لوحات حروفية من نتاج المشاركين بورشة “همس الحروف”-فيديو

دمشق -سانا

احتضنت قلعة دمشق اليوم معرضا فنيا خاصا بنتاجات المشاركين في ورشة الخط العربي “همس الحروف” التي أقامها المعهد التقاني للفنون التطبيقية في الخامس من الشهر الجاري على مدار أسبوعين.2

وضم المعرض الذي أقيم في قاعة العرش بالقلعة 13 لوحة مثلت نصوصا دينية وشعرية مزجت مع لوحات من الطبيعة وصور وجوه وتكوينات جسد الإنسان وأعمال نحتية مختلفة عبر المشاركون فيها عن جمالية الحرف العربي وقدرته على محاكاة مدارس الفن الحديث وقيمته الوظيفية لتشكيل لوحة بصرية مع دلالات الكلمات في تلوينات متعددة.

وذكر معاون وزير الثقافة توفيق الإمام في تصريح صحفي خلال افتتاحه المعرض أن “هذه الورشات التدريبية تمثل بداية انطلاقة جديدة للطلبة المشاركين فيها وهي تحريض على الابداع بشكل مستمر وخاصة أن وزارة الثقافة تعمل على رعاية الابداع دائما في مختلف المجالات”.

وأضاف الإمام أن “الأعمال التي قدمها المشاركون تحمل قيمة فنية عالية كانت حصيلة تدريبهم في الورشة ليقدموا ابداعاتهم في الخط العربي والحفر على الخشب في لوحات متميزة” منوها بجهود كل من ساهم في خروج هذه الأعمال للنور ونجاح الورشة.15

وبينت الدكتورة لبنى بشارة مديرة التنمية في وزارة الثقافة أن هذه الورشة جاءت ترجمة للأهداف العليا للوزارة ومنها رعاية الابداع والمبدعين حيث تم اختيار الطلبة المميزين في المعهد وتطوير مهاراتهم من خلال نقل المعرفة من الأساتذة المشرفين في الورشة إلى الطلبة ليكتسبوا مهارات أكثر تضاف إلى ما تلقوه في المواد الدراسية.

وأشارت بشارة إلى أن إقامة ورشة خاصة بالخط العربي هو رعاية للتراث والحفاظ عليه وتقديمه بصور ولوحات مميزة لافتة إلى أن هذه اللوحات ستعرض في مبنى وزارة الثقافة تأكيدا لدور الوزارة في رعاية المبدعين من جهة ونشر هذه الأعمال أمام عدد أكبر من المشاهدين للاطلاع على ما ينتجه طلبة معهد الفنون التطبيقية وإضفاء قيمة جمالية للمكان من جهة أخرى.18

من جانبه بين مدير معهد الفنون التطبيقية طلال بيطار أن الورشة هي الأولى من نوعها وتهدف إلى تعليم طلبة المعهد وهواة الخط العربي تقنيات وأساليب فنية جديدة يمكن استخدام الخط العربي فيها كالحروف النافرة مع النحت أو رسم شخصيات ومناظر طبيعية بشكل تشكيلي من الحروف العربية واستخدام الخط العجمي على الزجاج وهذه المرة الأولى التي تطرح هذه التقنية.

وأضاف بيطار إن “معهد الفنون التطبيقية يسعى لإقامة ورشات عمل تدريبية بشكل مستمر لمختلف الاختصاصات بهدف زيادة خبرات الطلبة وتدريبهم بشكل عملي وعرض منتجاتهم في معارض تبرز أعمالهم وابداعاتهم”.21

وأوضح مشرف الورشة والمدرس في المعهد طارق السواح أن الطلبة الذين شاركوا في ورشة همس الحروف هم خمسة طلاب من السنة الأولى في المعهد وطالبين من الهواة والمهتمين بالخط العربي استطاعوا تقديم أعمال مميزة أظهرت الخط العربي وما يمتلكه من ميزات فنية.

وأشار إلى أن الورشة اكسبت الطالب مهارات جديدة وخلقت لديه حافز الابداع خارج الحصة الدرسية بحيث لا يكون الطالب مرتبط بالاستاذ وبعلامة المادة فمن خلال الورشة كانت له حرية اختيار الموضوع والعمل برؤية فنية لإبراز قدرات الطالب الابداعية بشكل أوسع.

ورأى مدرس مادة الخط العربي في المعهد ادهم فادي الجعفري أن الطلبة بعد تدريبهم خلال ورشة همس الحروف قدموا نتاجاتهم بآلية ابداعية جديدة من خلال الاطلاع بشكل عملي أكثر وتبادل الأراء مع الأساتذة ومع بعضهم.20

وأضاف الجعفري إن “الحرف العربي تجريدي يحمل جماليات عالية يستطيع الفنان استخدامها وإظهارها كما يستخدم الأحجار الكريمة في تصميم الحلي” مشيرا إلى أن الطلاب قدموا الحرف العربي بأعمال تشكيلية تغني الأعمال التجريدية واستفادوا من أجزاء الحرف ومن شكله الكلي مع إضافة معان أعمق حسب رؤية كل طالب.

وشاركت الطالبة مريم عصفور بلوحتين انجزتهما خلال الورشة الأولى حملت اسم طوبى اختارت كلمات اللوحة من الأنجيل وأبرزتها بشكل حروف ثلاثية الأبعاد شكلتها من الخط الديواني أما اللوحة الثانية بعنوان راقصي الباليه تقول عنها كونت جسد راقصي الباليه من حروف كلمات بعض الأغاني بشكل يعبر عن جمالية الحرف العربي وما يتميز به من ليونة وانحناءات موضحة أن ورشة همس الحروف أعطتها دافعا لمزيد من الأعمال والابداع.11

الطالب هاني العمري قدم لوحة بعنوان شام شكل فيها من خط الثلث اسم شام ضمن لوحة للسيف الدمشقي كان حريصا فيها على إبراز قيمة الحرف مع رسم تشكيلي للسيف مع تداخل بالوان ورؤية فنية لأبعاد حروف كلمة شام.

من جهة أخرى قال الطالب ياسين شيشكلي وهو طالب في كلية العلوم وهاوي للخط العربي ويدرسه دراسة خاصة شاركت بالورشة بعد اطلاعي على الإعلان الخاص بها لأن مثل هذه الورشات تقدم دعم معرفي يزيد من خبرات الفنان الهاوي لتقديم الأفضل موضحا أنه أنجز لوحة حروفية شكل فيها صورة الفل الدمشقي مع كلمات قصيدة الشاعر نزار قباني والفل يبدأ من دمشق بياضه.. وبعطرها تتطيب الأطياب.

وبينت المشاركة هبة فلاح وهي طالبة سنة أولى في المعهد أنها قدمت لوحة حروفية مزحت فيها بين الحارة الدمشقية وأشعار نزار قباني منوهة إلى أن الورشة قدمت فائدة كبيرة للطلبة وأظهرت جو المنافسة بين المشاركين لتقديم ابداع أكثر.

وقدم معاون وزير الثقافة شهادات تكريم للطلاب والأساتذة المشاركين في الورشة ولمدير المعهد.

يشار إلى أن المعهد التقاني للفنون التطبيقية تأسس سنة 1987ومقره في قلعة دمشق يتضمن أربعة اختصاصات وهي الخط العربي والتصوير الضوئي والنحت والخزف.‏‏

ايناس سفان