مسؤولون أمريكيون يكشفون عن برنامج تدريب لمئات الإرهابيين قبل إرسالهم إلى سورية

واشنطن-سانا

كشف مسؤولون أمريكيون أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” تعد برنامج تدريب لنحو 2300 إرهابي ممن تحاول إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما دون جدوى الترويج لهم بوصفهم “مقاتلون معتدلون” على أن يحصل هؤلاء الإرهابيون على التدريب والتمويل والدعم اللازم قبل إرسالهم إلى سورية من أجل ارتكاب المزيد من الجرائم البشعة بحق السوريين الأبرياء.
مخطط البنتاغون لتجنيد المزيد من الإرهابيين وتقديم الدعم والتدريب من أجل إرسالهم إلى سورية يأتي بعد مرور أقل من شهر على الطلب الذي قدمه أوباما إلى الكونغرس الأمريكي في حزيران الماضي لتخصيص 500 مليون دولار من أجل تدريب وتجهيز ما سماها “المعارضة المسلحة المعتدلة” في سورية وهي تسمية تطلقها الإدارة الأمريكية على الإرهابيين الذين يتلقون الدعم منها ومن السعودية ودول عربية وغربية أخرى.
ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية التي سلطت الضوء على برنامج التدريب الذي تقوم وزارة الدفاع الأمريكية بإعداده فإن مسؤولين عسكريين أمريكيين أطلعوا لجاناً في الكونغرس ومن خلف أبواب مغلقة الأسبوع الماضي على تفاصيل مخطط التدريب الذي سيجري على مدى أشهر في السعودية والإمارات وقطر وتركيا.
ولفت مسؤولون في البنتاغون إلى أن العدد الحقيقي لـ “المسلحين” الذين سيشاركون في برنامج التدريب المقترح سيكون أعلى من 2300 دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ونقلت الصحيفة عن الأدميرال جيمس وينفيلد نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الامريكي قوله إن “تفاصيل هذه الخطة سرية حيث يعمل القادة العسكريون الأمريكيون على إعداد عرض سيطرح على أوباما بهذا الشأن”.
وأوضح وينفيلد أن الإدارة الأمريكية ستقدم للمسلحين المشاركين في البرنامج “الأسلحة والمعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي والمشورة العسكرية” وفقا لمخطط التدريب الذي يكلف 500 مليون دولار.
ورغم محاولاتها المتواصلة منذ سنوات من أجل إيهام الرأي العام بوجود من تصفهم بـ “مقاتلين معتدلين” في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية إلا أن مسؤولين في البنتاغون يقرون بأن الحجم الصغير لبرنامج التدريب المطروح يعكس الصعوبات التي تتوقع وزارة الدفاع الأمريكية أن تصادفها في إيجاد أعداد كافية من هؤلاء “المقاتلين” الذين لا وجود لهم إلا في الرواية الأمريكية.
وفي إشارة إلى الصعوبات التي بدأت تشكل عائقا فعليا أمام المساعي الأمريكية لدعم المجموعات الإرهابية في سورية في ظل المخاوف الدولية من ارتداد مخاطر هؤلاء الإرهابيين على البلدان الأوروبية والأجنبية التي قامت بتصديرهم إلى سورية أوضح مسؤولون أمريكيون أنهم يعملون على برنامج التدريب بأسرع ما يمكن لكن “عقبات خارجة عن السيطرة أعاقت هذه الجهود بما في ذلك مؤشرات على أن الأردن لن توافق على استضافة البرنامج التدريبي المذكور ومن الممكن في هذه الحال استخدام قواعد في السعودية والإمارات وقطر وتركيا بدلا من القواعد الأردنية”.
ومن المعروف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي ايه تشرف بالفعل على عمليات تدريب وتسليح مجموعات من الإرهابيين في معسكرات داخل الأردن لكن وعلى خلاف برنامج التدريب الجديد الذي تعده البنتاغون تحيط السرية بعمليات التدريب هذه.
وقد أصبحت السياسة الخارجية للولايات المتحدة التي تنطلق من موقع العدوان والاعتداء على الدول ذات السيادة واحدة من المصادر الجوهرية لانتشار الإرهاب في العالم وذلك مع استمرار واشنطن بالترويج لفكرة الإرهاب المعتدل وإصرارها على تقسيم الإرهابيين الذين يرتكبون أبشع الجرائم في العراق وسورية إلى
“جيدين” و”سيئين” حسب ولائهم وحرصهم على تحقيق المصالح الأمريكية.
وتتجاهل الإدارة الأمريكية بشكل تام وفاضح حقيقة أنها المسؤولة الأولى عن انتشار الإرهاب في سورية عبر تقديمها الدعم المادي والسياسي والعسكري ومن ورائها دول الاتحاد الأوروبي ودول إقليمية بينها تركيا والاردن ومشيخات الخليج للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية كما تحاول دائما تزوير الحقائق أمام الرأي العام الأمريكي حين تتحدث عن مصدر الإرهاب في سورية.

انظر ايضاً

لجنة الانتخابات الرئاسية الإيرانية تعلن انتهاء عملية التصويت وبدء عملية فرز الأصوات

طهران-سانا أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الوطنية الإيرانية محسن إسلامي عن انتهاء عملية التصويت، وإغلاق …