العلاج الفيزيائي تقنيات واسعة لاستعادة وظائف الجسم الحركية

السويداء-سانا

يعتقد البعض أن العلاج الفيزيائي مجرد وسيلة لاستعادة اللياقة البدنية وحركات بسيطة يمكن لأي شخص القيام بها بينما يؤكد الخبراء أنه مجال طبي واسع يحتاج تنفيذه إلى مختصين وهو حل علاجي لاستعادة الوظائف الحركية والتخفيف من الآلام بعد التعرض لحادث ما أو إجراء عمل جراحي.
والمعالجة الفيزيائية أو الطبيعية وفقا لرئيس قسم المعالجة الفيزيائية بالمشفى الوطني بالسويداء حازم شقير في تطور مستمر ودائم بهدف الوصول إلى تقنيات تسرع شفاء المرضى وتوفر الرعاية الصحية الوقائية للأصحاء.
وعن أهداف العلاج الفيزيائي يوضح شقير أنها تتمثل في تخفيف الإصابة والمشاكل الوظيفية عن طريق التقييم الصحيح ووضع الخطة العلاجية المناسبة لحالة المريض ومن ثم تقديم العلاج الملائم له وتغييره وفق الحاجة ومنع الإصابة ببعض الأمراض والإعاقات عن طريق المحافظة على اللياقة العضلية والصحة في جميع المراحل.
ويشير شقير إلى وجود أهداف قصيرة المدى للعلاج الطبيعي منها تخفيف الألم والانتفاخ والشد العضلي وتسريع عملية الشفاء وتحفيز العضلات والمحافظة على القوة العضلية أو زيادتها وتحفيز الجهاز العصبي المركزي وتحسين المشي وهيئة الجسم والدورة الدموية لافتا كذلك إلى وجود أهداف طويلة الأمد له وذلك وفقا
لنتائج فحص وتقييم حالة المريض بغية إيصاله للمستوى الصحي والحركي لمرحلة ما قبل الإصابة.
وتتنوع أشكال المعالجة الفيزيائية وفق الحاجة ويذكر منها شقير المعالجة الكهربائية المستندة إلى أجهزة الأمواج القصار والأمواج فوق الصوتية والتنبيه الكهربائي والأشعة تحت الحمراء والشد الرقبي والقطني الكهربائي والمعالجة الحركية المعتمدة على أجهزة بساط المشي ودراجات هوائية ثابتة ومتواز ودولاب كتف وممرن عنق القدم والرسغ وأجهزة التقوية العضلية الأخرى إضافة للمعالجة المائية المرتكزة إلى المغاطس للأطراف السفلية والعلوية والكمادات الحرارية وشمع البرافين والمعالجة بالبرودة.
وعن الأمراض والإصابات التي يمكن للمعالجة الفيزيائية المساهمة في شفائها يبين شقير انها الآلام الرقبية والقطنية والكسور والخلوع والإصابات العصبية والصدرية وحالات الشلل الدماغي وتأخر التطور الحركي عند الأطفال والتهاب المفاصل لافتا إلى عدم إمكانية إجراء العلاج في حالات التهاب الوريد الخثري كما
تستثنى أجهزة معالجة معينة بالنسبة للحوامل ومرضى السرطان.
ويلفت شقير إلى أن المعالجة الفيزيائية تأخذ دورا أكبر في عصرنا الحاضر سواء في العيادات الخاصة أو المشافي أو المراكز. ويوفر قسم العلاج الفيزيائي بالمشفى الوطني يوميا نحو 250 جلسة مجانية للمدنيين والعسكريين والمرضى المصابين بمنازلهم الذين لا تسمح حالتهم بالوصول إلى أقرب مركز علاجي حيث يزورهم المعالج في بيتهم ويقدم لهم الخدمة دون أي مقابل.
ويبين شقير أن القسم بجهود ودعم مديرية الصحة ومن خلال نحو 35 معالجا ومعالجة قدم خلال العام الماضي 34678 جلسة علاج فيزيائي لنحو 2462 مريضا وفي الأشهر الثلاثة الماضية من العام الجاري 9548 جلسة لنحو 458 مريضا.
ويشير شقير إلى ضرورة نشر الوعي حول مفهوم العلاج الفيزيائي ودوره في شفاء عدد كبير من الأمراض والإصابات عبر وسائل الإعلام وتزويد أقسام المعالجة الموجودة بالمشافي بأجهزة حديثة وآخر ما توصلت إليه مبتكرات العلم والتكنولوجيا بهذا الخصوص.
و‏المعالجة الفيزيائية أو ما يعرف بالعلاج الطبيعي مهنة موجودة منذ القدم كانت تمارس بطرق بدائية وتحولت مع التطور العلمي والطبي إلى اختصاص يدرس في الجامعات والمعاهد ويؤكد شقير أنه ليس مجرد تدليك ومساجا ورياضة بل مهنة متكاملة لها استخدامات وتقنيات متنوعة تختلف وفق نوعية المرض والإصابة.
عمر الطويل