهم مع الأسر الحاكمة على الرغم من عدم حدوث أي تطور من إيران يهدد أمن واستقرار الخليج.‏

على ما يبدو أن هذه الأسر المتحكمة برقاب أبناء الخليج العربي أدركت خطورة ما صرح به أوباما, وفي ظل عدم رغبتها بإجراء أي إصلاحات سياسية أو اجتماعية وجدت في الهروب إلى الخارج السبيل لإلهاء الداخل, فكان العدوان السعودي على اليمن, واعتباره ساحة «لتصفية التدخل الإيراني في منطقة الخليج», وكان السعار الإعلامي من مجموعة من المحللين السياسيين المرتزقة ضد إيران ورغم كل ذلك بقي الخوف والهلع ينتشران في هشيم أوصال الأسر الخليجية الحاكمة من «ربيع خليجي قادم».‏

إن تصوير الذهاب الخليجي إلى منتجع كامب ديفيد في إطار السعي إلى حماية دول الخليج العربي من الخطر الإيراني كذبة كبيرة, والدلالة الأكبر لها تصريح أوباما، فالهدف الأساس هو مساومة أميركا على حمايتها الأسر الحاكمة في الخليج من خطر شعوبها القادم لا محالة مقابل إغراءات مالية لا تقدر بثمن, والعارفون ببواطن الاقتصاد الأميركي يعون مدى حاجة الخزائن الأميركية للمال في ظل الأزمة الاقتصادية.‏

طبعاً واشنطن قبلت بالمساومة -ومتى كانت أميركا تهتم بشعوب المنطقة- والحديث عن التعاون الإستراتيجي مع دول الخليج في وجه التغييرات والتحديات التي تواجهها, ولكن أميركا ستأخذ المال ومشيخات الخليج إلى زوال.‏

صحيفة الثورة

مقالات سابقة بقلم أحمد ضوا

غرفة الشائعات يديرها السفاح الجديد

حملة الشائعات والعقول الملوثة!!

انظر ايضاً

أمسية عزف منفرد للموسيقي الأكاديمي غطفان أدناوي بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق

دمشق-سانا أحيا الموسيقي الأكاديمي غطفان أدناوي أمسية عزف منفرد على آلة الكمان أقامتها هيئة دار …