بين الطب والفن.. سرياليات لافتة تؤطر تجربة الشابة نغم ديب

اللاذقية-سانا

أكثر ما توحي به تجربة الفنانة الشابة نغم فرج الله ديب هو الروح المرهفة لدى الفنان والتي لا تنفصل عن حواسه الخمس فهي وسيلة راقية لترجمة الاحاسيس التي يوجهها اكثر عبر الريشة والالوان نحو عوالم تشع بالحب والجمال وهو ليس بالامر الغريب عن شابة درست الطب لكنها لم تتمكن لحظة من التخلي عن ذاك الشغف المبدع في اعماقها فما كان منها الا ان وضعت العلم والفن في عربة واحدة كتوأم يعكس شخصية مرهفة تثير كثيرا من التساؤل والدهشة.

1-(2)هذا ما عبرت عنه الطبيبة الشابة في حديثها لنشرة سانا الشبابية مؤكدة أن ما يحرك ريشتها هو بواعث وجدانية وموهبة فطرية تحتكم شيئا ما الى العقلانية المفرطة بحيث تعود العاطفة التائهة في بحار الوهم والحلم الى شاطئء الامان رغبة منها في خلق تغيير ما عبر ريشتها غالبا ما تهرع ودون قصد منها كما تؤكد ديب نحو فضاءات الفن السريالي حيث توظيف اللامعقول للتعبير عن فكرة ما.

وأشارت إلى أن أكثر ما يشدها في الموضوعات التي تلتقط افكارها وعناصرها من مصادر مختلفة هي الوجوه حيث أن رسم البورتريه بتقاسيمه وتفاصيله هو امر مثير بالنسبة لها اذ ان هذه الملامح تحدد صفات الشخص و تعكس عموما تجارب عميقة و خبرات متراكمة بين خطوط الوجه و في تقاسيمه المختلفة فالانسان بالنسبة لها يأتي متقدما على الطبيعة كونها المؤثر الاكبر بكامل المحيط الطبيعي والجغرافي.

1-(3)وقالت الفنانة الشابة.. عادة ما اوظف نبض الطبيعة الصامتة للتعبير عن مكنونات اعمالي كما فعلت في لوحة اسميتها كبت متفجر بعد أن استبدلت رأس انسان بوردة متفتحة وقد ارتفعت اليدان نحوها وطيور الحب والسلام تنطلق من تحت ابطيها.

وتابعت.. اهتم ايضا بالمرأة لجهة مشاعرها الداخلية و ما يتفاعل في أعماقها من صراع على قيم بالية موروثة تحد من قدراتها و تطوق حضورها الانساني المؤثر وهو ما بينته في عمل تحت عنوان رجل وامراة أعكس فيه نقاوة الشعور الانثوي لامراة تقارب النضج وهي لا تزال يافعة من خلال وجهين ملتصقين لرجل وامراة يكملان محتوى الوجود الانساني بكل ابعاده الحياتية في اشارة الى ما يتشارك به الاثنان من حصة وجودية و انسانية متعادلة.

1-(4)ورغم صمت لوحات الفنانة ديب الا انها كما اوضحت تحمل في مضامينها الكثير من الصخب وتعج بالالم والامل بمستقبل اكثر ارتقاء بعقل الانسان مستخدمة اسلوب التهكم لردم الهوة العميقة التي تزخر بها مفاهيم المجتمع الخاطئة وتشبه بذلك ما عبر عنه الفن السابع في اوائل القرن الماضي كما في أعمال تشارلي شابلن/ ولوريل وهاردي.

ولا تنفصل ديب عن واقع وطنها المأزوم وعن مشاهد الوجع الانساني الذي تسبب به الارهاب الاسود.

وتقول انها انجزت حتى الان الكثير من الاعمال التي تتمنى ان تجد النور في معارض فنية قادمة تفسح مساحة كافية لابداعات الشباب السوري ولاحلامهم مؤكدة ان اعمالها قطعت شوطا جيدا من النضوج الفني باعتبارها ابنة بيئة فنية شجعتها طويلا .

صبا العلي