رئيس الحكومة التشيكي الأسبق: رهان الأمريكيين على وجود معارضة معتدلة في سورية هو سبب استمرار الأزمة

براغ – سانا

أكد رئيس الحكومة التشيكي الأسبق ييرجي باروبيك أن رهان الأمريكيين على وجود معارضة معتدلة في سورية هو سبب استمرار الأزمة داعيا الغرب إلى تغيير موقفه من هذا الملف وقراءة الواقع بدقة.

وقال باروبيك في مقال نشره موقع قضيتكم الالكتروني “إن الطليعة السياسية الغربية أخفقت في توقع تطورات الأمور في سورية كما أخفقت في ليبيا فالنظام العلماني في سورية يتصدى وبنجاح منذ أكثر من أربعة أعوام لمحاولات الغرب إسقاطه”.

وأشار باروبيك إلى أن القيادة السورية واجهت أوضاعا صعبة خلال الأزمة واجتازتها بنجاح محذرا من أن إسقاط الحكومة السورية يعني “وصول إرهابيي داعش والنصرة إلى الحكم”.

ودعا باروبيك الغرب إلى “الاختيار بين العمل مع الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد من أجل ايجاد حل سياسي يضم المعارضة والحكومة وبين تسهيل وصول تنظيم داعش الإرهابي إلى الحكم وما يعنيه ذلك من وقوع مجازر”.

وقال باروبيك “إن سورية هي حليف لروسيا وإيران الأمر الذي يعني في اللعبة الجيوسياسية أنها تعيق الغرب في تنفيذ مخططاته وكذلك خطط اسرائيل وبعض الدول العربية المحافظة وأحلام العثمانية الجديدة لتركيا”.
وأضاف باروبيك “إن الأحلام التركية هي التي تبددت أولا حيث كانت حكومة رجب أردوغان تعتقد واهمة بأن الإخوان المسلمين هم الذين سيحكمون سورية وأن اردوغان سيكون الراعي لهم”.

وأشار باروبيك إلى أنه بعد مرور سنوات على الأزمة لاتزال القيادة في سورية مستمرة بالصمود كما أن “الرئيس الأسد فاز بالانتخابات الرئاسية العام الماضي بنسبة عالية”.

وشدد باروبيك على أن بعض مشيخات وممالك الخليج تواصل تقديم الدعم المالي والعسكري لتنظيم داعش الإرهابي بينما لايزال تأثير الهجمات الجوية لدول تحالف واشنطن محدودا.

وقال باروبيك “إن الطريق إلى مدينة تدمر من الشرق هو صحراوي ومكشوف وإرهابيي داعش سلكوه من مسافات بعيدة ورغم ذلك لم تشاهد طائرات هذا التحالف قوافل داعش وهو ما يثير الاستغراب”.

وانتقد باروبيك بعض المعلقين الصحفيين التشيك والغربيين الذين يتحمسون للحديث عن قرب سقوط الحكومة في سورية متسائلا عن سبب هذا الحقد الذي يمنعهم من اجراء “تقييم عقلاني ” للوضع والبحث عن “مخارج واقعية”.