نادي لونغا بحمص.. دورات تدريبية ونشاطات ترفيهية لتنمية المواهب

حمص-سانا

غدت النوادي التعليمية الترفيهية أحد أهم الأماكن التي يرتادها الأطفال والشباب لتفريغ طاقاتهم والتعبير عن مواهبهم وممارسة هواياتهم التي يحبونها خاصة في ظل الأزمة التي تعيشها سورية.

ومع بدء الأزمة التي تشهدها البلاد منذ ما يقارب خمسة أعوام تأسس في مدينة حمص نادي لونغا الذي اختص بتنمية مواهب الأطفال والشباب في مختلف المجالات الفنية كالموسيقا والرسم والأشغال اليدوية.

وعن النادي وما يقدمه ذكرت لبنى سلامة مديرة النادي لنشرة سانا الثقافية بأن النادي تأسس في نيسان من عام 2011 وحمل اسم لونغا أي المقطوعة الموسيقية التي تتميز بالرشاقة والصعوبة معا مبينة أن النادي يستقبل الأطفال والشباب الذين خسروا جراء الأزمة الكثير من اماكن التعليم والترفيه التي كانت تشتهر بها مدينة حمص حتى انهم فقدوا المعسكرات والرحلات التي كانوا يمارسون فيها كل نشاطاتهم ومواهبهم.

واعتبرت سلامة أن افتتاح النادي جاء لهدف تعليمي وترفيهي وتربوي بالدرجة الأولى وكان لمادة الموسيقا حيز مهم في برامجه لكون المادة تدرس في المناهج الدراسية.

ورأت مديرة النادي أن للنشاطات الترفيهية والتعليمة التي يقدمها لونغا دورا كبيرا في إخراج الاطفال والشباب من جو الأزمة الذي فرض وضعا نفسيا متأزما للكثير منهم حيث تساهم على أيدي مختصين في مادة الموسيقا في تقديم كل ما يلزمهم لممارسة مواهبهم بالإضافة لتأهيل عدد من الطلبة لدخول كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث كما يتم متابعة بعض الأطفال في موادهم الدراسية وإرفاقها بالموسيقا لتفريغ الطاقات الداخلية لديهم.

وحول النشاطات التي قدمها لونغا أوضحت سلامة أن النادي نفذ منذ تأسيسه أكثر من 30 حفلة موسيقية وغنائية متنوعة على مستوى المحافظة وفي جميع الاحياء خلال الاحتفال بعدد من المناسبات الوطنية والاجتماعية والاعياد وهو يستقبل المشاركين من عمر 5 سنوات الى عمر 35 سنة بالإضافة إلى تدريب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في منازلهم.

وأضافت سلامة أن التمويل المادي لنشاطات لونغا يتم على حساب النادي والمدربين دون أي جهة راعية له معتبرة أن وجود8 مدربين مختصين في مجالات الموسيقا والرسم والأشغال اليدوية ساهم في إعداد كوادر جيدة تشارك في الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية التي تقام على مستوى محافظة حمص.

كما عمل النادي بحسب سلامة على تطوير العمل الفني من خلال تاليف أغان من كلمات وألحان الاساتذة والطلاب فيه مثل أغنية تراث سورية و ضحية حيث لاقت الاغنيتان اعجابا كبيرا في الحفلات الموسيقية التي قدمتها فرقة النادي المؤلفة من 45 عازفا وعازفة.

وقالت سلامة إن “سبب نجاح النادي واستمراريته حتى الآن هو محبة الأطفال والشباب لما يقومون به بالإضافة إلى دعم الأهل المتواصل لبقائه ونجاحه وخاصة أنه يقدم علاجا نفسيا بإشراف أخصائية نفسية ل 14 طفلا مصابا بالتوحد”.

وحول النشاطات المستقبلية للنادي بينت سلامة أنه يجري التحضير لافتتاح دورات تدريب لرياضة التايكواندو والكاراتيه ورقص الباليه بالاضافة إلى إعداد معسكر لونغا المنوع ليضم أكبر عدد ممكن من الأطفال.

من جانبها أشارت مدربة آلة العود غيثاء النقري إلى أن تعليم الموسيقا للمشاركين في النادي يتم بشكل علمي ومنهجي مدروس بهدف تنشئة جيل مهتم بالموسيقا لدورها في تنمية الخلق وتهذيب النفس وتعزيز الثقة لدى الاطفال متمنية ان تكون للنادي مشاركات خارج المحافظة ليشمل كل المحافظات السورية.

بدوره اعتبر نضال ايوب مدرب آلة الغيتار ان النادي متنفس حقيقي للاطفال والشباب ونافذة في ظل الوضع الراهن وخاصة ان الحدائق في حمص تحولت الى مطاعم مصغرة ما اغلق كل الاماكن التي كانت توفر لهم ممارسة هواياتهم وتفريغ طاقاتهم مبينا أن انضمامه الى اسرة النادي كان ايمانا منه بضرورة تقديم خبراته للذين يحتاجون إلى الدعم والرعاية وتعليمهم وفق اسس علمية تحقق لهم الفائدة التي ينتظرونها.

عفراء خضور مدرسة مادة الرسم والاشغال اليدوية اكدت ان النوادي الترفيهية التعليمية باتت امرا ضروريا لاحتواء الاطفال والشباب لممارسة نشاطاتهم المختلفة ومتنفسا لهم مشيرة الى اهمية ما يمارسونه من فنون في نادي لونغا في الرسم والالوان وتحويل توالف الطبيعة وتدويرها لتكون اشياء مهمة يستخدمونها في حياتهم.

ونوهت خضور بدور الاهل في دعم ابنائهم من خلال تشجيعهم على تنمية مواهبهم عبر نشاطات النوادي ومتابعة ابداعاتهم ورعايتها.

مثال جمول