الهيئة العامة السورية للكتاب تصدر ثلاثة كتب ضمن سلسلة لأعلام التاريخ العربي

دمشق -سانا
تتضمن سلسلة “عظماؤنا” التي تصدرها الهيئة العامة السورية للكتاب سيرة حياة عظماء التاريخ العربي من الشعراء والخلفاء والعلماء ومن هؤلاء أبو فراس الحمداني وابن النفيس وعمر بن عبد العزيز.

وبين الباحث أحمد العكيدي في كتاب أبو فراس الحمداني أن الحمدانيين ينتمون إلى قبيلة تغلب وهي من أعظم قبائل ربيعة بن نزار شأنا في الجاهلية وألمعها اسما في الإسلام أخرجت نجوما لامعة في الفروسية والشعر مشيرا إلى موقف الحمدانيين ضد غزوات البيزنطيين لشمالي سورية.

وعن أبي فراس الحمداني أفاد العكيدي أنه نشأ في بيت من بيوت الأسرة الحمدانية العريقة وأبوه كان أميراً على الموصل اسمه سعيد ابن حمدان أما والدته فكانت رومية الأصل.

وجاء في الكتاب أنه لم يكتب لأبي فراس أن يعيش في كنف والد حيث قتل أبوه سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة هجرية يوم كان الصبي في الثانية أو الثالثة من عمره واحتضنته أمه وأقامت بين الموصل والرقة فنشأ في كنف سيف الدولة ووفر له تربية صالحة وتعهده بالتدريب في ميادين الفروسية والأدب فأضحى فارساً مقداماً وشاعراً.

وأورد الكاتب أن أبي فراس كان يطمح إلى تأسيس ملك خاص به وقد عبر عن هذه الرغبة في نفسه بشعره فشغل بالمجد منذ أيام صباه وكان يسير سيرة الرجال الراشدين لذا خلت حياته من الميوعة ونشدان الراحة التي يتصف بها الفتيان فكتب وهو في العشرين …. “وما زادت على العشرين …. فما عذر المشيب إلى عذاري”.
أما كتاب ابن النفيس الدمشقي لمؤلفه الدكتور علي القيم فيبين فيه القيمة العلمية لهذا العالم العربي السوري والذي سجل صفحات مشرقة في تاريخ التراث العلمي العربي والعالمي.

وجاء في الكتاب أن ابن النفيس يمثل الثقافة العربية الإسلامية في أعلى مظاهرها وكان في غاية الحذق والمهارة في عمله وتجاربه ومؤلفاته معتمدا على التجربة والملاحظة وتطبيق قواعد المنهج التجريبي التي كانت صفة مهمة من صفات الكثير من العلماء العرب.

وبين القيم أن ابن النفيس الذي ولد في قرية صغيرة تدعى قرش قرب دمشق هي اليوم جزء من حي الميدان عام 1211 ميلادي اشتهر بعلمه وطبه ونال شهرة عظيمة في البيمارستان النوري ومارس الطب في دمشق إلى أن استدعاه السلطان الكامل محمد إلى مدينة القاهرة لشهرته العظيمة وذيوع اسمه ولم يكن تجاوز السادسة والعشرين من عمره فعمل في المستشفى الناصري في القاهرة.

ويعرف من كتب ابن النفيس كتاب الشامل في الطب الذي جاء في فصول متعددة وتناول كثيراً من البحوث الطبية والعلمية وشرحا لفصول ابقراط الذي اشتهر بتكهناته ودراسته للإوبئة وتحولاتها إضافة إلى تشريح غالينوس وشرح مسائل حنين ابن اسحاق وغير ذلك من المسائل العلمية والطبية وكتب آخرى في المنطق وفي الفلسفة والفقه.

وصدر أيضا عن الهيئة العامة للكتاب ضمن سلسلة عظماؤنا كتاب بعنوان الخليفة عمر بن عبد العزيز أعداد وتقديم الدكتور عبد الهادي منصور بين فيه أن ثامن الخلفاء الأمويين تلقى العلم في صباه على يد صالح ابن كيسان وعبيد الله بن عتبة ابن مسعود وغيرهم وحقق نصيباً لا بأس به من الاجتهاد الفقهي مما أوصله إلى سدة الأئمة العاملين فكان حكيماً يعلم الناس حيث سار.

وأورد منصور أن عمر بن عبد العزيز كان في خلافته شديداً وحازماً في حكمه يضع الحق في نصابه ويبطل الباطل قدر مستطاعه وكان يقبل نصائح من حوله من الناصحين ويأخذ برأيهم إذا وجد فيه صواباً ونصرا .

جاءت الكتب الثلاثة في منهج علمي اعتمد التوثيق والدقة إلا أن كتاب ابن النفيس الدمشقي اعتمد القراءة والتحليل ودراسة الشخصية في حين جاء كتاب أبي فراس الحمداني معتمداً على استحضار أشعاره ومقارنتها بالقصص التي رافقت حياته أما كتاب عمر بن عبد العزيز فقد تراجع قليلاً عن نظيريه واقتصر على الأعداد والنقل.

ويشار إلى أن سلسلة “عظماؤنا” الشهرية موجهة للناشئة بدأ إصدارها في حزيران الفائت وقيد الطبع الآن أربعة كتب من هذه السلسلة وهي ابن عساكر للدكتورة وسام باني وأسامة بن منقذ لمحمود يوسف والكتاب الثالث بعنوان “السخاوي” لحسين مروة والرابع بعنوان “الخنساء” للدكتورة سحر عمران.

انظر ايضاً

من إحياء أبرشية حلب الذكرى 109 لمجازر الإبادة السريانية

تصوير: فراس اليوسف