زهرة الياسمين عرض مسرحي للأطفال يحاكي الأزمة وتصدي السوريين لها

دمشق-سانا

برمزية عالية الحساسية عكس العمل المسرحي زهرة الياسمين الأزمة في سورية وأوصل ما يريد الى أذهان الأطفال الحاضرين في مسرح القباني بدمشق ليجيء العرض متكاملا من حيث سلامة الفكرة وبساطة الطرح والاستخدام الجيد والمتميز للإضاءة والديكور والمؤثرات الصوتية والبصرية والأغاني التي قدمت خلال العرض.

فكرة المسرحية دارت حول شخصية زهرة الياسمين باعثة الحب والجمال في العالم وعداء الأشواك الشريرة لها واختطافها ليتم إنقاذها على يد محبيها وكان لافتا أن معظم مشاهد المسرحية دارت خارج خشبة المسرح وبشكل قريب من الأطفال كما استطاعت الكوميديا الناعمة استجلاب ضحكاتهم الصغيرة.3

العمل نجح في إيصال الفكرة بطريقة رمزية مبسطة فزهرة الياسمين تفقد ذاكرتها بسبب مكيدة أعدائها لوهلة ولكن الحراس الأمناء عليها يخوضون حربا ضارية مع الضباع اللئيمة وينتصرون عليهم وتستعيد زهرة الياسمين ذاكرتها وتعود لسابق ألقها بينما يتجمد اعداؤها للأبد في أشارة لخروجهم من التاريخ وأن دمشق رمز المحبة والسلام لن ينال منها الأرهاب مهما فعل من جرائم.

وذكر مؤلف ومخرج المسرحية وليد الدبس في تصريح ل سانا حاولنا إيصال فكرة العمل من خلال تقديم ما يدور حولنا في الواقع حيث يوجد أعداء يريدون سلب حقوقنا والنيل من حضارتنا ووجودنا لذلك قدمنا الواقع بصورة بصرية مسرحية تناسب الطفل تاركين لخياله المجال لتشكيل ما يراه.

وضح الدبس أن فكرة العمل تتحدث عن دمشق التي تمثلها زهرة الياسمين التي يحاول الأعداء النيل منها وتم الرمز لهم في المسرحية بالأشواك وكيف يتعاون الجميع مع بطل العمل حسان لإعادتها لأنها رمز الحياة والوطن الذي يجب أن نحميه ونحافظ عليه.

وبين الدبس أن مسرحية زهرة الياسمين قام بتمثيل شخصياتها ممثلون كبار فالممثل الكبير لديه ذاكرة ليستحضر طفولته حين يقدم عملا مخصصا للأطفال مشيرا إلى أن الاطفال لديهم المقدرة على تجسيد الأدوار في بعض الأعمال المخصصة لهم وليس من الممكن ان يؤدي الأطفال أدوارا أكبر من سنهم فالنص هو الذي يحدد شخصيات العمل واعمارهم.

وعن الديكور قال مصمم الديكور والأكسسوار الفنان محمد وحيد قزق أن مسرح الطفل عالم مختلف وصعب ويتطلب ديكورا بمساحات واسعة لذلك عمدنا في هذا العرض إلى استخدام ديكور متحرك فيه ما يقارب خمسة أبعاد أضافة الى الألوان التي تخصص لمسرح الطفل.

وأضاف قزق تمنيت معالجة جدران المسرح بالألوان لكن لم يتم ذلك وقدمنا ديكورا مناسبا لنص المسرحية الذي أراه من النصوص المتميزة واستغرق تصميمه وقتا طويلا ليناسب الطفل ويشكل عامل جذب له فالطفل يتميز بدقة الملاحظة ويهتم بالديكور والألوان.

