الشريط الإخباري

المتفوقون في حلب واللاذقية: سلاحهم الجد والالتزام وطموحهم بناء وطن العلم والسلام

اللاذقية-حلب-سانا

تستمر مسيرة النجاح والتفوق كل عام بشباب سوري تسلح بالجد والاجتهاد ليصل إلى طموحه الأسمى في بناء وطن العلم والسلام فقصص تفوق الطلاب الأوائل على مستوى سورية في شهادة التعليم الأساسي لعام 2015 في محافظتي اللاذقية وحلب تحمل في مضمونها إصرارا على استمرار مسيرة العلم والوقوف في وجه الإرهاب التكفيري الذي يتعرض له وطنهم وأمل بمستقبل مزهر وواعد يبنى بسواعد شبابه.

ففي محافظة اللاذقية التي قدمت للعام الدراسي الحالي ثلاثة طلاب متفوقين على مستوى سورية تقاطعت قصص تفوقهم من حيث الالتزام والطموح والتنظيم واختلفت في خصوصية شخصية وهواية كل منهم، فالطالبة المتفوقة حنان محمد حبيب الحائزة المرتبة الأولى على مستوى المحافظة والقطر بعد نيلها الدرجة الكاملة 3100 في شهادة التعليم الأساسي من مدرسة الشهيد “ابراهيم محفوض” اتبعت أسلوب دراسة يقوم على أساس متابعة دروسها في المدرسة ولم تعتمد على الدروس الخصوصية وإنما اتبعت دورة صيفية لمنهاج مادة الرياضيات واللغات مع إشراف مباشر من والدتها.

ومارست حنان حياتها بشكل طبيعي خلال العام الدراسي من حيث ممارسة هواياتها في الرسم والموسيقى ولم تنقطع عنها إلا فترة المراجعة النهائية للامتحان، مبينة لمراسلة سانا أنها كانت تقضي يوم العطلة الأسبوعية بين أحضان الطبيعة بإحدى قرى الساحل السوري، منوهة بأهمية المذاكرات المدرسية كونها فرصة للإعادة وتركيز المعلومات في حين تعد نتائج الفصل الأول مؤشر مهم لتقييم وضع الطالب خلال العام.

وذكرت والدة حنان الدكتورة في كلية الزراعة بجامعة تشرين بسيمة الشيخ أن موضوع التفوق هو فعل تراكمي يبدأ من الصفوف الأولى في المدرسة وهو نتيجة تعاون وتفاعل بين الطالب والبيت والمدرسة، موضحة أن أي خلل بين العناصر الثلاثة يؤثر على نتيجة العملية التربوية، مشيرة إلى أن شهادة التعليم الأساسي كانت فرصة لإثبات ابنتها تفوقها خاصة أن مثلها الأعلى هو أختها زينة التي سبقتها في مسيرة التفوق وهي اليوم طالبة في كلية الطب البشري.

وقدمت والدة حنان الشكر لأساتذة ابنتها وقالت “إن تفوق ابنتي اليوم أهديه لأبطال الجيش العربي السوري ودماء الشهداء الأبرار الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن”، مؤكدة أهمية قيام كل فرد في المجتمع بواجبه وكل من موقعه لبناء جيل مسلح بالعلم والأخلاق.

ويعد تنظيم الوقت والمتابعة مع الأساتذة في المدرسة من أهم عناصر التفوق بالنسبة للطالبة صبا أحمد يونس التي نالت الدرجة 3094 منوهة بدور الكادر التدريسي بمدرسة الشهيد “ابراهيم محفوض” الذين استطاعوا أن يقربوا بين الطلاب وجميع المواد.

وأكدت صبا أن التفوق بالنسبة لها لا يحتاج إلى ساعات دراسة طويلة بل إلى التركيز الجيد وساعات نوم كافية مضيفة “إن التفوق هو طموح شخصي اعتمدت لتحقيقه على الاجتهاد والمثابرة عبر سلسلة الصفوف السابقة وإن حالة التكريم في المدرسة عبر سنوات الدراسة السابقة أمام زملائها وفي ساحة المدرسة أمام التلاميذ والأساتذة شكل حافزا للاستمرار بمسيرة التفوق”.

وذكر والد صبا الدكتور أحمد يونس المحاضر في كلية الهندسة بجامعة تشرين أن دوره مع ابنته كان في التخفيف من حالة التوتر والضغط في مرحلة مراجعة المنهاج والتي تتطلب تحفيز الطالب، موجها الشكر للإعلام الوطني لاهتمامه بالإضاءة على المتفوقين علميا طيلة الأعوام السابقة ما شكل دافعا قويا للنشاط الدراسي وحافزا إيجابيا لتطوير الشباب بناة المستقبل.

