“الداء الزلاقي” ألم البطن ونقص الوزن والاكتئاب أهم أعراضه

حماة-سانا

يعاني بعض الأطفال من تأخر في النمو ويبدون انزعاجا وضيقا دائما يترافق مع أعراض منها اللون الشاحب وانتفاخ البطن بينما المؤخرة مسطحة والبراز صلب وقاس ويرجح الأطباء في هذه الحالة إصابة الطفل بالداء الزلاقي.

والداء الزلاقي اضطراب هضمي يستمر غالبا مدى الحياة وينجم عن عدم تحمل مادة الغلوتين الموجودة في القمح وكل ما هو مشتق منه وفقا للدكتور بسام هنداوي اختصاصي أمراض الأطفال الذي يبين أن هذا الداء غالبا ما يكون وراثيا ويصيب الأشخاص من مختلف الفئات العمرية لكنه قد يظهر في مرحلتين الأولى في الطفولة المبكرة بعمر بين 8-12 شهرا والثانية في منتصف العمر.

ويوضح الدكتور هنداوي أنه عند إصابة الطفل بالداء الزلاقي يرتكس الجسم تجاه مادة الغلوتين نتيجة اضطراب مناعي فيه مما يسبب تأذي الزغابات المعوية وتسطحها وارتشاحها بالخلايا الالتهابية وبذلك يصبح جسم الطفل المصاب غير قادر على امتصاص الفيتامينات والمعادن وغيرها من العناصر الغذائية الضرورية لنموه وتطوره ويصبح عرضة لسوء التغذية وفقر الدم وتخلخل العظام وبطء النمو الطولي ونقص الوزن والتعب والإعياء.

وعن أسباب الداء الزلاقي يبين الطبيب الاختصاصي “أنه لم يعرف السبب الحقيقي للاضطراب حتى الآن ولكن من المؤكد وجود استعداد وراثي للإصابة وبذلك تشاهد الحالة في بعض العائلات أكثر من غيرها”.

وتتشابه أعراض الداء مع أعراض أمراض أخرى كمتلازمة القولون المتهيج وعدم تحمل اللاكتوز مما قد يصعب تشخيصه حسب الدكتور هنداوي الذي يشير إلى أهم الأعراض التي يمكن أن تظهر على الطفل المصاب كحدوث إسهال متكرر ومتواصل وألم وانتفاخ في البطن وضمور في العضلات ونقص الوزن وبطء النمو وتهيج الطفل وتعبه السريع وإصابته بالاكتئاب وحدوث طفح جلدي وتقرحات في الفم إضافة إلى تأخر البلوغ.

ويذكر الاختصاصي أن أعراض المرض قد لا تظهر إلا بعد وقوع حدث مهم في حياة الطفل أو المراهق كتغيير المدرسة أو الإصابة بمرض شديد أو وقوع حادث ما كما يحفز الحمل عند السيدات المصابات على ظهور الأعراض.

وعن تشخيص الداء الزلاقي يبين هنداوي أن الطبيب لا يستطيع وحده تشخيص الإصابة نظرا لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى كثيرة حيث يتم التشخيص بالاستماع إلى قصة الطفل المرضية وفحصه بدقة وطلب بعض التحاليل المخبرية للدم والتي تشمل معايرة أضداد الأندوميزيوم وأضداد الترانس غلوتاميناز والأضداد المناعية العامة وإذا كانت النتائج إيجابية تجرى خزعة للمعي الدقيق لتأكيد التشخيص.

وحول علاج المرض يبين الاختصاصي أنه لا يمكن الشفاء الكامل من الداء الزلاقي إلا أن الطفل المصاب يمكن أن يعيش حياة طبيعية بإتباع حمية غذائية خالية من الغلوتين ومن حسن الحظ فإن الزغابات المعوية تستعيد عملها بعد إتباع الحمية لكن هذا يتطلب وقتا طويلا.

ويقول الدكتور هنداوي “أن معظم الأطفال يشعرون بتحسن خلال أيام قليلة من تطبيق الحمية لكن هذا لا يعني مطلقا التخلي عن الحمية بمجرد التحسن والعودة لتناول مشتقات القمح” مبينا ضرورة تزويد الطفل بالحديد والفيتامينات في حال نقصها.

ويدعو الدكتور هنداوي أمهات الأطفال المصابين بالداء الزلاقي لقراءة محتويات الطعام قبل تقديمه للطفل المصاب وتعلم طريقة تحضير وجبات بديلة عن الطحين والقمح يستطيع الطفل من خلالها الحصول على جميع احتياجاته الغذائية.

وعن أهم الأطعمة الحاوية على الغلوتين والواجب تجنبها هي القمح والطحين والبرغل ومنتجاتها كالخبز والكعك والمعجنات والبسكويت وشراب القمح أو الشعير وملونات الكراميل والشوفان الذي قد يختلط أثناء التحضير بالقمح رغم خلوه من الغلوتين.

سالم الحسين