بوتين عقب لقائه أوباما: أي مشاركة روسية لضرب تنظيم “داعش” الإرهابي يجب أن تكون ضمن القانون الدولي

نيويورك-سانا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أي مشاركة روسية لضرب تنظيم “داعش” الإرهابي يجب أن تكون ضمن القانون الدولي لافتا إلى أن الضربات الجوية التي قام بها التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي في سورية لم تحقق أي نتيجة .

وقال بوتين في مؤتمر صحفي عقب لقائه نظيره الأمريكي باراك أوباما في نيويورك على هامش أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بحثنا والرئيس أوباما آفاقا عدة لحل الأزمة في سورية ككل ومحاربة التنظيمات الإرهابية على أرض ذلك البلد بشكل خاص.

وعن إمكانية مشاركة الطائرات الروسية في ضربات جوية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي قال بوتين إننا نفكر بهذا الأمر ولا نستثني أي شيء ولكن في حال تصرفنا فذلك سيكون ضمن القانون الدولي.

وأضاف بوتين هناك طائرات استرالية وفرنسية وأمريكية تقوم بضربات جوية على حدود العراق وأراضيه وكان ذلك بطلب من الحكومة العراقية أما بشأن سورية فإن هذا الأمر غير شرعي لأنه لا يوجد قرار من مجلس الأمن بهذا الصدد ولا طلب رسمي من الحكومة في دمشق بذلك.

وبشأن تصريحات الرئيسين الأمريكي والفرنسي حول القيادة السورية قال بوتين إن الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرانسوا هولاند ليسا مواطنين سوريين ولا يمكن أن يشاركا في تقرير مصير حكومة دولة أخرى.

وحول أهداف المركز المعلوماتي الذي تم إنشاوءه في بغداد وامكانية انضمام دول أخرى إليه لفت بوتين إلى أن الهدف من تأسيس المركز يتبدي في توحيد الجهود للقوى الإقليمية لمحاربة “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى موضحا أن المركز المعلوماتي مفتوح للمشاركة فيه لممثلي كل البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب وأنه ليس فقط لقيادة العمليات العسكرية الموحدة بل لتنسيق العمل.

ولفت بوتين الى أنه تم إحصاء ضربات جيوش العديد من الدول التي تقوم بضربات جوية في سورية ضد تنظيم “داعش” كاستراليا والولايات المتحدة وفرنسا التي انضمت مؤخرا فوجدنا أن هناك الكثير من الضربات الجوية ولا أحد يعرف نتيجتها وقال .. أنه في حال وضعنا نصب أعيننا هدف التوصل إلى نتائج ثابتة فهذا العمل يتطلب التنسيق.

وقال بوتين.. تحدثنا عن التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا على مسار مكافحة الارهاب ولدينا تفهم لضرورة تقوية الجهود ولو حتى على المستوى الثنائي وسنفكر الآن بشكل مشترك عن تشكيل آليات مشتركة.

وأضاف بوتين إننا نفكرعما يمكن فعله لدعم الذين يحاربون الإرهابيين بشكل فعال على أرض سورية وهم الجيش السوري وقوات الدفاع الشعبي الكردي وأن هذا يتم بالتوازي مع الأمور السياسية مبينا أنه لا يجري الحديث عن مشاركة روسية في معركة برية أبدا ولا يمكن أن تكون .

وقال بوتين.. ان الأزمة في سورية عميقة ويجب إضافة إلى دعم السلطات الشرعية ضد الإرهاب التأكيد على إجراءات سياسية موازية والرئيس بشار الأسد موافق على ذلك وتحدث عن هذا الأمر في مقابلته مع وسائل الإعلام الروسية بشكل مباشر.

وأوضح بوتين أن بلدان المنطقة معنية بالتهديد الارهابي متسائلا.. ألا يتطلب عملا مشتركا لمواجهة ما يقوم به الإرهابيون في سورية من قطع للرؤوس وحرق الناس إحياء وتدميرهم للآثار وقال.. هذا ما فعله النازيون ولا دهشة في المقارنة معهم ويجب أن نوحد أكبر عدد من البلدان لمحاربتهم.

وعن العزلة التي حاولت الولايات المتحدة فرضها على روسيا أعاد بوتين التأكيد أن سياسة العقوبات في العالم المعاصر ليست فعالة وليس هناك أهدافا مرجوة منها وما يتعلق ببلد كروسيا هذا الأمر مستحيل قائلا.. انظروا إلى الجغرافيا.

وحول العلاقات الروسية الأمريكية بين الرئيس بوتين ان انخفاض مستوى العلاقات بين البلدين إلى هذا المستوى المتدهور يعود إلى الأمريكيين معتبرا أن هذا ليس أمرا جيدا بالنسبة للعلاقات الثنائية والأمور الدولية ككل الا أنه كان خيار الولايات المتحدة الامريكية وقال نحن مستعدون دائما لتطوير العلاقات واعادتها الى ماكانت عليه.

وأوضح بوتين إن اللقاء مع الرئيس أوباما كان مفيدا وصريحا للغاية وتم خلاله توضيح الموقف الأمريكي حول العديد من القضايا بما في ذلك الأزمة الأوكرانية وأيضا بشأن الأزمة في سورية والشرق الأوسط ككل مبينا أنه كان هناك الكثير من نقاط التلاقي وأيضا نقاط الاختلاف بشأن هذه المسائل.

ولفت بوتين الى أن الولايات المتحدة الامريكية تقوم بدور مؤثر في حلحلة الأزمة الاوكرانية غير أن ذلك لا يبرز بشكل واضح كعمل روسيا وفرنسا أو ألمانيا في إطار ما يسمى برباعية النورماندي مبينا أن هناك اتصالات جيدة بين روسيا وامريكا على مستوى وزارتي الخارجية بشكل دائم حول هذه المسألة .sana butin

وكان بوتين عقد ونظيره الأمريكي أوباما مباحثات على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك تتركز بحسب المصادر الروسية على الأزمة في سورية ومحاربة الإرهاب وسبل تسوية النزاع في جنوب شرق أوكرانيا.

وأفادت وكالة أنباء “تاس” الروسية بأن المحادثات بين الرئيسين الروسي والأمريكي تجري وراء الأبواب المغلقة في مقر الأمم المتحدة في قاعة المشاورات التابعة لمجلس الأمن الدولي حيث يعد هذا المكان قانونيا جزءا من أراضي روسيا علما أن روسيا تتولى رئاسة المجلس في هذا الشهر.

ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين الرئيسين منذ العام 2013 اثر لقائيهما على هامش قمتي “الثماني الكبار” في إيرلندا الشمالية و”مجموعة العشرين” في سان بطرسبورغ.

 

انظر ايضاً

بوتين: نطور الثالوث النووي للردع… ومستعدون للحوار لضمان الأمن الأورواسي حتى مع الناتو

موسكو-سانا أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد بلاده لإجراء مناقشات واسعة النطاق