من جهته أوضح حسين سميح اسبر الثالث على محافظة اللاذقية من مدرسة الشهيد “وهيب عيسى” في مدينة جبلة والذي نال درجة 3093 أنه اعتمد بأسلوب دراسته على تنظم وقته والتحضير المسبق للدرس ما مكنه من الاستفادة من شرح المعلم والإجابة على تساؤلاته.

وأوضحت والدة حسين القابلة القانونية عبير عكرم أن ابنها يقضي وقته بالمطالعة وكتابة المواضيع الأدبية مستفيدا من تجارب وخبرات إخوته.

وفي محافظة حلب تمكن الطالبان كرم وروض من مدينة حلب من تحقيق التفوق ونيل المرتبة الأولى على المحافظة حيث نالت الطالبة روض عبد الجبار الشيخو علامة 3095 فيما نال الطالب كرم مأمون ديوب علامة 3093 متحدين بذلك الظروف الصعبة التي تعيشها محافظة حلب.

وبلقاء الطالبين المتفوقين لمسنا قواسم مشتركة جمعت بينهما منها الإصرار على التفوق ورعاية الأهل والاهتمام بهما والأجواء والظروف التي هيأتها مديرية التربية بحلب حيث أكدت الطالبة روض لمراسل سانا أن سعيها للتفوق وطموحها بالتميز مكنها من تنظيم أوقات دراستها منذ الصباح الباكر تتخللها ساعات استراحة، معربة عن املها في متابعة دراستها وتحصيلها العلمي لتنال الشهادة الثانوية وتدخل احد فروع الجامعة كالطب أو الهندسة.

وأشارت إلى أنها استمرت بدراستها رغم جميع الظروف التي تعيشها محافظة حلب وخاصة ما تسمعه يوميا عن جرائم التنظيمات الإرهابية المسلحة وما تقوم به من قصف للأحياء الآمنة وما يؤدي ذلك إلى استشهاد واصابة العديد من الأطفال والشيوخ والنساء غير أنها صممت على متابعة تحصيلها العلمي مشيرة إلى أنها تهدي تفوقها لأهلها وأساتذتها وجميع طلاب سورية.

ويشعر الدكتور عبد الجبار الشيخو والد روض بالفخر لتفوق ابنته ويقول “إن تفوقها جاء نتيجة طبيعية لدراستها المتواصلة طوال العام الدراسي إضافة لتفوقها خلال السنوات الماضية”، لافتا إلى أن ابنته كانت تحاول تذليل كل الصعوبات الدراسية التي تواجهها وأنها كانت تلجأ إليه في حال عدم معرفتها بأي سؤال من المنهاج وقد نظمت وقتها بشكل جيد وعمد هو ووالدتها على توفير ظروف الراحة والهدوء لها وما تتطلبه من احتياجات.

من جهته أكد الطالب كرم أنه درس طوال العام بجد واجتهاد ليحقق امنيته بالتفوق والحصول على درجات عالية بالاعتماد على نفسه بالدراسة دون الاستعانة بدورات المساعدة الإضافية أو أساتذة من خارج المدرسة حيث كان يؤدي واجباته المدرسية بشكل يومي ويستعين بوالده لدى مواجهته لأي سؤال صعب إضافة للاستعانة بشبكة الانترنت للحصول على المعلومات اللازمة.

وعبر والد كرم المهندس مأمون ديوب عن فرحه بتفوق ولده كونه كان متابعا له بشكل يومي ويحرص على توفير جميع متطلباته وكذلك الجو المنزلي الهادئ ليتمكن كرم من الدراسة بشكل مريح ويضيف “إن ولده كان حريصا على وقته بالنوم الباكر والاستيقاظ والدراسة بشكل منتظم إضافة للاهتمام بمتابعة اللغات الانكليزية والفرنسية والألمانية بشكل شخصي ويسعى لدراسة الثانوية العلمية”.

وحصل خمسة طلاب على العلامة التامة في شهادة التعليم الأساسي أي 3100 درجة توزعوا على 5 محافظات هم الطالبة سدره مازن البواب من مدرسة الباسل للمتفوقين بدمشق ويمان محمد غسان الحبال من مدرسة الغسانية حلقة ثانية بحمص وحنان محمد حبيب من مدرسة الشهيد إبراهيم محفوض حلقة ثانية في اللاذقية وجود محمود الهزاع من ثانوية المتفوقين في دير الزور وبشار حسين حسين من مدرسة 16 تشرين حلقة ثانية في طرطوس أما غزل محمد أيمن السبيناتي من مدرسة الشيخ بدر الدين الحسني الشرعية في دمشق فحصلت على المرتبة الأولى في شهادة الإعدادية الشرعية بمجموع قدره 4145 درجة من أصل الدرجة الكاملة 4200.

ابتهال مصطفى-قصي رزوق