الشعر والقصة يتقاسمان أمسية أدبية في ملتقى جرمانا الثقافي

دمشق -سانا

تقاسم الشعر والقصة الأمسية الأدبية التي أقامها فرع اتحاد الكتاب العرب لريف دمشق ضمن نشاطات ملتقى جرمانا الثقافي بالمركز الثقافي العربي في المدينة بمشاركة القاص سهيل الشعار والشاعر جهاد الأحمدية اللذين قدما موضوعات متباينة تناولا فيها قضايا اجتماعية وإنسانية مستخدمين في ذلك استعارات وإسقاطات ليصلوا إلى المعنى الإنساني الذي يريدانه.

وفي قصة الطيور التي ألقاها القاص سهيل الشعار اشتغل الكاتب على اسقاط حالة الطيور ووفائها وعودتها إلى صاحبها بعد تحليقها إلى السماء ليبين أن هناك أيضا طيورا تفرط ببيئتها وبالمكان الذي عاشت فيه حيث استخدم الشعار الدلالات في سياق السرد القصصي على حساب الحبكة إلا أنه وفق بالاستعارات التي استخدمها واسقطها على الحالة الإنسانية.

أما في قصة الغول التي ألقاها فكانت أكثر ابتعاداً عن الواقع برغم معناها بأن هذا الكائن الخرافي كان يستخدم سابقاً لتخويف الأطفال ثم تصل القصة بالنتيجة إلى أن الخوف هو عبارة عن حالة نفسية يجب أن تزول لأن الغول ظاهرة غير موجودة.

أما الشاعر جهاد الأحمدية فألقى عدداً من القصائد التي تميزت بعفويتها وبساطتها وذهبت إلى معالجة الواقع الاجتماعي والنزوع إلى احترام جوهر الإنسان وسمو قيمته مستخدما الألفاظ الموجودة في الطبيعة مع النغم الموسيقي الهادئ والهادف إلى تحريك عواطف المتلقي حيث قال في قصيدة أغنية القمح..

ابذر القمح .. المحبة .. في قلوب الناس
أطفىء بعض جوعي
أمطر البسمات فوق ترابهم حينا
وأحيانا دموعي

وفي قصيدته التي جاءت بعنوان “دمشق الحدائق” صور في معانيها جمال الشام وحدائقها وكون عباراته من أشواقه وحبه للشام فقا:

ما لي أراك اليوم
باسمة الحدائق يا دمشق
ما لي أرى خديك
أزهر فيهما .. قمر الشآم اليعربي
فأقمرت أحلامنا واخضوضرت آمال.

وعن رأيه في الأمسية قال الناقد الدكتور غسان غنيم مدير التأليف والنشر في الهيئة العامة السورية للكتاب إن ما قدمه جهاد الأحمدية يحمل شاعرية فياضة تدخل إلى القلوب وهي حالة شعرية جميلة تدل على موهبة شعرية معتبرا أن الأحمدية يمثل حالة وسيطة بين نزار قباني وشعراء آخرين.

وأضاف غنيم بالنسبة لسهيل الشعار “قدم في قصته الأخيرة مادة لم تصل إلى تقنيات القصة ولا تمثل حالة قصصية فهي تحتاج إلى حدث لا أن يتحدث صاحب النص عن الحدث إضافة إلى أن اللغة تحتاج إلى المزيد من التركيز”.

في حين قال الدكتور الناقد عاطف بطرس “جاءت الصورة الشعرية في نصوص الشاعر الأحمدية مرهقة فهي تحتاج إلى توطين الانفعال لخلق حالة من التواصل مع المتلقي أما القاص سهيل الشعار فهو يحتاج إلى النظر بشكل جدي إلى ضبط أواخر الكلمات التي وردت في قصصه”.

وبرأي بطرس فإن قصة الطيور والغول جاءت في لعبة على الواقعية السردية والعفوية وإن السرد فيها يكون حكاية وتضاد مع دلالة رمزية حول العلاقة مع الوطن إضافة إلى الخاصية العفوية في السرد فيما اعتمد الدكتور راتب سكر في مداخلته على التصدي للدلالات بشكل مغلوط وتحليل بعض المعاني في غير مكانها.

وقالت الناقدة آنا أبو غاوي تميزت قصائد الشاعر الأحمدية بما تمتلكه من صور وموسيقى ولاسيما في قصيدة فيروز إلا أن القاص كانت كتاباته قريبة من السرد العادي الذي يصل إلى المقالة”.

وختم الشاعر والناقد الدكتور نزار بريك الهنيدي بالقول إن ملتقى جرمانا الثقافي استقطب معظم الكتاب والأدباء المقيمين في جرمانا والفنانين التشكيليين وقدم ثقافة متنوعة ومتطورة في تحد واضح للظروف المفروضة على سورية لتدل على حضارة الإنسان السوري وثقافته.

محمد خالد الخضر

انظر ايضاً

الشعر والقصة يزينان أمسية أدبية في اتحاد كتاب حمص

حمص-سانا غلب الطابع الوجداني على قصائد وقصص الأدباء والشعراء الذين أحيوا أمسية أدبية في اتحاد …