الفنانة الاء مصري زادة التي قدمت في العرض دورين الأول شخصية شكة وهي شخصية شريرة تشارك سيدة الأشواك في خطف زهرة الياسمين والثاني سيدة الضباب وهي الشخصية الطيبة التي تساعد بطل العمل حسان لإنقاذ زهرة الياسمين قالت حول مشاركتها من الضروري تعريف الأطفال بأن هناك شرا وخيرا في العالم ومن خلال المؤامرة والحرب على سورية عاش الأطفال وشاهدوا الأعمال الشريرة التي ارتكبها اعداء الوطن من قتل ودمار لذلك من خلال الشخصيتين المتناقضتين التي شاركت بهما حاولنا إيصال رسالة للأطفال بأن الشر والخير موجودان وهما في صراع حتى ينتصر الخير في النهاية.4

وبينت خريجة معهد الفنون المسرحية أن الأطفال خلال العروض المخصصة لهم يتفاعلون مع العمل ومع الشخصية الشريرة كما الشخصية الطيبة ولديهم أسئلة كثيرة ولديهم ذكاء مشيرة إلى أنها قدمت أكثر من عمل للأطفال وفي كل مرة كانت تلمس لديهم حب المسرح ومتعة المشاهدة وكانوا يدخلون في جو العمل مباشرة ويحللون الشخصيات ما يؤكد الرسالة التربوية والتعليمية التي يقدمها مسرح الطفل.

ديالا داؤود قدمت شخصية زهرة الياسمين وهي رمز دمشق التي تمنح الحب للناس ويحبها الجميع وهي رمز الخير بينت أن العمل المخصص للأطفال من الأعمال الصعبة حيث يجب أقناع الطفل بالشخصية وأدخاله في جو العمل وتقديم المتعة والفائدة في ذات الوقت.

وقدم الفنان اسامة تيناوي شخصية حسان عازف الناي الذي تهوى عزفه زهرة الياسمين وهو الذي ينقذها محافظا على وصية جده في الحفاظ عليها لتعبر عن ضرورة الحفاظ على ما تركه الأجداد لنا من كل الأشياء الجميلة في حضارتنا وتراثنا.

سيدة الأشواك رغم أنها شخصية شريرة إلا ان الفنان زهير بقاعي قدمها بأتقان عال وبطريقة تحمل نوعا من الفكاهة لإمتاع الطفل ونجح في إيصال فكرة محاربة الشر الذي يحيط بنا.

كما نجح الفنان زيد الظريف بتقديم شخصية الدب دبدوب صديق زهرة الياسمين بطريقة ممتعة فيها الكثير من الفكاهة والطرافة.

كما قدم الفنان داود شامي شخصية البطريق الذي ساعد في أنقاذ زهرة الياسمين وأدى الفنان أسامة جنيد شخصيتي الجد وسيد الضباع في المسرحية كما قدمت روجينا رحمون شخصية وخزة وهي شخصية شريرة تشارك سيدة الأشواك في خطف زهرة الياسمين.

ورأى بلال تغلب والد الطفلين سمر وزين الذين حضروا العمل أن المسرح يخرج الطفل من المشاهدة الروتينية للتلفزيون حيث يتصل مباشرة مع الممثل أما الطفلة نور رستم اغا 8 سنوات عبرت عن سعادتها بحضور العرض وتعاطفت مع زهرة الياسمين التي خطفتها الأشواك وأعجبت بشخصية حسان البطل القوي الذي تحدى الصعاب لإنقاذها في حين اعتبرت والدتها هدية ريحان أن المسرح يقدم رسائل تربوية وتعليمية وثقافية يكتسبها الأطفال بطريقة أكثر سهولة من التعليم المباشر من قبل الأهل.

يذكر أن عرض المسرحية مستمر بشكل يومي الساعة الخامسة على مسرح القباني حتى 11 من الشهر القادم.

ويضم فريق العرض مساعد المخرج محمد المودي موسيقا وألحان أيمن زرقان تصميم وتدريب الرقص سامر الزيات تصميم الإضاءة بسام حميدي تنفيذ فني للديكور عروب المصري تصميم إعلان زهير العربي تصميم ملابس زينة حماتي مكياج سلوى حنا كلمات الأغاني معن حمزة تنفيذ الصوت راكان عضيمي تنفيذ الإضاءة شادي ريا مدير المنصة هيثم مهاوش مسوؤل الأكسسوار علي النوري.

إيناس سفان