قصائد وطنية ومحكية وقصص قصيرة في مهرجان اتحاد الكتاب الفلسطينيين

دمشق-سانا

تضمن المهرجان الشعري الذي أقامه اتحاد الكتاب الفلسطينيين اليوم عددا من القصائد الشعرية والمحكية التي عبرت عن معان اجتماعية ووطنية وإنسانية وعاطفية إضافة إلى قصص قصيرة بمشاركة عدد من الشعراء وكتاب القصة.

بدوره ألقى الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق عددا من نصوصه التي تنوعت بين النثر والموزون مقتصرا على المعاني الوطنية والإنسانية بأسلوب أراد أن يؤدي خلاله قصيدة متعددة الأسس والجوانب الفنية فقال في قصيدة نصف ونون.. تحرك يا جدار الصمت وانطق .. لسانا في دواخلك السكون ولملم شطر نصفيك الحيارى .. فإن الموت من نصف يكون فأما أن تعيش بمجد حرف .. ويسمو في منابرك الأمين واما ان تبوء بذنب غر .. ضعيف النفس تأخذه الظنون.

في حين ألقت الشاعرة وليدة عنتابي نصا ايحائيا التزم موسيقا شعر التفعيلة واسقط قصة الأندلس ومأساة العرب على الحاضر الاجتماعي بأسلوب نفسي عبرت فيه عن هموم اجتماعية ووطنية عبر الرمز والدلالة فقالت في قصيدة القبلات الاخيرة لعاشق عربي.. قدر يداورني .. وانتعل الطريق المستحيل إلى مداه عبثا أهجئء أحرف السر المعلق في سماء تحتلني جبلا من الاوهام ..ذاكرة التراب وفي قصيدته شئ يشبه المرض عبر الشاعر رضا الرفاعي عن تطلعات عاطفية لشاب عاشق يمثل شريحة من جيل شبابي وذلك على تفعيلات البحر الوافر التي التزمت القافية والروي فقال.. سبى عقلي وأمرضني الحبيب .. فلا يأسى علي ولا أتوب ويعلم أنني في الحب غر .. وللأغرار تغتفر الذنوب.

وألقى الشاعر محمد الحمود قصيدة بعنوان سماء وبر وبحر كثف فيها معاني إنسانية عبر الكون والطبيعة وبأسلوب حديث يرتكز على التراث والاصالة فقال.. لي الحق أن اعلو الى أي قمة .. أراها بعيني الفؤاد جمالا وأن ارتقي حتى أصير كسدرة .. أقدس أرضا لا أخون جلالا ولا حق لي في أي وقت وحقبة .. لان أعتلي أهلي وأن اتعتالا واستخدم الشاعر قصي عبدو في نصه النثري الحصادة الصفراء الرمز الدال في بنية المعنى الشعوري الذي أراد ان يصل خلاله الى حالة فنية جديدة وفق الاستعارات التي سخرها لتعابيره فقال.. إنني في الكرسي الذي خلفك .. أراك بعينيك ذاتها.. هنا وهناك .. الحصادة الصفراء .. لوت أعناق السنابل ..والفزاعة أيضا.

أما مشاعر ماهر محمد في نصه المحكي الذي جاء بعنوان سامحتي يما رأى فيها أن الأم هي أقدس المخلوقات والكائنات وصانعة الإنسان وهي جديرة بالاحترام والتقديس والتقدير وذلك عبر سرد غنائي تحركه النغمة الموسيقية والعاطفة الإنسانية ومن النص أخ لو كنت تعرف .. أنو كل هالدنيا أم …ما كنت زعلتها ولا هملتها .. ولا خليتها تلم دموعها لم .. خليك مرضي ما تترك ..يلي سوتك سيد الناس .. وصاحب علم.

وكانت قصة سوسن رضوان بعنوان باكوربان قد جاءت بأسلوب سردي بسيط قريب من المقالة إلا أنه يحمل عاطفة والقا انسانيا عبرت خلالها عن حالة اجتماعية إنسانية في قصة حب رومانسية.

وعن رأيه بالمهرجان قال الناقد أحمد نصار إن ما نقوله الآن هو انطباع يأخذه الخيال من اللحظات الأولى لسماع النصوص ولا يشكل منهجا نقديا فالشاعر العتيق قدم زخرفة شعورية وترسيما مشهديا لحالة البوح الفنية إضافة إلى رموز مكثفة تنطبع في الذهن بشكل جميل كما ان وليدة عنتابي نجحت في التعامل مع التناص الذي جاء فاتحة نصية مباغتة لتركيب شعري ملئ بالمفاجأت.

تباينت المستويات واختلفت من حيث المستوى الفني الذي تفوق فيه العتيق وحمود وعنتابي والرفاعي ثم كانت هناك محاولات اقتصرت على النظم والعاطفة وأخرى ضعيفة لا تقترب من الشعر في حين كان النقد يعبر عن انطباعات خاصة جدا لا ترتكز على المنهج.

محمد الخضر