الشاعر جابر علي خليل.. قصائد تحاكي الناس والمجتمع

اللاذقية-سانا
تتجلى مسؤولية الكاتب بالدرجة الأولى تجاه مجتمعه وهذا ظهر من خلال كتابات الشاعر جابر علي خليل الإبداعية وقصائده التي عكست صورة المجتمع الإنساني في رسالة أدبية وأخلاقية كان لها أثر واضح على موقعه الابداعي في الساحة المحلية دون الابتعاد عن رموز الرومانسية التي تلهم الشاعر وتبث الروح في نتاجه وأهمها المرأة والوطن عبر أسلوب أدبي لافت.
وقال الشاعر لـ سانا إن ميلي الأدبي بدأ في سن مبكرة بعد المرحلة الابتدائية حيث قرأت للشعراء الكبار أمثال المتنبي وبدوي الجبل ونزار قباني ومحمود درويش وبعض الأدباء الرومانسيين مثل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ورسول حمزاتوف وديستوفيسكي وهذا أوجد لدي نوع من الاهتمام بدأت بعدها
بالكتابة بشكل بسيط ونشرت أول قطعة كانت عبارة عن سبعة أبيات في الشعر العمودي بعنوان “طموح النفس عام 1976 في مجلة الثقافة الأسبوعية بدمشق وكانت قصيدة اجتماعية تتحدث عن طموح وأمل عند الإنسان لأواظب بعدها على نشر نتاجي في صحف ومجلات سورية ولبنانية.
وعن تأثير الطبيعة والمكان في شعره أوضح كتبت عدة قصائد تتحدث عن المكان وأهمها قصيدة عن اللاذقية بعنوان “يا أم هذا الكون” ونالت الجائزة الأولى عام 1992 بمهرجان أذار كما نظمت قصيدة “زفاف البشائر” ذكرت فيها عدة أماكن وقرى في محافظة اللاذقية.
وتابع شاعرنا.. لا يوجد أديب بدون رسالة مع اختلاف أيديولوجيتها وطريقة وصولها إلى المتلقي أو المجتمع فمنها كما جاء في وصف ديستوفيسكي بأن الأدب لا يهدم جدارا ولكن قد يشير إلى النقطة التي يتهدم منها الجدار فالأديب حصرا تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعه لأنه جزء لا يتجزأ منه وتطوره
فالتأثير بين الأدب والمجتمع متبادل.
وحول الأزمة الراهنة في سورية قال لاشك أن هناك بعض الأدباء كان لهم دور سلبي إما عن قصد أو غير قصد فمنهم الانتهازي والوصولي ومنهم من يحمل هم الوطن والمجتمع بكل جوارحه ومع هذا أرى قلة من الأدباء الذين لم تتحرك مشاعرهم وينتفض ألمهم للذي جرى في هذه الحرب على سورية.
وعن تأثير المرأة ونصيبها في شعره اوضح انه طالما كان للمرأة نصيب وافر في الشعر فالمرأة منذ العصر الجاهلي كانت رمز الخصب والعطاء وعبر العصور صار يرمز لها أحيانا بالأرض واحيانا بالشجرة على اختلاف قربها أو بعدها من الاديب أو الشاعر بشكل خاص فهي الأم والأخت والحبيبة والصديقة وهي الدافع والمحرك لكل ابداع.
وفيما يتعلق بالنقد واهميته اعتبر أن النقد اصبح اقل من الابداع ولا يوجد نص نقدي موضوع بشكل بعيد عن العلاقات الشخصية إلا ما قل وندر ونحتاج إلى تربية ثقافية طويلة تكرس معرفة مجتمعية للوصول إلى نقد علمي بناء وموضوعي يعطي المبدعين حقهم ويحثهم على الابداع اكثر ويفتح امامهم افاقا ومجالات لا تخطر ببالهم.
وعن مراحل كتابته وخروج القصيدة الى النور بين انه لابد من مرحلة كمون لأي موضوع كان وعندما يشرع في الكتابة ينتظر اللحظة التي تجر الكلمات القلم والتي تكون انعكاسا لمرحلة ما قبل الكتابة وهي مرحلة الكمون والصراع والألم مع الذات التي يعيشها الشاعر قبل ولادة أي قصيد.
وأشار إلى أن الحالات الانسانية “الفرح أو الحزن” تؤثر فيه بشكل كبير فهي من الناحية الفلسفية حالة انفعالية وانسانية بنفس الوقت وهو يكتب بكلا الحالتين ولكن احيانا يكون الحزن كبيرا ولحظات الحزن والالم في الحياة اكثر بكثير من لحظات الفرح وبالتالي فإن الأدباء ميالون للحزن اكثر فالكتابة كما وصفها ديستوفيسكي هي مهنة حزينة.
يذكر أن الشاعر خليل من مواليد عام 1958 وهو خريج كلية الفلسفة من جامعة بيروت العربية عام 1983 وله ديوانان الأول صدر عام 1996 تحت عنوان “ضفائر من خيوط الشمس” والثاني تحت عنوان “طيف” صدر عام 2010 الى جانب ديوان قيد الطبع حاليا.
بشرى سليمان