المؤتمر الدولي للشباب: الحوار والتنوع الديني عوامل قوة للخروج من الأزمة- فيديو

ريف دمشق- سانا

تركزت مداخلات المشاركين في الجلسة الثانية من المؤتمر الدولي للشباب حول أهم الخطوات التي ستركز عليها سورية بعد خروجها من الأزمة والإصرار على دعمها لمواقفها الثابتة والمبدئية وضرورة وضع آليات للعمل تسرع عملية البناء واستمرار دعم الشباب المشاركين في المؤتمر والتواصل معهم بعده لتحقيق النتائج المرجوة منه.

1

ولفت المشاركون إلى ضرورة توحيد الصوت والصورة لنقل ما يجري في سورية إلى دول العالم مؤكدين أن سورية هي الوطن الثاني لكل إنسان.

وقال رئيس المؤتمر ريمون هلال “إن الشباب السوري مثقف ومدرك لمسؤولياته والدليل الجوائز التي يحرزها الطالب في الأولمبيادات العلمية وإصراره على التعلم والعمل” مضيفا “إن الوطن أحق بأبنائه وأولى بهم لذلك من الضروري بقاء السوريين في بلدهم ولا سيما الشباب لدورهم الكبير في المرحلة القادمة”.

ونوه هلال بأهمية المؤتمر وحضور الشباب من عشرات الدول لدعم سورية ونقل ما يرونه فيها بصدق إلى بلدانهم التي جاؤوا منها وتبادل الأفكار فيما بينهم وبين الشباب السوري لإغناء الخبرات وتطويرها.

2

ورأى عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد أن المرحلة القادمة تتطلب جهودا مكثفة من جميع السوريين “مجتمع مدني-جمعيات-وطلاب جامعات” وتفعيل أدوارهم وتأطيرها وتنظيمها لتكون جاهزة لإعداد مشاريع نهضوية لمواجهة التحديات التي يواجهها الوطن والتهيئة الواعية لمرحلة الإعمار والبناء.

وأشار الأحمد إلى أن العمل يبدأ من المؤتمر ويستمر بعد عودة الشباب إلى بلدانهم عبر التواصل وخلق خلية عمل بالتنسيق مع الشباب السوري الذي كبرت مسؤولياته ما يتطلب منه تطوير أفكاره وطموحه.

3

واعتبر الدكتور في كلية الصيدلة مجد الجمالي أن الشباب السوري منفتح وعلى دراية بما يحدث ومما زاد وعيه وإدراكه تبادله للمعلومات ووسائل الاتصال التي كانت متاحة دائما على عكس بعض الدول التي قطعت المواقع وحجبت الانترنت عن شعبها.

وأكد المشاركون فى الجلسة الأولى من المؤتمر  التي عقدت في وقت سابق اليوم على ضرورة التركيز على الحوار والتنوع الدينى وتماسك النسيج المجتمعي السوري كعوامل قوة للخروج من الأزمة التي تستهدف سورية بكل مكوناتها.

وأشار المشاركون إلى ضرورة التصدى لمحاولات بعض وسائل الإعلام الغربي “تشويه واستهداف الثقافة الفكرية والهوية الوطنية السورية ووحدة النسيج الاجتماعي وتفتيت المجتمع وإثارة النعرات والفتنة بين أبنائها” لافتين إلى أهمية تكاتف الجهود كافة والعمل على نقل حقيقة الأحداث الجارية في سورية إلى العالم كله والوقوف إلى جانب الشباب والطلاب السوريين في حربهم وتصديهم لأعتى هجمة إرهابية.

1

وفى كلمة له قال سماحة المفتى العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون إن “قوة السوريين بهويتهم وإرثهم الثقافي والتاريخي الذى يعبر عن تجذرهم وارتباطهم بالأرض والتاريخ”.

وذكر سماحة المفتي أن سورية ستبقى مثالا للتآخي والمحبة والسلام “مهما حاول أعداؤها قتل السلام في قلوب أبنائها لأنهم هم صناع السلام بالمنطقة والعالم” مشيرا إلى أن السوريين متماسكون شعبا وقيادة وجيشا “يجمعهم الإيمان بوطن واحد متسلحين بقيم واحدة في مواجهة الإرهاب”.

ولفت سماحة المفتي إلى أن وسائل الإعلام المغرضة والمدعومة بإمكانات مادية ضخمة حاولت تزوير وتزييف الأحداث الجارية في سورية وتغييب الحقائق الأساسية فيها خدمة لأجندات استعمارية تريد تدمير سورية وإشعال الحروب في المنطقة ولا سيما بين مكوناتها “لتبرير إقامة دولة يهودية إلى جانب دول تقوم على أسس دينية”.

