فرقة جرمانا الفنية مسيرة نصف قرن ومواهب واصوات جميلة تذكرنا بالزمن الجميل

دمشق-سانا

تحاول فرقة جرمانا الفنية المكونة من عدد من العازفين والمطربين ذوي المواهب عبر مسيرتها التي قاربت خمسين سنة تقديم الفن الاصيل والعمل على انتشاره في زمن طغى فيه غناء لا يمت بصلة إلى تراثنا وقيمنا الفنية والاجتماعية.

وعن دوافع تشكيل الفرقة قال العازف في الفرقة فايز زهر الدين ومدرس الة العود في معهد صلحي الوادي إن تراجع الموسيقا والاغنية على المستوى العربي كان بسبب قبول الكلمات الضعيفة والالحان التي لا ترتبط بأي معنى بينما كان الفنان سابقا ينتقي الكلمات المدروسة واللحن الموسيقي الرفيع ويبتعد عن المحسوبيات والتعامل الذي لا يؤدي إلى حالة جمالية راقية إلى حد وصل معه معظم الفنانين في الماضي الى مرتبة رفيعة المستوى.

وأضاف زهر الدين إنه على أي فنان يرغب بالوصول الى مرحلة ترضي الذائقة الانسانية على مر الايام ان يحترم الكلمة واللحن اضافة إلى أهمية وجود الصوت الجميل.

أما عازف الكمان حسن جبر فأوضح أن فرقة جرمانا الفنية اهتمت بالطرب الاصيل وغنت أكثر أغاني الموسيقار السوري فريد الاطرش وشاركت بحفلات عديدة محاولة أن تحافظ على رونق الفن وأصالته بعد أن وصل إلى الساحات الفنية كثير ممن لا يستحق.

ولكن نشاط الفرقة ومثيلاتها يحتاج إلى الإعلام للترويج عنه وإيصاله للجمهور كما بين عازف العود علم الدين نصر الدين معتبرا أن الاغنية مهما كان نوعها فهي تحتاج إلى ترويج ودعاية وعلينا أن نسلط الضوء عبر الوسائل الاعلامية والثقافية على ما هو أصيل.

كما أن للأهل كما أوضح نصر الدين دورا هاما في تربية الاجيال وتنمية الذائقة الفنية العالية الى جانب المدرسة في المساهمة بإنشاء جيل يجب ان يكون سليم الذائقة وصحيح الرؤية حتى لا يكون الجيل بعيدا عن الذائقة الموسيقية الصحيحة.

وبين المطرب وعازف العود في فرقة جرمانا الفنية محمود بركة أن الفرقة التي تشكلت منذ عام 1968 حاولت أن تزرع في أجيالنا الذائقة الفنية الاصيلة برغم ما نواجهه من غزو ثقافي تسبب بكثير من المآسي الفنية التي ارادت للفن العربي وللثقافة العربية التراجع.

ولفت بركة إلى أن المطرب الكبير فريد الأطرش أدخل الموسيقا الشرقية الى العالم الغربي وليس العكس مازجا بين النغم الغربي والشرقي ما جعله مذهلا وأدخله التاريخ فأصبح الشرق والغرب يشدوان فنه العريق.

وعن هذه التجربة تحدث الباحث والناقد الموسيقي اياد معضاد عن ضرورة توافق اللحن والكلمة مع صوت الفنان وتدرج طبقات صوته حتى يكون مقنعا للذائقة الشعبية المختلفة وأن الفنان الموهوب والمثقف الذي ينتمي الى أصالة أهله وناسه ووطنه سيفرض ما يمتلكه من فن على مستوى العالم ويدخل التاريخ حتى لو تعرض إلى حرب تحاول ان تجعله يتراجع مبينا ان الموهبة الثرية لا بد لها من الوصول والاقناع.

ولكن هنالك من يحذر من الوقوع في فخ التقليد عند اتخاذ الصالة منهجا فنيا كما يرى الناقد مجيد الحلبي ولا سيما أن بعض الفنانين تمكن من الارتقاء إلى الفن الاصيل ولكنه حاول أن يبقى على تقليد الاصوات الاخرى مبينا ان الاحساس والوجدان والضمير متوافرة في أي عصر ويبقى الاجتهاد وهو وحده الذي ينتصر بهذه الأشياء الراقية.

أما المطرب والعازف نائل حناوي المدرب في دائرة المسرح المدرسي بدمشق فدعا إلى الاهتمام المدرسي بالموسيقا وإلى تفعيل مادة التربية الموسيقية التي أصبحت عبارة عن حصص فراغ يعيشه الطالب دون أن يتلقى أو يقدم أي شيء موضحا ان مادة الموسيقا توازي أهمية المواد الدراسية الاخرى حيث تنمي الذائقة الفنية للطالب وتكثف ثقافته بشكل عام وتحرض موهبته الموسيقية على التواجد والانتقاء الجميل الراقي.

محمد الخضر-شذى حمود

انظر ايضاً

مرتيني يناقش مع المعنيين في درعا سبل تطويرها السياحة الداخلية والشعبية

درعا-سانا تركز اجتماع وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني مع الجهات المعنية في محافظة درعا …