2

من جهته بين الباحث اللبناني غسان الشامي أن الحضارة السورية تمتد على مدى عشرة ألاف عام وأثبتت الأبحاث التاريخية والأثرية أن أول تجمع بشري منتج ومستقر في التاريخ كان في سورية التي قدمت للعالم اللغة والقانون والتشريع والصناعة والتجارة وبدونها “لن يستعيد المشرق مستقبله وآلقه وبدون الدفاع عنها لن يكون هناك حضارة بالمنطقة”.

وأشار الشامي إلى أن “الأصول المشتركة المكونة للمجتمع السوري عبر التاريخ من الكنعانيين والآراميين والفينيقيين وغيرها كان امتزاجها حقيقة علمية تاريخية لا جدال فيها وإن كل القادة والعلماء والأدباء والمعماريين والمشرعين على مدى تاريخ سورية هم جزء من ثقافة ونفسية وروح ووجدان كل السوريين”.

3

من جانبه أكد عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد .. “أن الحرب المعلنة على سورية في إحدى جوانبها هي حرب فكرية تستهدف تاريخها وتراثها الثقافي القومي الممتد على مدى قرون طويلة “لافتا إلى أن صمود السوريين هو نتيجة بنيتهم المجتمعية الفريدة والمتماسكة التي تشكل إنموذجا للعيش المشترك وإيمانهم بأرضهم ووطنهم ووحدتهم وتنبههم إلى الأخطار التي تحيق ببلادهم.

من جهته لفت الأديب الفرنسي فريدريك بيشون إلى “أن الغرب غير قادر على استخلاص الدروس من أخطائه عبر التاريخ ولا سيما بعد مواقفه الداعمة للإرهاب في سورية حيث خسر الغرب الكثير من مصداقيته خلال السنوات الماضية”.

من جانبها أكدت الدكتورة ربا ميرزا من جمعية سورية المدنية أن السوريين متمسكون بوطنهم وقيمهم الإنسانية والوطنية ومثلهم العليا النابعة من تاريخهم وإرثهم الثقافي الغني والمتنوع.

طلاب وإعلاميون عرب وأجانب: ندعم الشعب السوري ليتجاوز أزمته وندرك حجم المؤامرة التي يواجهها

إلى ذلك وعلى اختلاف جنسياتهم ولغاتهم وعاداتهم جمع المؤتمر الدولي للشباب في سورية طلابا وإعلاميين من دول عربية وأجنبية جاؤوا حاملين رسالة واحدة مفادها دعم الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب وفضح ممارسات بعض وسائل الإعلام في تشويه وحرف حقائق الأحداث في سورية.

ويأمل الشباب السوري من خلال المؤتمر أيضا إيصال رسالة المحبة والسلام ويرفع الصوت “من أجل حوار أوسع مع الشباب والاستماع إلى مطالبهم والعمل على تحقيقها”.

ومن منظمة اتحاد شباب تركيا يقول ايليف الهام اوغلو وجان جاكير في تصريح خاص ل سانا.. “إن الهدف من المشاركة بالمؤتمر إيصال رسالة مفادها أن الحكومة التركية تدعم الإرهابيين في سورية على نقيض الشعب التركي الذي يقف مع سورية”.

ومن روسيا يؤكد الصحفي فاديم ارتونوف في تصريح مماثل أن الإعلام الغربي يعمل على تضليل الرأي العام حول الأحداث في سورية داعيا إلى القدوم إليها بهدف مشاهدة ما يحدث على أرض الواقع ونقله إلى العالم بينما يلفت ايوان اريشن طالب علاقات دولية إلى أهمية المؤتمر في إتاحة الفرصة للطلبة لمشاركة أفكارهم ولا سيما أن العديد من البلدان تفتقر لحرية التفكير.

بدوره يذكر أمين منظمة الطلبة العرب في سورية معتز القرشي من اليمن أن مشاركة الشباب العربي بالمؤتمر تأكيد أن هذا الشباب لا يزال مع سورية ومدرك لحقيقة المؤامرة ضدها التي شاركت فيها أطراف عربية رسمية.

ومن اليمن أيضا يرى كل من خالد عبد العزيز وعمر السبري وهما طالبان في جامعة دمشق أن سبب استهداف سورية إعلاميا واقتصاديا وسياسيا يأتي لمواقفها الداعمة للمقاومة وفلسطين.

وعن سبب وجودها والكثير من الطلبة الأجانب في سورية تقول سكينة نصر الله طالبة طب في جامعة دمشق من باكستان أن وجودها تضامن مع الشعب السوري المحب للخير وأن مشاركتها بالمؤتمر دعم له ليتخطى أزمته.

ويشارك نحو 200 طالب وإعلامي من عدة دول عربية وأجنبية في المؤتمر الدولي للشباب في سورية الذي تقيمه جمعية خطوة تحت عنوان “خطوة من أجل سورية” حيث انطلقت أعماله أمس الأحد ويستمر حتى يوم الأربعاء القادم في مجمع يعفور بريف دمشق.